نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

فرات المحسن

 

 

 

 

الخميس 16 / 3 / 2006

 

 

 

من فنتازيا الخراب [ أنفلونزا الطيور ]

 

فرات المحسن

أعدت قراءة موضوعة أنفلونزا الطيور في جريدة افتون بلادت السويدية والذي يتحدث عن شح الأدوية الموجودة لدى وزارة الصحة السويدية والمعدة لمواجهة هذا المرض. الرقم الذي قدمته الصحيفة حسب المعلومات التي حصلت عليها من الوزارة يشير لوجود 8 ملايين انبولة لقاح بالتمام والكمال.سرحت مع الرقم المذكور وحسبتها حساب معدان.عدد نفوس السويد يزيد قليلا عن 9 ملايين ونصف المليون.أذن هناك أكثر من مليون ونصف نسمة سوف يكونوا دون لقاح في حالة انتشار المرض في ربوع السويد السعيد لا سامح الله ولا قدر.أذن ماذا تفعل الحكومة السويدية في مثل تلك الحالة خاصة وأن المرض أنتشر بين البجعات البيض الجميلات التي خلدتهن الأسطورة وصورتهن أخوة وأمراء إحالتهم الساحرة الشريرة الى بجعات بيضاء. والأسطورة طويلة قرأناها بالخمسينات وجعلت خيالنا الطفولي خصبا ولكن الأسطورة أبدلت في عهد البعث النافق بنشيد أنا جندي عربي .. بندقيتي بيدي ... أحمي بيها وطني ...من شرور المعتدي ... طيط طاط طيط.

تقرير أفتون بلادت يشير كذلك لسقوط بعض البشات والخضيري ودجاج الماي صريعات شهيدات عند شواطئ بحيرات الجنوب الشرقي من وطني الحبيب السويد وأخر إحصائية أشارت لوجود بعض الططوات والخضيري في حالة رعاش وارتعاش لوحظت تتجول على بعد 100 كيلو متر عن العاصمة السويدية.رميت الجريدة جانبا وسرحت في عدد المليون ونصف المليون من المساكين الذين سوف لا تستطيع السلطات الصحية السويدية توفير اللقاحات لهم وعليها مجبرة التضحية بما يساوي ذلك العدد. فكرت أن الحل المناسب سوف يكون التضحية مباشرة بالمهاجرين وهو حل منطقي لا يحتاج الى التريث أو التمحيص ولو وضعوني في منصب المسؤولية عن مثل هذا القرار لما ترددت باتخاذه سريعا وعلى الفور ودون إبطاء فأبن الوطن أولا وثانيا وثالثا وربما للعد العاشر ثم يأتي شعيط ومعيط وجرار الخيط ... ألرهور ....بالسويدي أليس كذلك.وأنا عراقي راسي حامية وسريع الغضب لو يسألني واحد بالعراق بيمن تضحي أذا واجهتك مثل هذه المشكلة في وطنك السابق. لن أتردد لأقول وسوف يكون جوابي قاطع وحازم وبسرعة البرق، بالوافدين من المصريين أولا ثم الفلسطينيين وكذلك جميع العرب الأخرين واذا لم يكفي عددهم لحل المعضلة بسبب قلتهم فالحل الأمثل موجود وجاهز ولا يستحق الجهد والعناء. سوف اختار أهل الطائفة الأخرى أخوتي وشركائي ومنافسي في الوطن الحبيب تحت شعار لا شنه ولا سيعة هذا الوطن من بيعه ...وها خوتي ها ...عليهم ..

أليس هذا حق مشروع حسب ما يعمل به الآن من تقسيم للطوائف. وربما سوف يكون هذا الاختيار مقبولا ويقدم كمشروع في اجتماع البرلمان ويلاقي موافقة أغلبية الثلثين وكذلك ينال موافقة الرئاستين وأنفذ ما في ذهني من خطة جهنمية تخفف مستقبلا من المصائب.

سوف استورد ما يكفي من أنبولات اللقاح المضاد لأنفلونزا الطيور أي حسب تعداد سكان العراق الكذابي (قشمريات أبن الزنه صدام) أي 27 مليون جرعة لقاح وفي البداية أعلن مناقصة تجهيز تلك الجرعات وتشتغل رحمة الله.والأمر مستعجل ويحتاج لشعور عال بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية فموت مواطن لن يكون هينا عند الجميع.وهذا أهم من المناصب الحكومية جميعها. وحتى منصب مدير عام لا يعادل زبانة تجاه حياة مواطن من أرض عشتار وحامورابي ونبوبة بلاصر ونب خذ وهات نصر.يجب أن تختفي جميع الخصومات السياسية والطائفية للإسراع بالسيطرة على أنفلونزا الطيور كي لا ندعه يفترس ما تبقى من عشائر وأفخاذ أرض الرافدين أرض شعب سومر وأشور وبابل العظيمة ...ألر هور ...بالسويدي أليس كذلك....

حسب كتاب دائرة ديوان رئاسة الوزراء المنقضية ولايته فقد جاء الأمر بتشكيل أربع لجان، الأولى للأعداد وطرح مناقصة تجهيز اللقاحات والثانية تحليل العطاءات والإحالة والثالثة استلام اللقاحات والرابعة لتوزيعها حسب المحاصصة وعدد نفوس المحافظات.وعينك ما شافت ألا النور، لجنة تفرخ لجنة والعركات بالقنادر والتواثي ... شنو يابه (ليش هذه الحزب أحسن من حزبنه حتى يكونوا أعضاءه أكثر بذيج اللجنة,,, وليش مخصصات هاي اللجنة أكثر من مخصصات لجنتنه) وأثناء ذلك الوادم تترافس بالشوارع جوكَة تصيح ألا من مغيث يغيثنا ألا من نصير لو عضو فرقة ينصرنا.وهذا سوادي شامر ديج فاطس على سطح جيرانهم بيت أبو شوكت.وأم رجب لابسه كمامات وتارسه شيلته بكمية من الزرازير وتشمر بكل شارع زرزور ميت.اللجان بعدها ما اشتغلت صار سباق المارثون، والحكمة تقول ( لغف اليوم خير من عشرة على الشجرة)....وماكو مؤامرة تصير..... والأحزاب موجودة.

وين وصلنه.....ودك للصبح .... قومسيونات وبراطيل... والتريلة باكَته المقاومة بطريق الفلوجة.. ومحافظة الحلة حجزت حصته قبل التوزيع.. وبعض السيارات لم تكن مبردة ففسدت اللقاحات...وزارة الصحة تدحض هذه الأخبار المصلخة عن الصحة وبلدية الحبيبية تؤكدها، وشوهدت سيارة براد تعبر الحدود من جهة التنومة نحو الشرق ومحافظ البصرة يؤكد أن التريلة كانت تحمل سمك الزوري وليس لقاحات.... لوحظ وجود أنبولات من اللقاح تباع وسط سوق العورة في مدينة الثورة الصدر لاحقا.. وهلم ... طحينج ناعم. ولمن توصل الأدوية يكون عدد السكان قد أنخفض بنسبة عالية ويافرحة ما بعدج فرحة وسط أحزاب الطوائف. و يمكن اكتشاف الانخفاض الحاد بعدد السكان عن طريق متابعة قلة عدد السيارات المارة في الشوارع وخاصة المنيفيس غير المرغوب تسجيلها لحد الآن في دوائر المرور بسبب صلاحياتها للتفخيخ أو البيع للجارتين العزيزتين إيران وتراقيا بنت أتاتورك. وكذلك سوف يظهر ذلك مع اختفاء الجنابر والبسطيات التي تسيطر على أغلب شوارع العاصمة مع تحول أغلبية ظاهرة من الموظفين للعمل كمغسلجية ودفانة وهذا يساعد على انخفاض نسب البطالة المقنعة التي تعرضها قناة الجزيرة كأفلام للمقاومة.

حتما سوف تكون أغلب اللقاحات مستوردة من شركات عربية أو أن تكون تلك الشركات وسطاء للغير وهذا سيكون حسب مقدار القومسيون المقدم، ولذا فاللقاحات تأتي فاسدة أي أكس باير وعليه سوف تشكل لجنة للفحص ولجنة الفحص تضرب ضربتها وتلغف المقسوم وكلشي بحسابه. ولو حصلنا على عدد يقارب 15 مليون جرعة لقاح فذلك رحمة من الباري الكريم حيث يصبح الطريق سالكا للتخلص من فائض القيمة العددية عند العراقيين.صحيح ابن المكَرودة راح يكون الخاسر الأكبر والمشاركين في مواكب التطبير والقامات سوف يقل عددهم ومثل ذلك تتعرض له المقاومة الكلش شريفة فاضل أيضا.. ولكن هذه قسمة الله وحكمته.خوب موبدينه...ليش رب العباد ما يشوف الجثث يومية مطوفة بالشط لو مرمية على المزابل لوتاكل بيها الجلاب وأكثره مربوطة بالحبال خطية مثل الغنم...ونكَول هاي همينة قسمة الله وحكمته...المؤمن مبتلى..

القدر يحيك شراكه سريعا.أنه لا يرحم فربما فسيفس واحد مسودن يكَح ويعطس سيكون مثل قنبلة مدمرة أكبر من قنبلة هيروشيما ويفني مدينة كاملة على غفلة من الرئاستين ووزارة الصحة وفرق التفتيش، لكون الفسيفس صعب المراس وليس من السهل كمشه ويطفر من تيغة لتيغة. حتى رعد حمودي ميكدر يصيده بس الله يرحمة حامد فوزي كدر بعد ما شمر نفسه على الفسيفس وخلاه يفطس جواه.

مرض أنفلونزا الطيور راح يسهل الشغل على رب العباد ويخفف الازدحام على عزرائيل.. لآن الشغل راح يكون كرسته وعمل وتسليم مفاتيح.. يعني مو بالعدد الذي تحصده المفخخات والعبوات الناسفة والحواسم من أخوتنا ورفاقنا بالوطن.... أو بواسطة فرق الموت التي أنشأتها أحزاب الطوائف لحمايتنا... وأيضا ما يأتي من موت مستعجل ومريح على يد جنود رفاقنا وأحبتنا ومخلصينا وحامينا وحرامينا من قوات الاحتلال .. قطعا لا... راح تكون الجثث بدون إحصاء....حتى معامل الجنفاص لإنتاج الكَواني لا تستطيع اللحاق بعدد الموتى... بس أني محتار وراح يصعب عليه حال منكر ونكير ودايخ شنو راح يسوون.. شلون راح يفضون استجواب كل هذه الملايين.....قلبي يقطر دما على حال منكر ونكير وكيف أوقعهم رب العباد بهذه الحال، وثلاثة أرباع العراقيين بس توجهله سؤال تطلب منه معلومات عن هويته أو وضعه الاجتماعي راح يشغل الاسطوانة رأسا ويجيب كهرباء ما كو.. مي ماكو... غاز ماكو... بانزين ماكو...الزبالة تلال تلال....كيلوا اللحم 8 تالاف وطبقة البيض بـ10 تالاف...... . أظن هم راح يشتغل تزوير بالإفادات والاعترافات ومنكر ونكير لا يستطيعان التخلص من هذا الإحراج حتى لو اشتغلوا أوفر تايم..وأن للضرورات أحكام لذا فأن التحقيق لن يسمح له أن يطول ويصبح مثل تحقيق القاضي جوحي موحي مع أبن الزانية صدام.وستختصر كلمات منكر ونكير بالتحقيق مع العراقيين بتوجيه توبيخ شديد اللهجة وبكلمة واحدة ربما ترافقها كفخة (لعد ليش انتخبت ....) ثم يختم التقرير بعبارة .. يرسل فورا الى صقر وبأس المصير دون استئناف .

من المؤكد أن بعد موت الملايين وانحسار الوباء سترتاح الأمة ويصفى البيت لمطيرة وتطير بيه فرد طيرة.ولكني فجأة توقفت عند هذه الجملة وأوقفت خيالي السارح وشعرت بالانكسار وأنا أتذكر بأن أم طيرة سوف تكون أول من يصاب بأنفلونزا الطيور كونها (أمطيرة) أي أنها تجني طيور وحتما سوف يكون لديها بشة وخضيري أو أورفلي مو محجل لو ديج هراتي لو المسودنة وأم دماغ المحجر سوته وربت بالبيت ططوة وغاكَة وهذا طبيعي لأن الطيور البرية النجرة والمتوحشة ما تقبل تتوالف بس ويه المخابيل. وهذه الأصناف هي من أكثر أنواع الطيور (اللاقفتو) للعدوى.أذن سوف تموت مطيرة بالوباء قبل الجميع ويبقى الدار خالي ويصوصي.

أفقت من غفوتي وتركت موضوعة أنفلونزا الطيور وصاحبتي مطيرة وغرانيقها، وأنبت نفسي وروحي وضميري على هذا التفكير السادي العنصري الطائفي الذي وجدتني أمارسه دون حياء واستحياء وكأني واحد من قبائل التوتسي أو الهوتو.وهذه الحالة تشير الى أننا أبناء وورثة جلجامش وأنكيدوا وحمدية صالح، لم تشأ الساحرة أن تحيلنا الى بجعات بيض جميلات مسالمات وإنما قرأت علينا جنجلوتيتها وبعد ذلك زرعت في قلوبنا روح أبن الزانية صدام مخلوطة ومعجونة بهواية بول بوت في جمع الجماجم وترقيمها.

تطلعت نحو وجه المرأة العجوز التي كانت تجلس أمامي في القطار الذاهب نحو وسط المدينة فشاهدت طيف ابتسامة وديعة مع نظرة تودد تظهر من حدقتي عينيها الكليلتين ولحظتها شممت رائحة كريهة سيطرت سيطرة شبه كاملة على جو المكان...لقد فعلتها سيدتي عافاها الله وعرفت أن ابتسامتها كانت تعبير عن راحة جسدية ونفسية فهنيئا لها..