| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

فرات المحسن
F_almohsen@hotmail.com

 

 

 

الخميس 3/9/ 2009



نبوءة أصحاب الجباه المكوية بالبيذنجان

فرات المحسن

ردا على رسائل الشتيمة والتهديد الواردة في بريدي من الحبابين أقول :
المطلوب من اليساريين والديمقراطيين أن يكونوا أكثر دقة في تشخيص الحدث وأن يتمتعوا بالنباهة والنزاهة والحذر كي لا يضعهم بعض أصحاب القرائح المفتوحة بشهية التخوين والتكفير وإثارة الضغينة والأحقاد، في خانة عدم الوطنية ومرض بغظ العراق ومحاربة العملية السياسية. ومطلوب في هذا الأمر وصفة بسيطة لا تتعدى غير إجراءات هامشية وصغيرة شبيهة بتلك العملية التي كان يفضلها أصحاب البدلات الزيتوني. أجراء بسيط جدا لا يتعدى غير التوقيع على الوريقة التي كان يمليها حزب البعث على مخالفي الرأي للتخلي عن أفكارهم وأحزابهم والانتماء للبعث وليس لغيره. واليوم مثل الأمس، فما على اليساريين والوطنيين الديمقراطيين غير نبذ أفكارهم ورؤاهم ومفاهيمهم ومعتقداتهم وارتداء العمائم والبسملة مع المبسملين والمديح للسيد المطلق صاحب المسبحة 101 والجبين المدموغ والموشوم بالبيذنجان (*)، ليعودوا بعد ذلك الى حضن الوطن وترفع عنهم اللعنة الأبدية. بهذا النهج وعلى ذات المنوال البعثي يريد البعض أن يحاور اليسار الديمقراطي ويدعوه للعودة الى (الصف الديني). لا تحيد لغة هؤلاء قيد أنملة عن سابقتها التي قادت العراق الى كل هذا الخراب الذي يملأ عيون الناس بالصديد والدم.

وأن كان اليساريون لا يعرفون طريقهم السالك فهناك الدليل الذي يقودهم أليه وفي ذلك الطريق ألف دليل ودليل. فالسير وراء راية ولاية الفقيه لا يشذ معه المرء عن طريقه. وهذا القائد الملهم والكلي القدرة والفريد برحمته والغزير بمعارفه، يستطيع أن يقدم لأهل اليسار ودعاة الديمقراطية شرحا مفصلا عن أهمية تعديل سلوكهم والتقرب من قول الحق ومعرفة طريق الله، لسلوك الحق والذهاب المضمون نحو الجنة التي لا تتسع لغير المؤمنين. ولهذا الحق مثال، لا يمنع معه أن أراد المرء التقرب لربه ووطنه وأولي الأمر، من أن يصمت عن جرائم قتل ترتكب أو سرقة تحدث تحت أنظار المسؤول وبمعرفته وفي عقر داره، أو أموال تهرب أو مناصب توزع حسب الرشوة أو القرب الحزبي أو العائلي. وعليهم الصمت عن الفساد الإداري وسرقة المال العام واستغلال المناصب وتزوير الشهادات والانتخابات. والأمر يتطلب أيضا كي يكون المرء وطنيا شريفا منصفا وحسب الشريعة، فليبادر للدفاع عن الحق والوطن وذلك يوجب عليه السكوت عن فقدان الكهرباء والماء وأغلب مواد البطاقة التموينية أو انعدام جميع الخدمات الصحية والبيئية. ولكي يكون منصفا أكثر وأكثر فعلى اليساري أن لا يدع للأوهام أن تكبر وتكبر ليلوث ذهنه بالاعتقاد أن الشمر بن ذي الجوشن هو من قتل الأمام الحسين أو أن عمر بن سعد كان قائدا للجيش الأموي الذي ذبح آل بيت النبوة، وحتى تكتمل الصورة فالمطلوب منك وأنت اليساري الغارق في خضم الأزمة الأخلاقية والفكرية، هجران التفكير بعلاقة يزيد بن معاوية بمقتل الحسين وسبي أهل بيته. فالمرحلة لا تحتمل مثل هذا التفكير الثقيل والمتعب واللا أخلاقي، لا بل المسبب لشيء من الخيانة والطعن بالوطنية.

وأن تحدثت عن إجراءات تضيق الخناق على أبناء الشعب العراقي وتحصي عليهم أنفاسهم من خلال تعليمات حزبية تلبس لبوس الدين وتمنع وتصادر حريات الناس وتوجه لهم عقوبات لا ترحم وتغلق في وجوههم حتى رحمة الرب. وأن طرأت على ذهنك ظنون من هذا القبيل فأنك خائن ومجرم وكافر وزنديق وتستحق أن تطرد من الوطن أو ترمى جثتك لوحوش الصحراء والغابات.

وبعد أن حرر المحتل الأمريكي العراق من خلال غزوه وأستتب الأمر لأولي الأمر، بات على المرء أن يبتلع ما يشاهده دون أن يثير زوبعة التشكي والتطير والصراخ. فالعراق برجاله من القادة والمسؤولين يسير قدما نحوا التقدم والحضارة والتطور و سوف يكون جنة الله على الأرض بل هو مرشح ليكون يابان الشرق الأوسط. وليس من حق أحد الحديث عن عيوب وسرقات وطائفية ومحاصصة، ومن تجرأ وتحدث حول تلك الفظائع والفواجع والنكبات التي تقع فقط على رؤوس عباد الله الذين ليس لهم ناقة ولا جمل مع أهل السياسة من أصحاب الحل والعقد، فهو يساري خائن يعمل على هدم الوطن و تقويض المنجزات الكبيرة التي تحققت وهو محرض ينشر الفساد ويصنع الدسائس والمؤامرات ويقف بوجه العملية السياسية الفائقة النجاح التي حولت الوطن الى بهجة وفرح وجنائن وأعياد..

على اليساريين والديمقراطيين أن يكفروا عن ذنوبهم ويهجروا معتقداتهم وأفكارهم الهدامة ويحمدوا الله بكرة وعشية ويقبلوا أياديهم وجها وقفا، ويفعلون ذات الشيء مع صاحب الجبين الموشوم بالبذينجان. وليصلوا ويركعوا كل يوم ليشكروا من أغدق عليهم مثل هذه النعمة الفضيلة. كل ذلك بعد أن وافق أهل الايودلوجيات البيذنجانية الرحيمة وأصحاب الشفقة من رقيقي القلوب ومحبي القرآن والسنة النبوية وآل بيت الرسول، على منحهم فرصة ومكان بينهم وجعلوهم يدبون في أرض العراق دون أن يعترضهم عارض. وأن أنكروا هذه النعمة الفضيلة وتنكروا لها، وأن لم يرعوا ويتفكروا ويقبلوا طوعا وبرضا، الدخول تحت عباءة رجال الدين أصحاب الجباه الكاذبة على الرب، فسوف يكون لهم يوم عقاب شديد وليس ببعيد. وسوف يجدون أنفسهم مثلما فعل بهم البعثيون في أعوام 1963 و 1978 و1979، مضرجين بدمائهم، ينعون شهدائهم أو يلوذون بين الأزقة أو يبحثون عن فرصة للهرب خارج العراق.

أنها نبوءة يبشر بها من تعب رئتيه هواء فاسدا حاقدا لئيما. وحين يستقر الأمر لمثل هؤلاء وهم كثر في عراق اليوم سوف يتكرر مشهد الحدث الإيراني حين ذبح حزب توده وجميع الديمقراطيين الإيرانيين من الوريد الى الوريد بحجة خيانة الوطن والعمالة للأجنبي ونكران ولاية الفقيه.



(*) البعض يكوي جبهته بالبيذنجان أو قطعة من حجر ليراه الناس وقد ظهرت على سيماه كثرة التعبد والسجود. تماثلا مع ما جاء في القرآن: وسيمائهم على وجوههم من أثر السجود . وهي نكته مخزية يضحك بها المرء على نفسه دون أن يخجل منها، معتقدا أنه يمرر تلك الخدعة على ربه أيضا.
 


 

free web counter