|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  8 / 2 / 2014                                            حامد كعيد الجبوري                                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

إضاءة

الجهاد والمجاهدين !!!

حامد كعيد الجبوري

( الجهاد ) ( شرعا ) قتال من ليس له ذمة من الكفار ( المعجم الوسيط المؤلف إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار / منشورات دار الدعوة ) ، السؤال الذي أطرحه للنقاش من جاهد وضد من لمدعي الجهاد ؟ ، وهل يمكن لنا أطلاق تسمية المجاهد لمن كان خارج العراق ؟ ، وماذا نسمي من كان داخل العراق في ظل حكومة شمولية عاثت فسادا في العباد والبلاد ؟ ، أعتقد أن مفردة مجاهد هي كبيرة بكل ما تعني الكبر والبطولة ، ولكن هل كان في العراق رجال يمكن أن نطلق عليهم المجاهدين ؟ ، وللجواب عن هكذا تسائل يحتاج من المجيب الأنصاف والتجرد من كل ما يشوه الحقائق وأن كانت الإجابة غير مرضية للكثير ، نعم كان هناك مجاهدون قدموا دمائهم رخيصة من أجل مبادئ غالية وسامية آمنوا بها وناضلوا من أجل تحقيقها ، ولو أردنا تعداد مثل هكذا قامات خلدت لوجدنا أن العدد لا يتجاوز أصابع اليدين أو أكثر بقليل من ذلك علمانيون أو إسلاميون ، ولكي أختصر كثيرا لهذه الإضاءة وتوضيح مغزاها أقول حضر أحد الأصدقاء مجلس أحد علماء الدين وهما يتناولان أطراف الحديث دخل عليهم برلماني إسلامي ، فقال رجل الدين للبرلماني الإسلامي ( ديروا بالكم على هذا الشعب المسكين ) ، فرد البرلماني على رجل الدين بطريقة لا تخلو من الوقاحة قائلا ( سيدنا يا شعب اللي تعنيه ، هؤلاء جميعا من صفق وطبل ورقص لصدام حسين ولحزب البعث المقبور ، وعلينا أن ننتظر 40 سنة قادمة ليكون هؤلاء قد انقرضوا وننشأ جيلا كما نريد ، ونتخلص من جميع هؤلاء الخدام ) ، سكت رجل الدين مستغربا لما قاله صديقه البرلماني ، والشخص الثالث كان منصتا بشكل جيد لما دار بينهم فتسائل مع البرلماني الإسلامي قائلا (أنا من حزب الدعوة الإسلامية ، وخريج كلية الفقه من النجف ، وعملت في التعليم الثانوي ، وألقي القبض عليّ وأودعت التوقيف وبتر أصبعي هذا أثناء جلسات التعذيب المسائية ، وحكم عليّ بالإعدام وإرادة الله تحول الإعدام للسجن المؤبد ، وخفف الحكم وقضيت 15 سنة في السجن ألا يمكن أن أتساوى معكم ؟ ،) ، رد البرلماني قائلا ( كلا لا يمكن ذلك لأنك لو لم توقع لهم على أن تكون أذنا للنظام بل جاسوسا لما أطلق سراحك ، ولو كنت قد أعدمت لقلنا نعم يمكننا أن نعدك منا ) ، نظر الرجل الى رجل الدين متوقعا أنه سيجيب هذا البرلماني أو يؤنبه لما تفوه به ، وحين عدم صدور تعليق من رجل الدين أستأذنه الرجل ليرد على البرلماني المتهور والمتعالي قائلا له ، ( أسمع ولأنك أمي بكل شئ بما في ذلك الخلق سأقول لك من هو المجاهد ، ولأنك أمي سوف لن أعرّف لك معنى الجهاد لأنك لا تفقهه ، بل سأوضح لك من هو المجاهد ، المجاهد الذي ترك مكة وهاجر الى المدينة بدينه وأشتد عوده وقويت شكيمته وعاد بعد عشر سنين ليفتح مكة ، أما أنتم فلستم إلا هاربون ليس بدينكم بل بدنياكم ، ووطئتم الأرض التي أتخمتكم بعطاياها سواء من الأمريكان أو الأعراب وعدتم بعد مدة على تلك الدبابات الأمريكية عملاء أذلاء تأتمرون لأسيادكم ، ولو كان هناك نظاما وطنيا لقدمكم للمحاكمة ، وأن لم يتم إعدامكم لأعادتكم تلك المحاكم النزيهة الى حيث كنتم في وحل ومستنقعات الرذيلة بدول أسيادكم ، وسوف يأتي اليوم الذي يقتص فيه منكم لما أفرطتم بسفك دماء الناس ، وجعلتم العراقيين طوائف متناحرة ، وسلبتم أموال الناس وهربت بسببكم الى دول أسيادكم ) ، وهنا أنتفض الإسلامي مخاطبا رجل الدين قائلا أتسمح له بإهانتي وأنا ضيفك ؟ ) ، أجابه رجل الدين ولم لم تمنع لسانك وأنت تكيل لنا سيلا من التهم والشتائم والأباطيل ، فما كان من البرلماني إلا أن يغادر المجلس دون كلمات التوديع ، تحية لكل المجاهدين العراقيين الذين كانوا تحت وطأة صدام ونظامه ، وألف تحية لهم وهم يقتاتون سعف النخيل ومخلفات الذرة ممزوجا بشئ من القمح ولم يطالبوا البرلمان براتب جهادي ،

للإضاءة .......... فقط .

  

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter