|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  30  / 4 / 2015                                 باقر الفضلي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

يوم العمال العالمي: وحدة الحركة العمالية النقابية
أساس لوحدة نضال الشعوب ..!

باقر الفضلي

لم يعد الحديث عن يوم العمال العالمي، مجرد تأريخ متميز ومعبر عن تأريخ نضال الطبقة العاملة في العالم، بقدر ما أصبح إطار الحديث عن ذلك التأريخ، قد إمتد في مضامينه وفي مغزاه، حدود ما إعتادت الشعوب ذكره في مناسبة الأول من آيار من كل عام، فإمتداد التوسع الصناعي، ودخول دول جديدة في مضمار الإنتاج الصناعي، ناهيك عن التطور السريع في قطاعات الإنتاج الأخرى ومنها الإنتاج الزراعي وقطاع الخدمات، من خلال التطور العلمي _ التكنولوجي، ما القى بضلاله على جميع مرافق الحياة الأخرى، الأمر الذي إنعكس إيجاباً على تضخم حجم الطبقة العاملة في المجتمعات التي كانت من أوائل من تأثر بكل تلك المتغيرات البنيوية، وأصبح بدهياً أن يكون لدورها في التأثير على مسار الحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية في بلدانها واضح المعالم، ومن هذه الزاوية، فإن لدورها في تلك البلدان التي تتعرض لتمدد العولمة الرأسمالية على الصعيد العالمي، وتأثيراتها السلبية على حياة الكادحين في تلك المجتمعات، في مقدمة نضالات تلك الطبقة، وهو ما يجد تعبيره في الحاجة الماسة لوحدة تلك الطبقة، وبصفة خاصة وحدة حركتها النقابية على الصعيد المحلي، الذي يشكل الحجر الأساس لوحدتها على الصعيد العالمي..!!

وإذا ما إنصرف الحديث الى ما تتعرض له منطقة الشرق الأوسط، وبالذات منها البادان العربية، من هجمة شرسة، بهدف إعادة تقسيمها والهيمنة على ثرواتها الطبيعية، وتحت أسماء وأشكال مختلفة؛ منها ما يسيل له اللعاب، وتشرئب له الأعناق، كثورات "الربيع العربي"، أو ما تقشعر له الأبدان، وما يزرع الرعب والخوف في نفوس الآمنين من الناس، من الهجمات الإرهابية، وفي كلتا الحالتين، إنما يعبر ذلك عن عمق الأزمة الإقتصادية _ الإجتماعية، التي تحيق بالدول الرأسمالية المتقدمة في سلم التطور، والتي تبحث عن مخرج لأزمتها المستفحلة، فوجدت في تأجيج الحروب المحلية داخل المناطق الرخوة من العالم، منفذاً لتصريف أزمتها، ومخرجاً للتنفيس، من خلال إستدامة تلك الحروب في المنطقة..!؟

وما سياسة "الفوضى الخلاقة" التي روجت لها الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، إلا أحد الوسائل والطرق الحديثة، التي تجنبها الحروب المياشرة، وبالتالي تحميل شعوب تلك البلدان، وفي طليعتها طبقتها العاملة، العبء الأكبر من نفقات تلك الحروب؛ سواء على صعيد الضحايا البريئة من المواطنين، أو ما تستنزفه من إهدار خيالي للأموال والثروة الوطنية..!؟

فما تواجهه الطبقة العاملة في بلدان المنطقة اليوم، يستدعي في أولويات خياراتها؛ وحدتها النقابية، بعد أن تكون قد كرست نضالها الداخلي من أجل رص صفوفها وبناء تشكيلاتها النقابية في مختلف فروع الصناعة والزراعة والخدمات، لتكون في مقدمة صفوف الشعب في مواجهة الهجمة الإرهابية، وقيادة النضال من أجل تحقيق مصالحها ومصالح الفئات والمراتب الكادحة؛ فمن خلال وحدة الطبقة العاملة وحركتها النقابية، ستحقق شعوب المنطقة، تراص صفوفها وتوحد أهدافها، وتحقق إنسجامها الإجتماعي؛ فإرتباط الطبقة العاملة في أي بلد من تلك البلدان، بوسائل الإنتاج المختلفة، يجعل منها محركاً دائماً لسيرورة المجتمع بالإتجاه الصحيح في سبيل تحقيق وحدة البلاد، والحفاظ على سيادتها وإستقلالها، ففي وحدة الحركة العمالية النقابية أساس لوحدة نضال الشعوب وتطورها..!

فإذ يحل الأول من آيار لهذا العام، في وقت تعصف بالبلدان العربية، أعتى عاصفة إختلطت فيها المصالح الإقليمية والدولية، وتشابكت فيها الإرادات، وتنازعت الأهداف، وباتت الفوضى هي من يسود ساحة العلاقات؛ يصبح تحقيق وحدة الحركة العمالية النقابية للطبقة العاملة، في أي بلد من تلك البلدان، من أولويات المهام التي ينبغي النضال في سبيلها، لإستقطاب نضال الشعوب في مواحهة الهجمة الإرهابية، ودرء خطر التقسيم، وهيمنة العولمة الدولية..!
 

 2015/4/30





















 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter