| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إحسان جواد كاظم

 

 

 

                                                                              الأثنين 30/ 5/ 2011



المالكي ومماليكه

إحسان جواد كاظم

" لا يسرون الناظريهم " *... انهم شرطة نوري المالكي التي تذكرنا ممارساتها بأجهزة أمن نظام مستبد هوى وقضى. فهم يخرقون بنود الدستور خاصة المتعلقة منها بحرية الرأي والتظاهر ومنع الاعتقال الكيفي بدون اذن قضائي, كما يشربون قدح ماء.
فقد كان اختطاف اربعة شباب من منظمي تظاهرات ساحة التحرير السلمية في بغداد ومن بين المتظاهرين, بسيارة اسعاف واخذهم الى جهة مجهولة. وآخرون من العاملين في منظمات المجتمع المدني المنسقين لتظاهرات الجمعة, مثال صارخ على العودة الى اساليب الدكتاتورية البائدة.

لقد اصبح شباب ساحة التحرير الاربعة وزملاؤهم من أوائل سجناء الرأي في عهد ما بعد المقبور صدام وهي تسجل على المالكي وحزبه وحكومته. فالشباب المعتقلون لم يحملوا سلاحا ضد الدولة ولم يطلقوا شعارا طائفيا ولم يدعوا الى التمييز القومي بين المواطنين كما يفعل آخرون من اساطين المحاصصة وانما نادوا بمطلب شعبي: اصلاح النظام سلميا. ولهذا فان رئيس الوزراء نوري المالكي يتحمل شخصيا مسؤولية الحفاظ على سلامتهم ومنع امتهان كرامتهم باعتباره القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية والدفاع والامن الوطني وكالة.

ان اسبابا معلنة واخرى خفية تقف وراء حملة الاعتقالات هذه. فلم يعد نفاذ صبر رئيس الوزراء من اصرار هؤلاء الشباب على التظاهر سببا كافيا لأختطافهم بهذه الطريقة الفجة, والتي جلبت له المزيد من اوجاع الرأس بتنادي منظمات مجتمع مدني وبرلمانيين ومواطنين للتضامن مع المعتقلين والمطالبة بأطلاق سراحهم والالتزام بالدستور والشرعية. وانما قد تكون احدى الاسباب لهذا الاجراء اللاقانوني, ضغط استحقاقات فرصة المئة يوم لتقييم اداء وزاراته والتذمر الشعبي من عدم وجود اية بشائر للتحسن الموعود ويضاف الى ذلك الفشل الامني واستمرار الاغتيالات بكواتم الصوت والمفخخات اللاصقة.. والتي كان آخرها اغتيال علي اللامي رئيس هيئة المساءلة والعدالة ثم الصفعة التي كيلت لسلطة الدولة باستعراض جيش المهدي لكراديسه بموافقة حكومة فاقدة الهيبة.

اما الاسباب الخفية, اضافة الى الخوف من توسع التظاهرات بشكل غير محمود بسبب الفشل الحكومي, فان محاولة اجهزة امنية تابعة للمالكي تحميل منظمي المظاهرات السلمية مسؤولية اندساس مشبوهين فيها يبقى ممكنا؛ فقد عرضت القناة الحكومية " الفضائية العراقية " قبل ايام اعترافات لأحد سفاحي القاعدة المتخفي وراء شخصية ناشط في منظمة حقوق انسان, كما عرضت له صورا وهو يصلي في ساحة التحرير مع مجموعة من رجال الدين الشيعة. وقد دأب مقدم البرنامج على التأكيد على تواجده في ساحة التحرير في احدى الجمع لأعطاء مصداقية لأتهامات رئيس الوزراء الباطلة قبل 25 شباط " جمعة الغضب " للمتظاهرين بالبعثية والارهابية رغم شعاراتهم الوطنية الصادقة وهتافهم الشهير " لا ارهاب ولا بعثية, احنا مطلبنا الحرية".

ان امكانية اندساس افراد من القاعدة او الميليشيات او البعث او مخابرات السفارات الاجنبية اضافة الى عسس المالكي واردة... فالتظاهرة مفتوحة ومعلن عنها مسبقا ولا تفرض على المشاركين فيها توقيع حضور او انصراف... فحتى المنطقة الخضراء التي تتحصن داخلها اخطر اجهزة الدولة واهم شخصياتها مخترقة من قبل هذه القوى المعادية رغم اطواق الحماية ونقاط التفتيش والباجات والكلاب البوليسية وشركات الحماية الخاصة وحمايات المسؤولين واجهزة السلطة الامنية المتعددة, حدثت فيها جرائم قتل وتفجير.

ان تلفيق اتهامات او فبركة احداث ضد متظاهرين مسالمين لأيجاد ذريعة لأعتقالهم سوف لن تخدم اصحابها, فاوان الحساب قد حان والسجل مثقل والشعب الجائع غاضب.
وعندها ستصرخ الجموع بصوت واحد : كش مالكي... ماااات ( سياسيا ).!



* آية قرأنية


 

free web counter