|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  26 / 4 / 2016                                فلاح علي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

المؤتمر العاشر مهامه وطموحات الشيوعيين العراقيين
(4)

فلاح علي
(موقع الناس)

الموضوعة الرابعة : تحويل الحزب الى حزب جماهيري يمتلك قوة اجتماعية ويتصدى لمهام التغيير في الدولة والمجتمع :
ان تحويل الحزب الى حزب جماهيري على الصعيد الوطني ليست رغبة أو أمنية بقدر ما انها حاجة وطنية ومهمة تنظيمية للشيوعيين في الداخل والخارج في الظرف الراهن . وهدف نضالي تفرضه ظروف البلد وأزماته المعقدة ومهام واهداف الحزب الوطنية والديمقراطية وتنامي النهوض الجماهيري وأرى في البدء ، لابد من طرح سؤالين في هذه الموضوعة :

السؤال الاول : هل هنالك امكانية لتحويل الحزب الى حزب جماهيري ليصبح الشعار واقعاً .
الاجابة على هذا السؤال تبدأ بالايجاب عند التوجه بتطوير الاستراتيجية التنظيمية للحزب بأتجاه استنهاض فاعلية العوامل الذاتية . بهذا ستكون للحزب امكانية في تحويل الشعار الى واقع , رغم ان الظروف الموضوعية التي يمر بها البلد لها دور سلبي , ولكن هذا الدور السلبي غير مطلق وغير ثابت بل يخضع للمتغيرات . لا سيما ان في المجتمع العراقي مرتكزات اساسية تمثل رصيد ورأسمال وطني ثابت للحزب تمكنه من الحد من التأثير السلبي للعوامل الموضوعية .

السؤال الثاني : ما هي هذه المرتكزات الاساسية التي يمتلكها الحزب والتي تمثل رأسمال وطني ثابت للشيوعيين العراقيين في المجتمع ؟
سأشير الى بعض هذه المرتكزات الاساسية التي تعطي للحزب سمات خاصة في تنامي الدور والفاعلية والتأثير وفي علاقاته الوثيقة مع الجماهير وتجذرها وفي فعله ودوره السياسي والجماهيري .. هي :

1- ان من أهم المرتكزات التي يمتلكها الحزب هي تنظيمية وسياسية وفكرية وجماهيرية وتأريخية نضالية وثقافية بمجموعها تشكل مصدر قوة للحزب . وهي تلعب دوراً معجلاً مساعداً تمكن الحزب من تهيئة مستلزمات التحول الى حزب جماهيري . فعلى الصعيد التنظيمي ما يميز الحزب ان له جذوراً تأريخية عميقة في المجتمع العراقي وان تنظيماته تمتد في كل انحاء البلاد في المدن والاقضية والنواحي والقرى, كما ان للحزب كوادر ميدانية وان اهم سمة تمتاز بها هذه الكوادر هي مقربتها من الجماهير وتعايشها معها ولا ينظر احدهما الى الآخر بالتعالي .

2- سياسياً نجد ان الخط السياسي للحزب يمثل نهجاً تحررياً وطنياً ديمقراطياً , وهذا ما جسدته برامج الحزب منذ المؤتمر الاول الى الآن . حيث نرى برنامج الحزب المطروح على المؤتمر العاشر , يمثل مفخرة للشيوعيين العراقيين امام شعبهم ووطنهم ويشكل عامل قوة لهم في نضالهم . رغم ان رؤيتي هي نقدية للبرنامج وان البرنامج بحاجة الى اختزال وبالذات المقدمة طويلة وتخليصة من التكرار . وهذا يساعد المواطن على ان يفهم مهام وأهداف البرنامج والحلقات المترابطة فيما بينها .

3- ان ما يميز البرنامج هو انه لم يدمج المهام بين المراحل نجد الخطاب والمهام والاهداف مكرسة لمرحلة التحول الوطني الديمقراطي وانجاز مهامها . البرنامج طرح فقط مهام المرحلة الوطنية الديمقراطية. وأكد على ان الهدف الاستراتيجي للحزب هو بناء الاشتراكية . مع التأكيد على استرشاده بالفكر الماركسي . لهذا نجد ان البرنامج واضح ولا يحمل تعقيد ولم يخلق ارباك فكري قادر على ايجاد أوسع التفاف جماهيري حوله ,. وهذا ما يساعد المواطن على فهم واستيعاب البرنامج وتبنيه لأن البرنامج يلبي مصالح الشعب وهذا ما يحفز للانتماء لصفوف الحزب وانه يحمل رؤية سليمة لحل أزمات البلد ويضع توجهات عملية واقعية صائبة لبناء دولة مدنية ديمقراطية ويحقق العدالة الاجتماعية . ومن ميزة البرنامج لا يوجد شيئ ثابت فيه عدا الرؤية الفكرية الاستراتيجية كل شيئ فيه قابل للنقد والمراجعة والتدقيق والحذف والتعديل هنا تكمن قوة البرنامج في انه يصاغ وفق واقع البلد ووفق اوضاعة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والقومية والدينية , وهذا هو جزأ من رأسمال الحزب الوطني .

4- على الصعيد التأريخي والجماهيري ان الارث النضالي للشيوعيين العراقيين ترك بصماته على تأريخ العراق الحديث , فكان للحزب دوراً فاعلاً في كل تظاهرات شعبنا وفي اضرابات واعتصامات العمال والطلبة وفي نضالات الفلاحين وفي الهبات والانتفاضات الجماهيرية والوثبات الوطنية منذ تأسيس الحزب الى اليوم . وتوّج نشاط الحزب في المشاركة في الحراك الجماهيري الذي أنطلق في أواخر تموز 2015 الى اليوم .

ان الحراك الجماهيري الحالي , الذي تشارك فيه منظمات الحزب وجماهيره وحلفائه من التيار الديمقراطي وناشطين مدنيين ومثقفين ومنظمات مجتمع مدني مع جماهير واسعة من طبقات وفئات المجتمع شكل انعطافة في مزاج الجماهير. ان الحزب يعتبر من اهم مؤسسات المجتمع المدني وأكثرها فاعلية في المشاركة السياسية في القضايا الوطنية وبناء الدولة وفي صنع القرارات الوطنية . ان هذه المرتكزات الاساسية وهذا الأرث النضالي التأريخي يشكل رأسمال وطني للشيوعيين وعنصر قوة لهم , وسلاح لاضعاف اي مسعى من قبل اعداء الحزب الذين لو سنحت لهم الظروف لصوروا للجماهير ان الشيوعيين هم غرباء فكرياً وسياسياً عن المجتمع . لأن اعداء الحزب يعملون بمكر وخبث باتجاه وضع حواجز بين الحزب والجماهير والتضييق على نشاط الحزب بالحد من تأثير خطابه السياسي وفكره ونشاطاته وأفعاله . ان مهمة تحويل الحزب الى حزب جماهيري هي مهمه للمؤتمر العاشر .

ما هي خارطة الطريق المطلوبة لتحقيق وجهة التحول الى حزب جماهيري :
بلا شك ان للحزب ومنظماته خارطة طريق والتي تمثل الأستراتيجيه التنظيمية والفكرية والسياسية , ولكن ستكون امام المؤتمر العاشر مهمة تطور خارطة الطريق هذه لأجل تنامي الدور السياسي والجماهيري للحزب . اشير هنا في جانب الأداء التنظيمي ان كانت عملية تطوير التنظيمات الحزبية تتطلب اعداد وثيقة تنظيمية حزبية خاصة , تشارك منظمات الحزب في دراستها وصياغة محتواها لتمثل تطويراً للأستراتيجية التنظيمية للحزب في هذا الاتجاه وتتضمن مهام محددة وتوجهات تمثل خارطة طريق لكل منظمات الحزب , وان يكون من ضمن توجهاتها او مهامها تبني شعار تحويل الحزب الى حزب جماهيري وبهذا اقترح ان تتضمن خارطة الطريق التوجهات التالية :

1- مواصلة وجهة العمل بأتجاه تعزيز الديمقراطية الداخلية وإغناء الحياة الحزبية وتنشيط الصراع الفكري الخلاق والالمام بالماركسية والبراعة في ممارستها بأتجاهين :
الاتجاه الاول : هو انها مرشد في العمل
الاتجاه الثاني : بالارتكاز اليها في مواصلة دراسة واقع المجتمع العراقي والتطورات التي تطرأ عليه ورصد مزاج الجماهير وتصاعده .

2- أعطاء اهمية في توطيد علاقة الحزب في اوساط الطبقة العاملة والشغيلة والكادحين . ومن ملامح العلاقة الوثيقة على الواقع هو في النفوذ السياسي والاجتماعي والتنظيمي للحزب في هذه الاوساط الجماهيرية . وان هذا النفوذ ينتج عنه تنامي دور الطبقة العاملة والشغيلة في المجتمع وتحررها من الفكر الطائفي .

3- توسيع عضوية الحزب في اوساط المثقفين والطلبة والشبيبة والنساء وفقراء الفلاحين والفئات الاجتماعية الاخرى والتوجه لأقامة تحالفات قاعدية مناطقية طبقية واجتماعية , كما تبنى اشكال من التحالفات السياسية والتنسيق والعمل المشترك مع القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية .

4- تشخيص اهم الصعوبات والعراقيل والثغرات الذاتية والموضوعية ودراستها على مستوى كل منظمة في الداخل والخارج ووضع آليات عملية للتقليل من أضرارها والتأثير فيها والارتقاء بالعامل الذاتي.

5- في هذا الاتجاه ممكن وضع مجموعة أسئلة لغرض دراستها والوصول الى اجابات واقعية من هذه الاسئلة على سبيل المثال : ما هي اسباب ضعف الانتماء الى الحزب في هذه المنطقة او تلك ؟ هل هو ضعف في النشاط الجماهيري ؟ لا سيما ان الحزب كسب الآلاف من خيرة ابناء الشعب للعمل في صفوفه ؟ أوهل هنالك خلل في الحياة الداخلية ؟ ما هي الاسباب . هل هنالك خلل في المستوى الفكري ؟ هل هنالك ضعف في العلاقة مع الجماهير ؟ ام ضعف في التاكتيك او ضعف في فهم مزاج الجماهير؟ ما هو مستوى المبادرة لدى اعضاء الحزب وكوادره ؟ هل هنالك ضعف في فهم مشاكل الجماهير في المحتشدات الشعبية ؟ ....... الخ .

6- التركيز على ايلاء أهمية في متابعة الظواهر التنظيمية التالية : العمل الجماعي وتجنب الفردية ونبذ العفوية والانتظار والترقب . متابعة الارتقاء بتطوير ثقافة تنظيمية تكمن في اهمية انجاز المهام وتنامي النقد والنقد الذاتي وطرح البدائل الواقعية . وان توضح للقاعدة الحزبية تاكتيكات الحزب وتجنبيها من أي غموض او إلتباس , هذه عناصر قوة تساعد على الارتقاء بالوضع التنظيمي والفكري .

7- الحفاظ على علاقة وطيدة مع كل قوميات شعبنا العراقي والانفتاح على احزابها السياسية وتوضيح مواقف الحزب في الدفاع عن الحقوق القومية , مع التمسك بالنقد للممارسات الخاطئة , على ان يتميز الخطاب السياسي للحزب بطابعه الجماهيري وبالصراحة والشفافية والوضوح , وايجاد دراسة جديدة لمعالجة او تجاوز اسباب ضعف الاعلام الجماهيري للحزب , تحفيز المبادرات ذات الطابع الجماهيري ليكون منشور الحزب وصحيفته وخطابه في متناول قطاعات واسعة من جماهير الشعب , هذه الرؤية تنسج علاقة ثقة بين قطاعات واسعة من المجتمع والشيوعيين .

8- ان تطوير خارطة الطريق ترتقي بدور الحزب وتأثيره وحضوره الجماهيري في المجتمع , مع تنامي كوادره الشابة ذوي الرؤية الاستراتيجية و تظهر القوة الاجتماعية للحزب ليس بعدد أعضائه فقط وانما في عدد أصدقائه ومؤيديه ومناصريه وجماهيره . وهذه القوة يجسدها عدد ناخبيه ومؤيدي برنامجه , اضافة الى ان الكفاءة في الاداء السياسي من قبل قيادته وكوادره تلعب دوراً كبيراً في توسيع القاعدة الجماهيرية للحزب وهنا تتحقق شعبية الحزب .

9- ان التجربة التاريخية للحركة الشيوعية تؤكد ان الاحزاب الشيوعية التي تمكنت من انجاز مهامها بطرق خلاقة وبنجاح هي تلك الاحزاب التي طوّرت تنظيماتها واستنهضت قواها الذاتية والتي تعززت فيها الديمقراطية في حياتها الداخلية عبر التطبيق الخلاق لمبدأ المركزية الديمقراطية . لا توجد احزاب شيوعية مغتربة عن مجتمعاتها ولكن توجد احزاب شيوعية غير جماهيرية ولأجل ان يحقق الحزب الشيوعي أهدافه ومهامه لا بد ان يتحول الى حزب جماهيري في المجتمع .

 


25-4-2016

 

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter