| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إحسان جواد كاظم

 

 

 

الأثنين 2/ 11/ 2009



ائتلافات اللملوم والقبض على خناق العراقي المظلوم

إحسان جواد كاظم

بدأ السباق المحموم للفوز بصوت المواطن العراقي المحروم بتشكيل ائتلافات لا تعرف رأسها من ساسها وكلها تلهج وتسبح بمبدأ الوطنية وتراها منفرطة كمسبحة الشيخ بعد الانتخابات فهدفها كرسي البرلمان لا خدمة الانسان, فهي ائتلافات هشة, مجرد سؤال واحد وحيد يمكنه ان يفركشها عن آخرها وعذرا لهذا السؤال. السؤال هو: من هو أولى بالخلافة عمر ام علي؟

ورغم عجز مجلس نوابنا الموقر عن ممارسة مهامه الدستورية بسبب المحاصصة الطائفية والعرقية لكن فهلوة نواب المحاصصة لا يمكن ان ينكرها اي منصف. فقد حولوا فشلهم في خدمة ناخبيهم الى نجاح شخصي وحزبي من خلال الشروع المبكر بتسويق انفسهم والترويج لكتلهم واحزابهم قبل بلوغ الموعد الرسمي لبدء الدعاية الانتخابية... فحرب التصريحات والاتهامات المتبادلة والتي تحاول ان تحمّل مسؤولية فشل مجلس المحاصصة وحكومته على الطرف الآخر والتركيز في صراعهم على قضايا سياسية بحتة كقضية كركوك واداروا ظهورهم لمسألة تأمين الحاجات المعيشية اليومية للمواطن العراقي.

فلا مجلس وحكومة المركز حققا شيئا من مطالب ابناء شعبنا في الأمان وتوفير الماء والكهرباء والرعاية الصحية ولا مجلس وحكومة اقليم كردستان فعلا ذلك, بل اصبح محور نشاطهم فرض النفوذ والاستحواذ على مرافق الدولة وتوسيع الصلاحيات لضمان ديمومة سيل الموارد لتنفيذ مآربهم. فحل مشكلة كركوك لصالح طرف معين من الاطراف المتنازعة سوف لن يحل مشكلة البطالة المتفشية بين مواطني كركوك ولا ازمة الكهرباء ولا ... فقد اثبتت احزاب المحاصصة الطائفية والعرقية فشلها بامتياز في ادارة المناطق التي تحت يدها حاليا.

ومن مظاهر الشروع غير الشرعي بالحملة الانتخابية قبل يومها المحدد, قيام الاحزاب والتيارات الدينية كالتيار الصدري والمجلس الاسلامي الاعلى بانتخابات لمرشحيها المفترضين الى الانتخابات البرلمانية القادمة وهو اجراء اقل ما يقال عنه انه ضحك على الذقون. فالبرنامج الانتخابي, ان وجد, لهؤلاء المرشحين قد يتغير بين لحظة واخرى لأن كتلهم واحزابهم لم تكن قد انتهت بعد من التفاوض مع قوى سياسية اخرى لعقد ائتلافات, والتي لابد وان تسفر عن اتفاق برنامجي آخر, يختلف عما طرحه المرشح المفترض. ثم ان الاحزاب الدينية بطبيعتها احزاب ليست ديمقراطية , لأن للسيد القائد الكلمة الفصل في تعيين وتنحية هذا المرشح او ذاك من حزبه او كتلته.

كما ان اجراءهم لهذه الانتخابات المزعومة, كدعاية انتخابية مبكرة, وباشراك على ما يدّعون من يود الترشيح والانتخاب يجري في ظل انفضاض شعبي عام عنهم بسبب جرائمهم بحق المواطنين وفضائحهم وفشلهم السياسي في خدمة المواطن, ولبث روح اليأس لدى المواطن واعطاءه الانطباع بان الأفق مسدود امامه بكل الاحوال لأنهم عائدون لا محالة للسلطة رغم انفه. وهذا بالضبط ما كان يفعله البعث البائد.

ومن المعروف ان الاحزاب الدينية والعرقية وممثليها في مجلس النواب كانوا المعرقل الاساسي لأقرار قانون الاحزاب السياسية والذي كان لابد وان يتضمن وجود برنامج وطني لا طائفي ولا عرقي وانتخابات حزبية داخلية ديمقراطية ثم الافصاح عن مصادر تمويل النشاطات الحزبية وعدم الارتباط بجهات اجنبية. وهذه الشروط لا تتطابق مع اسس قيام هذه الاحزاب والكتل.

انهم يتوهمون في المواطن عدم الفطنة بعد ان تركوا العراق خرابا بلقعا, لكن المكر السيء لا يحيق الا بأهله.


 


 

free web counter