|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة   8  / 1 / 2021                                باسم محمد حسين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الحريات الدينية في الصين

باسم محمد حسين
(موقع الناس)

فرضت الصين نفسها بقوة على منظومة السباق العالمي، اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وتكنولوجياً، وأصبح (التنين الصيني) واحداً من الدول الأقوى التي تتحكم بمؤشرات الصراع فوق ظهر هذا الكوكب في جميع المجالات المذكورة سابقاً ويضاف لها الثقافية والمجتمعية المتطورة. وهذا ما دفع اعداء الصين لمحاولة تشويه سمعتها في مجالات كثيرة كاتهامها بنقل فايروس كورونا الى العالم، والذي ثبت بأنه مصنّع في أميركا ومسجل عام 2015 وبذات الاسم (corona virus) كبراءة اختراع من قبل ثلاثة علماء أميركيين هم (اريكا بيكرتون، بول برتن، وسير آكيب), هذا ما أوضحه مقدم برنامج الاتجاه المعاكس في قناة الجزيرة الدكتور فيصل القاسم في برنامجه يوم 18/3/2020. والاكثر ضررا تشويه موقفها من الاديان وكيفية التعامل مع معتنقيها.

المؤسسات الصينية الرسمية تعتمد حرية اختيار الاديان وممارسة طقوسها وشعائرها بكل حرية وتمنع الدولة الصينية إجبار اي شخص أو مجموعة أشخاص على الايمان بدين معين أو معتقد بدون قناعة راسخة، فلكل مواطن في الصين حرية التدين من عدمه سواء في الديانات الموجودة والمسجلة رسمياً في الدولة الصينية أو غيرها. كما تسمح الدولة للكيانات الدينية بحرية التملك ونشر الأدبيات وجمع التبرعات اللازمة لأنشطة كل جهة وبالتأكيد وفق أساليب رسمية بسيطة وتحت سيطرة الحكومة واجهزتها الرقابية المعتمدة.

في الصين لا توجد احصائية رسمية لعدد المتدينين في مختلف الديانات المُمارَسَة هناك ولكن يتوفر رقم تقريبي بوجود 350 مليون شخص يمارس الطقوس الدينية المختلفة، السماوية منها والوضعية، وأشهرها البوذية التي انتقلت الى الصين قبل 2000 تقريباً وأغلبية معتنقي هذه الديانة هم من قومية (الهان) وكذلك التبتيون (ساكني التبت) ولكن ببعض الاختلاف في الطقوس والممارسات. وتأتي بعدها الديانة الطاوية وتاريخها يعود الى ما يقارب 1700 سنة وهذه الديانة مبنية على كتابات مؤسسها (لاو تزو) وتعتمد على ثلاثة أمور في اعتقادها وهي (التواضع، التعاطف والتوفير) وهي امور طيبة تعتمدها اغلب الديانات في العالم. وأغلب المؤمنين بهذه الديانة من سكنة المناطق الحضرية والمدن ولها أتباع في مناطق ماكاو وهونغ كونغ والمناطق الشرقية من قارة آسيا.

تأتي بعدهما الديانة الاسلامية التي دخلت الصين أيام الفتوحات الاسلامية قبل 1300 سنة تقريباً. وهناك 18 مليون انسان صيني يتبع هذه الديانة السماوية ويعيشون في مختلف مناطق الصين وخصوصاً (شينجيانغ، شنغهاي، جانكسو ونغيشيا) ويمارسون طقوسهم بكل حرية واحترام متبادل مع بقية شرائح وديانات جمهورية الصين الشعبية. في الصين ما يقارب من 36000 مسجد أكبرها مسجد (نيوجيه) في بكين، واقدمها مسجد (سونفجيانغ) في شنغهاي حيث عمره اكثر من 600 سنة.

بينما الديانة المسيحية فقد دخلت الصين منذ عام 635 م حين دخلت البعثات التبشيرية من الطائفة السنطورية قادمة من بلاد فارس الواقعة غرب الصين. وكان انتشارها بطيئاً في القرون الأولى لغاية عام 1840م بعد حرب الأفيون بين بريطانيا والصين حيث ازداد عدد المؤمنين بهذه الديانة السماوية وصولاً الى 3.3 مليون مسيحي كاثوليكي و 5 مليون بروتستانتي يمارسون طقوسهم ويحتفلون بأعيادهم بكل حرية واحترام في كنائس عديدة.

من المفيد ذكره في هذه المقال ان الحكومة الصينية منعت بعض الفئات التي تدعي التدين حيث يستخدمون الشعائر والطقوس الدينية لخداع الناس والتأثير على المجتمع بشكل سلبي كونهم يؤلهون بعض قادتهم وينشرون الافكار الخرافية التي تعرض المجتمع الصيني المثابر الفعّال ووحدته وسلوكياته المستقيمة وتقدمه المضطرد للخطر.

لم تدخر القيادة الصينية والحكومات المحلية في الأقاليم ذات الحكم الذاتي جهداً مهما كان بسيطاً أو كبيراً إلاّ وهيأته لأي مجموعة أو طائفة أو عرق لتمارس شعائرها الدينية الواجبة في أماكنها المخصصة وأوقاتها المحددة، فهناك العديد من الجوامع والكنائس ودور العبادة الأخرى القديمة والمرممة حديثاُ والتي يؤم بعضها الأفواج السياحية من مختلف الدول للاطلاع على الثقافات الصينية المتنوعة والممارسات الدينية.

مرحى للصين العملاقة قيادةً وشعباً.


المصادر
جريدة الشعب اليومية الصينية
سي أن أن عربي
موقع المعرفة
http://arabic.china.org.cn/arabic/101575.htm  (عدد المساجد)
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter