|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  3  / 8 / 2015                                 احسان جواد كاظم                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مرور عام على ما حدث وصار بالموصل وسنجار

احسان جواد كاظم

بين مراوغة امريكا وتحالفها المعادي للارهاب وعدم جدية السلطات الاتحادية وسلطات اقليم كردستان في قتال داعش, لم يتغير الوضع في مناطق الموصل وسهل نينوى عنه قبل عام, عندما اجتاحها مجرمو الدولة الاسلامية وما ارتكبوه من فضائع مروعة خلفت جرحاً عميقاً في الذاكرة العراقية.

لم يكن أمر سيطرة ارهابيو داعش على ثلث الأراضي العراقية شبيهاً بنفاذ وقود سيارة متدرج, بل كان أشبه بسقوط مفاجيء في هاوية, بينما بقيت مسؤولية عما حدث مغفلة عن عمد.

وجاءت الدولة الاسلامية بكل عتهها وعقدها لتقوم بحفلة زار كاليغولية مترعة بالدماء, فارضة أفكارها المريضة بقوة اللعنات الألهية والرصاص. والنواطير النشامى أطلقوا سيقانهم للريح, تاركين الملايين من البشر تحت من لا رحمة له.

هام الناس على وجوههم في البراري والوهاد وافترشوا الارصفة وتظللوا بالجسور, لا يلوون على شيْ سوى عاقبة السلامة لعيالهم بعدما تركوا المال والحلال وذكريات اصبح حتى مرّها حلو.

وبعدما فقدوا من كان يجلب لهم الى البيت بما تغلي به القدور واصبح اليوم مقتولاً او مفقوداً, ولم يبق لهم ما يتبلغون به درءاً للجوع سوى حشائش البر, واصبحت فلذات القلب من صبايا كالورد يُسبيّن ويُبعّن ويُشتّريّن من قبل اوغاد قذرين. عندها تلبست المأساة ثوب الواقع الرث.

المؤلفة جيوبهم, لم تُسمع لهم قعقعة لُجُم ولا حمحمة خيل, كما كانوا ايام الأنتخابات, يرهبون بها, بل اصبحوا يتملصون مثل ابي العرس, بتبريرات واهية لم تنطل على احد, حتى انهم اعتصموا بحبل المحاصصة في سلب دنانير الاعانات الشحيحة للهاربين من بربرية داعش دون وازع من ضمير.

كان حامي الحمى, الهارب من بين ايدي الدواعش دون قتال, ناجياً بنفسه, يصرح متبجحاً بمعارفه العسكرية, بحجة استراتيجية بشكل هزلي, يلقيها بنفس الأستيقاظ الثقيل : انسحاب تكتيكي !!!

لك ومئات الآلاف المؤلفة التي كنت تدعي تمثيلها وحمايتها, لم تركتها لقمة سائغة للوحش ؟!! أليسوا هم اهلك وشرفك وتاج رأسك؟

وبعد كل ما جرى وكان, والدماء التي اهرقت والملايين التي شردت والاموال التي اهدرت والاسلحة والذخيرة التي سرقت, تشكلت حكومة المقبولية الجديدة بنفس ثوب المحاصصة المهلهل القديم, الملطخ بدماء الضحايا وعار الفاسدين... ولم يكن يراد منا سوى الأنحناء من جديد اجلالاً لشيخ يقدس يعفور الحمار لمحتده الوراثي وتقديم آيات الولاء لسياسي نرجسي بمطامع تفتيت فئوية, يتوجب علينا ان نحبه في كل تجسداته القرقوزية والقرقوشية.

حراس الأمس يترددون عن تحرير نينوى المسلوبة بسبب تنازعهم على; لمن ستؤول عائديتها اللاحقة, للاقليم ام للمركز واضعين مصير الملايين كله في رسم المساومة, بينما لا يزال الأرهابي يترصدنا مثل غراب وهو يرسم ابتسامة غلْ بأنياب ذئب...

وبعد ان ناءت على الناس المصائب بكلكلها, تنادى شباب المأساة من ابناء سنجار والشيخان وبحزاني.. لقتال الغازي البربري بما تيّسر لهم من صور المقاومة, رغم محاولات تضييق هذا وتدخلات احتواء ذاك.

- لمن نولي بوجهنا يا مولانا ؟ هل من أمل ؟
- منوووو اتكول ؟... لا مستحيل ! " هاي هم يقبلها عقلنا, اتصير امريكا أملنا " * !!!
...عيون الامل ستبقى ابداً مشدودة بأتجاه ابناءنا من القوات المسلحة ومتطوعي ابناء الفقراء من شعبنا لسحق دولة داعش الهمجية .


* عنوان مقال في صحيفة المجرشة الساخرة التي كانت تصدر في لندن.


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter