| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إحسان جواد كاظم

 

 

 

                                                                 السبت  1 / 2 / 2014


 

برنارد شو والتحالف الوطني العراقي

إحسان جواد كاظم

أراد احد الكتاب ان يسيْ الى الكاتب الساخر جورج برنارد شو امام جمع من الناس قائلاً له : " انا افضل منك, لأني عندما اكتب اسعى الى الشرف اما انت فانك تسعى خلف المال" أجابه برنارد شو, بسرعة بديهيته المعروفة : " عندك حق, فكل يبحث عما ينقصه " .

تبين بأن التحالف الوطني العراقي الحاكم يبحث أيضا عما ينقصه وافتقده طول هذا الوقت منذ التغيير عام 2003, فقد اكتشف أخيراً, ان اعضاء تحالفه من شخصيات وكيانات سياسية اسلامية لم تكن طول هذا الوقت تتعامل فيما بينها على اساس الاخلاق الاسلامية, مع ان هذا الاكتشاف اللوذعي كان لشعبنا العراقي شرف كشفه منذ الايام الاولى لوضع نهج توزيع الحصص على اساس طائفي وعرقي ... ولطالما لفت انتباههم لذلك , لذا ارتأى هذا التحالف التوقيع بين اطرافه المؤتلفة الحالية على" ميثاق التعاهد والألتزام بالأخلاقية الأسلامية في التنافس الأنتخابي ".

شيْ جيد ان يكتشفوا, ولو متأخرين, بأنهم كأحزاب وتيارات اسلامية لم يتعاملوا فيما بينهم بما تمليه عليهم القيم والأخلاق الاسلامية التي يعظون بها الناس في كل خطاب في تجمع او محفل رسمي او غير رسمي, فخطاباتهم السياسية متخمة بآيات قرآنية واحاديث نبوية ومآثر الأئمة, ناهيك عن عدم تعاملهم مع المواطن العراقي عموماً في اطار هذه الاخلاق وحتى مع من يدعون تمثيلهم طائفياً.

الشيْ غير الجيد هو اقتصار صلاحية الميثاق على فترة التنافس الأنتخابي.

لا ندري اصلاً لم جرى نشر هذه الوثيقة التي تُذيلها تواقيع اسماء معروفة في الائتلاف الحاكم, على الملأ, فهي تبدو كوثيقة تتعلق بشأن داخلي او خطة عمل مستقبلية, للملمة وضعهم الداخلي, متعلقة بالانتخابات ولكن ليست برنامجاً انتخابياً ( فهم سيدخلون الانتخابات البرلمانية نيسان/ 2014 بقوائم منفصلة) وليست موجهة للرأي العام, ماعدا تزويقها بالحديث النبوي : " سيد الأعمال انصاف الناس من نفسك " ومقولات اخرى للامام علي (http://www.al-jaffaary.net/index.php?aa=news&id22=436) .

والوفاء كان أهم قيمة انسانية وأخلاقية افتقدتها الممارسة السياسية لأحزاب الاسلام السياسي, الشيعية منها والسنية وكذلك الاحزاب المتحاصصة معها على اساس عرقي وعشائري... وبسبب غياب هذه القيمة جرى هدر الكثير من دماء العباد وتضييع اموال وفرص بناء وتطوير البلاد. فقد جرى التنصل عن كل الوعود والعهود التي اغدقوها على الناخب خلال الانتخابات السابقة حال تسنمهم للسلطة. ربما كان عدم اعترافهم بها كقيمة اخلاقية أساسية سامية لكي لايُحشروا ظلماً مع السموأل وتتلوث أعطافهم بمأثرته التي تعتبراحد ابرزالتجليات التاريخية لقيم الوفاء والأخلاص والمحافظة على العهد والذي كان فوق كل ذلك يهودياً والعياذ بالله !!!.

ورغم الأنتقادات المرآئية لقيادات قوى المحاصصة لنهجها الكارثي في العلن, الا اننا نراهم على ارض الواقع, الاكثر حرصاً على استمرارها وديمومة نهجها الضار ولا يصوغون سياساتهم الا وفقها, وفي اطار عقلية " المكون الأجتماعي الأكبر" والأصغر. والميثاق اعلاه تعبير جلي لها. فقد كان توزيع مراكز الحكم الاستراتيجية, رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ورئاسة مجلس النواب, فيما بينهم على اساس طائفي وعرقي. خرقاً سافراً لمبدأ أصيل في كل دستور ديمقراطي, " مبدأ التداول السلمي للسلطة ". والتنادي في الميثاق أعلاه, لعدم خسارة المكاسب وبالاخص الموقع التنفيذي الاول (رئاسة مجلس الوزراء) وكأنه ملك طابو, هو في افضل الحالات, تعطيل غير دستوري وغير قانوني للمسار الديمقراطي.

يكاد المرء يجزم بأن مصير " ميثاق التعاهد والألتزام بالأخلاقية الأسلامية في التنافس الأنتخابي " المحدود التمثيل طائفياً, لن يكون أفضل من مصير شقيقته الأكبر" وثيقة الشرف " الشاملة التمثيل تحاصصياً, التي أطلقها خضير الخزاعي, التي لم تعمر الا اياماً يتيمة لتنظم شهادة وفاتها, فحجم المصالح والغنائم اكبر من ان تكبحها شوية أخلاق اسلامية, توفرها من نقصها, لاتغير لديهم شيئاً. قال اسلامية قال !






 

 

 

free web counter