| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأربعاء 4 / 11 / 2015 حيدر سعيد كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
بعد انسحابهم تكتيكياً يعاودون الهجوم !!
حيدر سعيد
تظاهرات الاصلاح والتغيير التي عمت معظم محافظات وطننا ، اعطت دروساً لنظام المحاصصة وكتله المتنفذة ،التي تجاوزت على حقوق المواطنين العراقيين وامعنت في سرقة اموال الشعب واعطت المجال واسعاً امام الفساد لان يستشري في كل مفاصل الدولة ، يقابله الارهاب واغتصابه لاراضي واسعة من الوطن في مقدمتها الموصل الحدباء .
· لقد وضعت هذه التظاهرات السلمية هؤلاء المتنفذون في خانتهم الحقيقية وكشفت عن اقنعتهم ، وعن نهجهم الذي تمحور على النهب والسرقة، حتى وصل بهم الامر ان ينهبوا ميزانية كاملة للدولة ( ميزانية عام 2014 )!!
· كل الاوضاع المزرية الكارثية التي ادخلوا الشعب والوطن بها، ليغتنوا على حساب معاناة الناس البسطاء والكادحين ، هو من فجر الصراع بين منهوبي الحقوق وناهبيهم من الكتل المتنفذة ، وقاد الى المظاهرات الصاخبة المعبرة عن الالم الدفين الذي استمر اكثر من اثنى عشر سنة ، والذي لم يستطع نظام المحاصصة خلالها ستر عورات كتله بورقة التوت !! .
· اليوم وبعد ان شعرت حيتان الفساد الكبيرة بأن بوصلة الاصلاح مدعومة من الشارع العراقي والمرجعية الرشيدة تتجه لمحاسبتهم قانونياً ، اصطفوا من جديد رغم خلافاتهم على اقتسام الكعكة التي اسمها العراق !! ليقفوا ضد ارادة الاصلاح ، محركين مناصريهم في داخل مجلس النواب وبعض المؤسسات ليشنوا هجومهم ضد انصار الاصلاح ووضع العراقيل امامهم مستخدمين الحجج الواهية ، مفادها ان قرارات الاصلاح غير شرعية !! خاصة تلك التي تمس مصالحهم ونفوذهم وتعري فسادهم وسرقة المال العام وسوء الخدمات .
· ان هذا الهجوم المعاكس ضد الاصلاح يتطلب رص صفوف جميع المخلصين للاصلاح وخاصة الجماهير التي هدر صوتها عالياً والذي مع الاسف لم تكن اجراءات الاصلاح تتناسب وقوته لحد الان ، فهي الظهير والسند في كل المنعطفات الحادة ، وهي المصد الوطني الحقيقي لاعداء الوطن جميعاً ،
· ان الرؤوس الكبيرة من السراق التي انحنت امام الجماهير المتظاهرة وانزوت تكتيكياً كعادتها لا تؤتمن الجانب !!، ولذلك وكما قال الجواهري :
اشدد الحبل وضيق من خناقهموا فربما كان في ارخائه ضرر
· وهذا يتطلب من متصدري الاصلاح ان يستمروا بجدية ومسؤولية وطنية عالية في طريق الاصلاح واجتثاث الفساد ، والا فان الاصلاح سيتعرض الى انتكاسة يقودها مناصرو الفساد والارهاب معاً .