| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

هاشم الخالدي

 

 

 

 

الأحد 17/9/ 2006

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس




العامل الاساسي في المسألة الكوردية هو اصلها وجذورها

 

هاشم حميد الخالدي

الوطن مقولة مرحليه حديثه في سلم التطورالانساني و وعاء لمواطنيه مجتمعين يحكمهم مفهوم المساوات باطار قوانين وانظمة الدوله ومؤسساتها, وكيان ما فوق الكيان الاجتماعي التضامني القبلي في عيش مشترك, بحكم نشاتهم في واقعه التاريخي والجغرافي,وان تلك الانظمه والقوانين هي ذاتها نتيجة حركة التطور في العيش المشترك وفي علاقتها بمحيطها الانساني والدولي, فالوطن لكل الطبقات والشرائح والفئات المكونه للمجتمع.وان الاشكاليات باستقرار وثبات اواصر الوطنيه في المجتمعات المتخلفه ناجم اماعن سيادة قوة العلاقات القبليه الديموغرافيه في التاثيروعدم نضج علاقات العيش المشترك الوطنيه الارقى في سلم حركة التاريخ الحضاريه, في المصير الواحد والتطلع الواحد , والذي ينعكس على ضعف الدوله وممؤسساته,اوعندما تتشكل الاوطان ودولها نتيجة فعل خارجي, فان عوامل قبليه ديموغرافيه مجتمعه قد تدفع الميل في عيش اخراكثرشراكه تاريخيه وجغرافيه, ,ان تلك الافعال الخارجيه لا بد ان تكن من قوى طارئه و غريبه على الطبيعة التاريخيه لتلك المكونات ومصالحها, و ان لها مصالحها الخاصه المختلفه وهي مصالح استعماريه,اما استبداد سلطة الدوله فلا يمكن ان يفصل تلك الاواصر بل ربما سيكون عامل تلاحم للتخلص من تلك السلطه الاستبداديه , الا اذا كان هذا التسلط يعكس طغيان قبلي متفرد وشامل, فهو في هذه الحاله تخلف وعصبيه لا يواكب حالة التطورالذي تعكسه العلاقه الوطنيه بل يصنف في جانب قوة علاقات الاعتزال القبليه وعدم نضج علاقات العيش المشترك الحضريه لديها و في ذهنية رموز السلطه وبالتالي يكون عاملا محفزا لنمو نزوع التشكيلات القبليه مجددا نحو الانفراط , وحتى في هذه الحاله فان بلوغ الاصره الوطنيه وقواها السياسيه من القوه الحقيقيه في المجتمع ما يقيها من هذا الفعل الارتدادي .وقد يلعب وجود قوى خارجيه طامعه لتوسيع نفوذها ومصالحها في اجواء انتهازالفرص لتلعب على وتر التناقضات تحت شعارات وعناوين تعكس مسائل تغري وتشوق للانفراط كوسيله لرفع المظلوميه بدلا من تلاحم قوى المواطنين للتخلص منها, سيكون عامل مهم ومساعد جدا في تدمير الاوطان ايضا , وقد تستخدم لهذا الغرض كلمات حق يراد بها باطل. بالامكان ان تكون الديموقراطيه والعداله داعمه للوحده الوطنيه اذا جاءت من الوسط الوطني وفي سياقه ولن تكون كذلك ان جاءت من قوى خارجيه طامعه, لذلك تبرز اهمية التمييز في الدعوات ذاتها . ان تشكيل الاوطان في منطقتنا جاء وفق رغبات ومصالح سايكس بيكو ووفق موازناتها مع كل من تركيا وايران ولم تراعى نضوج الظروف الموضوعيه وعواملها التاريخيه والجغرافيه لذلك جاءت الاوطان ودولها نتيجه سلطويه وليس نتيجة تطور ونضوج, وبقدر تعلق الامر بالعراق فقد نال قبائل الكورد من الاجحاف اكثر مما نال قبائل العرب والاقوام الاخرى اذ نشات اوطان ودول عربيه للشعوب العربيه بما فيها المشرقيه, وهي وان كانت تحمل بذوراشكالات الكورد او غيرهم من الاقليات الرئيسه الا ان ذلك ما كان يسبب عائق في بناء الدوله والوطن لو ان مشكلة الكورد حلت بطريقه اكثر واقعيه,لقد بقيت المشكله الكورديه موزعه بين ايران وتركيا والعراق وامتدت الى سوريا ولا زالت ايران باطماعها ودفعها منذ الحاق السليمانيه للعراق لان يكون العراق هو ساحة الصراع ومشاكله رافعا لها في تحقيق اطماعها في جنوبه منذ ضمها الاحوازايضا,في وقت كفت تركيا واوقفت عن اطماعها الامبراطوريه الى منحى اخرليس موضوعنا. لقد وجدت القوى السياسيه والقبليه للشعب الكوردي لها منفذ ومتنفسا في العراق على الارجح لكون بلد الرافدين العراق اضعف الحلقات بسب تعرضة دائما لصراعات القوى الدوليه والاقليميه الطامعه بثرواته واهمية موقعه الاستراتيجي مما جعله ساحة في الصراع بين الامبراطوريات الغربيه والشرقيه والمجاوره وتدخلاتها باستثمار الاشكالات التكوينيه لمجتمعه ولحد الان وبالتالي الى حاله من الضعف, فقد تحمل العراق من ذلك ومن الدفاع عن الذات ما لم يتحمله اي بلد اخر,وليست هذه الحال جديده في العراق فهي موجوده منذ القدم ولوانها اتخذت اشكال مختلفه ليس هذا مجالها, لذلك ظهرت ما دعاه البعض بالصراع الدموي حتى راح يشير بالتركيبه الكيمياويه لتربته عسى ان يجد ضالته في اسباب الصراع( راجع باقر ياسين- تاريخ العنف الدموي في العراق), كما لعبت الايديولوجيات باسقاطاتها الوافده حديثا من خارج دائرة مفاهيمه التاريخيه من تيارات الامميه والقوميه وتحليقاتها في الهواء وسوء تعاملها مع الواقع الملموس بعيدا عن التحليل الملموس وتوافقا او تعارضا مع الموازنات الدوليه وسياسات الكسب الرخيص, دورا سلبيا ,كما لا بد ان نلفت الانتباه الى ما وصلته الاشكاليه السياسيه للاحزاب الكورديه الان من استخدام طريق اضعاف اللحمه الوطنيه وسياسة التفتيت للوسط والجنوب رافعا لها في انشاء وطنها ودولتها المغيبه اصلا من قبل القوى الخارجيه وهذا واضحا جدا في السياسات التي تتبعها بعض القوى السيلسيه الكورديه تناغما مع الاطماع الخارجيه المجاوره وخصوصا ايران اذ كفّت تركيا عن طموحاتها الامبراطوريه كما ذكرنا وتتركز الان من بؤرتها الايرانيه باسم الدين او المذهب, كل ذلك يدعوا الى المراجعه الوطنيه الجاده بعيدا عن اجندات الاحتلال وستكون تلك المراجع مقياسا للوفاء,ان التسلط والاستبداد والتخلف والارتداد القبلي للسلطه وضعف الاندماج الوطني والقفز فوق المراحل واختلاط المفاهيم القوميه والامميه وتناقضها مع مفهوم الامه التاريخي وسياسلت السلطه السابقه والسلطات الاسبق منذ عهد فيصل الاول ليس هو العامل الاساسي في الاشكاليه رغم سيئاتها ,وانما العامل الاساسي هو اصلها وجذورها وهو تلك الوطننه المفتعله في خدمة سايكس بيكو ووفق موازناتها مع كل من تركيا وايران ,لذالك ينبغي ايلاء المساله الكورديه اهميتها ابتداءا منه والاقرار بحق الكورد في تكوين دولتهم مرورا بالصيغه الفدراليه لكي يتم لهم تجاوز مرحله ستكون عصيبه جدا في ظل توازن القوى الاقليمي الحالي واقطابه في حالة الانفصال,كما اصبح من المفضوح لتلك المجاملات السياسيه للمطابقات التعسفيه من بعض الجهات الطائفيه او ربما الطروحات التي تتخفى وراء المظلوميه الوطنيه اوتعليق المعضلات على شماعات الشوفينيه اواخرى لتنحوا في خدمة اهداف لا وطنيه معروفه اصبح خطيرا جدا, كما ينبغي مراعات حقوق الاقليات القوميه الغير عربيه والغير كورديه وفق مبدأ خيارات المصير اذ لا تخلو امه او وطن او دوله من وجود الاقليات القوميه, وان حلول مسالة التقدم والنمو وتحقيق العداله بات واضحا طريقه,يمرعبرالديموقراطيه واللامركزيه والحريه والتحرر من جميع الاستلابات الماديه والذهنيه وهو ما فرضه العصر الحديث وحضارة الانسان الحديثه لبناء الاوطان والدوله وليس عبر الفدرالية.