|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  30  / 10 / 2017                          بلقيس الربيعي                                 كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس

 
 

 

ثلاثة وثلاثون عاما على اغتيال انديرا غاندي

بلقيس الربيعي
(موقع الناس)

في الحادي والثلاثين من اكتوبر 1984، كنت عائدة من عملي مرهقة وفي نيتي أن يتوضأ قلبي بكتابة رسالة للبعيد القريب الذي كان تحديقي بصورته هو الكفيل بنشر عبير السرور في فضاء روحي .. مسحت صورته كعادتي من ادخل البيت ورششتها بقبلاتي .. ثم فتحت الراديو أملا في سماع اغنية من تلك الأغاني التي يحبها حبيبي ابو ظفر ، أهديها اليه، فاذا بي أتفاجأ بصوت المذيع وهو يردد بحزن " وداعا انديرا " ما أن سمعت خبر اغتيال انديرا غاندي، حتى انهارت قواي وسقطت الى الأرض خائرة القوى ورحت أجهش بصوت عال وكأني فقدت امي وثمة صوت داخلي لم يسمعه أحد سواي كان يصرخ : ”يا الهي لقد اغتالوا نسختي."

كان ابو ظفر دائما يقول لي : ” كلما أرى انديرا غاندي في التلفزيون ، أشعر انني أراكِ، فأنتِ تشبهينها كثيرا . ” .. لذا شعرتُ أن اغتيالها قد هشم بعض مرايا روحي وراعني ان يكون حبيبي ابو ظفر قد سمع نبأ اغتيالها فأجهش بالبكاء .. حاولت اقناع نفسي بأن انشغال ابو ظفر بحمل حقيبة ( عليجة ) ادويته وهو يتفحص مرضاه، قد حال دون سماعه خبر الاغتيال فبكيت نيابة عنه .. (الست قد عاهدته أن اقاسمه الضحكة والدمعة بالشكل الذي قاسمني ضحكتي ودمعتي ؟)

لم يدر في خلدي بأن ابا ظفر قد استشهد قبلها بأيام معدودات في السابع والعشرين من سبتمبر 1984 ولم يتم تبليغي الا في السادس والعشرين من نوفمبر  .

انديرا غاندي أول رئيسة وزراء في الهند واستطاعت أن تشغل هذا المنصب لثلاث فترات متتالية . وظلت وفية لمبدأ القضاء على الامتيازات الخاصة واعلاء قيمة الانتماء للدولة فوق الانتماء الطائفي ، وكرست معظم حياتها لوحدة الهند واخراجها من الانقسامات الاجتماعية . وبسبب وفائها لهذا المبدأ سقطت صريعة برصاصات قاتلة على يد حرسها الشخصي في الحادي والثلاثين من اكتوبر 1984 وهي في طريقها الى مقر عملها مشيا على الاقدام  .
 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter