|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الأربعاء  5  / 2 / 2014                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

خطوة للوراء

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


التجربة المتواضعة بالعمل في حزب سري لبضع سنوات، ضاع معها كل عمري ومستقبلي في ان اكون استاذاجامعياً يدرس الأدب الإنجليزي، ويحث طلبته على استلهام حضارتنا الشرقية وحضارة الشعوب الغربية التي ورثتنا وتمتلكتنا، للبناء على تراثنا المشرق والتقدم الاقتصادي والاجتماعي الغربي، أدرك بأن الديمقراطية ضرورة ملحة لتجديد دماء الأحزاب، ورفدها بـ"فكر" مجدد، على حد تعبير أمين عام الاتحاد الوطني الكوردستاني السيد جلال طالباني، الغائب الحاضر، عراقياً وكوردستانياً.

إن ضوابط النظام الداخلي اطار عام لحركة الحزب الداخلية، ونسق عملي لتنضيج مسيرة العمل في خدمة الجماهير، ومراجعة الاخفاقات وتخطيها، في اي حزب حي جماهيري، وليس احزاب نخب الصالونات من "الباشوات" و"كبار ملاك الأرض" واتباعهم من الأفندية.

ووفق هذا المعيار، وأية معايير موضوعية، فأن ارجاء انعقاد مؤتمر الاتحاد الوطني الكوردستاني هو خطوة للوراء، من حيث عدم الوفاء بمستلزمات ضمان النسقين الصاعد وشرعية النسق النازل في العمل الحزبي، وتقييم اداء قيادة الحزب خلال الفترة الماضية، بالأخص في ظل غياب الأمين العام، الذي يفترض ان الفكر والمنهج اللذين قام عليهما الاتحاد في 22/5/1975 في مقهى طليطلة وما تلاه من بيان برلين في 1/6.

إن هذه الخطوة إلى الوراء، برغم ما تثيره من هواجس، يمكن لها أن تؤدي إلى معالجات إيجابية، إذا ما تم الحرص على تماسك القيادة، وتوظيف حرص القواعد على دعمها، في مواصلة المسيرة الديمقراطية اليسارية التي اختطها اتحاد الإرادات الثورية التي تجسدت في قيام الاتحاد الوطني الكوردستاني. ويمكن حتى للخلافات التي يميل البعض إلى المسارعة في عرضها إعلامياً، أن تكون عنصر "تحريض" على ابتكار ما يعزز الحيوية الذاتية ليس للتنظيم وحده، إنما الرؤية الفكرية للمرحلة. وفي هذا السياق فأن تشكيل هيئة قيادية تتولى صلاحيات الأمين العام عمل سليم، سبقت الاتحاد الوطني له أحزاب عريقة، منها الحزب الشيوعي السوفيتي، لكن تجربة الحزب الشيوعي الإيطالي، الذي اعده بحق وارث الفكر الأشتراكي الديمقراطي لجرامتشي بحق، بلورت صيغ أكثر تماسكاً.

إن الاستعدادات لإنتخابات مجالس محافظات الإقليم والبرلمان الاتحادي، مهمة صعبة، يجوز عدَّها احد دواعي تأجيل المؤتمر، كما إن العمل على تنضيج طروحات فكرية تجدد في فكر الاتحاد وتستوعب التراجعات وكيفية تخطيها سبب آخر. لكن الشيء البالغ الأهمية، هو ان يتم البناء على خطوات التحولات التنظيمية للاتحاد من تجمع لتنظيمات متعددة، إلى توحيدها، والسعي إلى الأبقاء على منابر الراي في الوقت نفسه، تستدعي ان يجسد المؤتمر المقبل كل هذا المخاض في صياغة نهج يجسد مرونة الأمين العام طالباني، ويحرص على التمسك بمعالجة معاناة الجماهير وبلورة خطوات عملية بشأنها. وهذا كله لن يتحقق بدون وحدة تنظيمية حرة ليبرالية، مع اعمق الإلتزام بقيم العمل التضامني والمسؤولية المشتركة. بعكسه فأنه الكارثة للديمقراطية في كوردستان والوحدة الوطنية العراقية قادمة!؟

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter