|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  2 / 12 / 2014                                            حامد كعيد الجبوري                                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

( جامعة بابل ) ورحم الله أيام الطاغية المقبور !!!!
الى معالي وزير التعليم العالي

حامد كعيد الجبوري

التغيير الأمريكي الذي اسقط الطاغية المقبور وأستبدله بأسماء لا حصر لها وعد ، علمانيون وإسلاميون وأحزاب وقوى وطوائف وجيوش محتلة تلهث بألسنتها المدلاة لكعكة العراق وتقسيمها ، يقال أن صديقين متجاوران ببيوتهما لا يفترقان إلا لأوقات الراحة والنوم ، ومن عادة البيوت الشرقية سابقا النوم في السطوح هربا من حرارة الصيف وعدم وجود التيار الكهربائي أيام زمان ، في أحد الصباحات الصيفية التقى الجار جاره دون تحية الصباح ، أستغرب الجار من فعلة جاره وصديقه ، اليوم الثاني التقيا ولم يسلم أيضا ، أستوقفه صديقه مستفسرا عن هذه الجفوة غير معروفة السبب ، فقال الجار الغضبان لجاره ألا تعرف السبب ؟ ، أنام على سطح داري وديكك ينهض مبكرا قبل أذان الفجر ويقلقني ويزعجني بصوته النافر ؟ ، أهذى حقوق الجار ؟ ، ضحك الجار صاحب الديك كثيرا وقال لصديقه هذه مسألة بسيطة جدا ، اليوم سيكون الديك وليمتك على الغداء ، وفعلا اجتمعا سوية وأكلا الديك المستهتر بحقوق الجيرة ، فجر اليوم التالي سمع الجار عشرة ديكة أو أكثر تصيح بأصواتها النشاز مسببة أيما قلق لذلك الجار ، لم يحتمل الرجل هذه الإهانة المتعمدة وطرق باب جاره قبل طلوع الشمس وهو يدمدم غضبا من جاره وصديقه ومن هذه الديكة اللعينة ، خرج الجار صاحب الديوك فبادره صاحبنا متبرما ومتسائلا عن ما حدث ، أجاب الجار بهدوء تام يا أخي أنت أردت أن أخلصك من الديك فخلصتك منه ، ولكن لي ديوك أخرى أصغر منه وكان ديكنا الكبير قامعا لها بشدته وقسوة منقاره ( صاكرها ) وما أن عرفت الديكة أن بطلها أكلناه ورمينا بعظامه لقطط دارنا حتى شمخت بأنفها واستأسدت جميعها طالبة قيادة فصيل الدجاج والديوك الصغيرة ، ............ هذا هو حالنا بعد سقوط صنم الديكتاتورية لمزابل التاريخ .

عائلة فقيرة جدا مكونة من خمسة بنات وطفل صغير يسكنون في بغداد ، مات أبوهم عام 2006 م بداية الاحتراب الطائفي ، ولم يكن الوالد موظفا ولا يملك بيتا في بغداد فعمدت أمهم العودة بأيتامها لبيت أبيها الذي تشغله ثلاثة عوائل من أخوتها ، وعاشت بينهم كأي أرملة فقيرة ، ومن حسن حظها وسوءه أيضا أن تكون بناتها من المتفوقات دراسيا ، تخرجت أبنتها الأولى ولم تجد عملا كبقية العراقيات والعراقيون ، أبنتها التالية نجحت بتفوق وحصلت على معدل 7 / 97 سبعة وتسعون وسبعة بالعشرة للعام الدراسي 2014 م ، ومعدلها هذا لم يؤهلها لكلية طب بابل وقبلت بكلية طب ميسان ، تبرعت أنا لأخذها الى ميسان وتسجيلها رسميا ومحاولة استضافتها لمحافظة بابل معتمدا على جملة من العلاقات الاجتماعية لي مع الكثير من الأساتذة والمسئولين ، وفعلا أتيت بكتاب رسمي من جامعة ميسان لجامعة لبابل ، وقدمت لها عريضة عطف والتماس لرئيس جامعة بابل شارحا كل تفاصيل حياة هذه الصبية المتفوقة ، وذكرت له أن عمادة كلية الطب في بابل قبلت استضافة طالبين عندها بموافقة رئيس الجامعة وعميد الكلية الطبية ، وكل محاولاتي باءت بالفشل ، طرقت أبواب وزارة التعليم العالي فأجابني أحد مسئولي التسجيل قائلا ليس من حقنا التدخل بعمل رؤساء الجامعات ومنحناهم الصلاحية الكاملة بالنقل والاستضافة ، وبجهود أحد الأساتذة الشرفاء من محبي الفقراء والعلم الذي أنتصر لهذه الطاقة العراقية وتدخل شخصيا وقبلت بكلية طب أخرى غير بابل ، ولا أريد ذكر أسم الطالبة ولا المحافظة ولا الأستاذ الذي ساعدني باستضافتها لأني أيقنت أننا في غابة يتحكم فيها المثل الشعبي المشهور ( ألك يا طويل الأيد ) ، وأيقنت أيضا أن الرئاسة للرئيس ، والوزارة للوزير ، والدائرة للمدير ، يتصرفون بها كيف ما يشاءون ، وليس هناك رقيب أو حسيب بعد أن غلفت الضمائر ( بسلفون الديمقراطية الجديدة ) ، ورحم الله أيام الطاغية المقبور الذي كان قد رسم خطوطا لا يستطيع أحد تجاوزها خوفا من سوطه وسطوته ، ولم نكن نسمع أو نجد تصرفا دون حساب ، لأن العراق سابقا هو عراق ( صدام حسين ) وويل ثم ويل لمن يمد يده لقاصة الصدام المقبور ، ومن يحاسب الآن والجميع أشترك بكعكة العراق وقسمتها .

سؤال أخير أضعه أمام معالي السيد وزير التعليم العالي ، وأمام العقول الحلية من الأساتذة والمربين وأقول ، ألا يوجد في الحلة أستاذا كفؤا يقود دفة رئاسة جامعة بابل ولا يقبلون باستيراد أستاذ من غير محافظتهم ؟ ، ونصيحة مخلصة أخص به هؤلاء العلماء الأساتذة من محافظة بابل وأقول لهم لا تبقوا دون انتماء للأحزاب الدينية أو العلمانية ، لأنكم سوف لن تكونوا عمداء كليات ، ولا رؤساء جامعات أن لن تنتموا لهذه الأحزاب التي مزقت كل شئ في العراق بدءا من نسيجه المتخلخل ، نهاية لعلومه وآدابه وقيمه التي تتأرجح بين هذا وذاك .


نسخة الى  :

رئاسة جامعة بابل
رئاسات الجامعات العراقية
مكتب المفتش العام بوزارة التعليم العالي
الصحف العراقية
مكتب قناة الحرة عراق




 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter