| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إحسان جواد كاظم

 

 

 

الخميس 3/ 2/ 2011



حسني مبارك : اجعلوهم يحبونني !

إحسان جواد كاظم

أطلق حسني مبارك كلابه في شوارع مصر لتنهش شباب الانتفاضة امام انظار وذهول العالم مما شاهده من هول جرائم ازلام النظام وهمجيتهم البالغة في الاعتداء على متظاهري ميدان التحرير المسالمين بالرصاص الحي وقنابل المولوتوف وغيرها من الاسلحة التي ادت الى سقوط قتلى وجرحى بينهم.
وفي الوقت الذي كان بلطجية النظام يهاجمون المعتصمين في ميدان التحرير كان رئيس الوزراء احمد شفيق, في مؤتمر صحفي له اليوم, يعبر عن عدم معرفته وجهازه الامني بما جرى قبل ليلة. واستغرب وجود جمال وخيول لدى المهاجمين, وكأنهم هربوها في جيوبهم, رغم ان صحف النظام كانت قد نشرت صورا لها بين المؤيدين لمبارك قبل توجهها للهجوم على شباب الانتفاضة.
وفي استهبال بالغ تساءل: هل كانوا منظمين ومن نظمهم ؟ لا يعرف. فقد نامت مخابراته عما حدث في ميدان التحرير ولكنها كانت يقظة في القبض على مهندس اسرائيلي في مدينة السويس. كانت قد تلقفت الخبر مصادر النظام للاشارة الى وجود مؤامرة تستهدفه.
وفي محاولة لامتصاص غضب الشارع, اعتذر احمد شفيق لشباب الانتفاضة عن هجمات البلطجية وتوعد بمحاسبتهم ومحاسبة من كان وراءهم (كيف وهو الذي لم يرهم ولم يعرف من هم؟). كما وجه اللوم للمنتفضين على دعوتهم لرحيل مبارك فورا من منطلق ابوي اخلاقي.
ينبغي قراءة تصريحات رئيس الوزراء ثم تقديم كبش فداء, بالتضحية باحمد عز امين تنظيم الحزب السابق وحبيب العادلي وزير الداخلية المقال باحالتهم الى الاستجواب القانوني, بانها مجرد ذر للرماد في العيون, وانها استمرار لمحاولات النظام شق صفوف المنتفضين وبث الفرقة بينهم, كما جرى بعد تعهدات مبارك بعدم الترشح لفترة رئاسية اخرى واستدراج بعض احزاب المعارضة للتفاوض معه, لكنه بدد فرصة ادامة الانشقاق بين الاحزاب السياسية بالاستعجال واطلاق قطعان بلطجيته على ميدان التحرير ثم تراجع احزاب الوفد والناصري والتجمع عن التفاوض بعدها.
تخبط النظام اصبح باديا في تناقض مواقف اطرافه. فمن جانب اعتذر رئيس الوزراء احمد شفيق لضحايا هجمات بلطجية النظام في ميدان التحرير, ثم نرى نائب الرئيس عمر سليمان يحملهم مسؤولية هذه الهجمات عليهم بالادعاء باندساس مشبوهين فيما بينهم !!
وكان احد اعلاميي النظام في لقاء معه على احدى الفضائيات, قد ساوى بين هجمات بلطجية النظام المسلحة على المنتفضين ودفاع الضحية شباب الانتفاضة عن انفسهم, قائلا بانه : صراع بين بلطجية وبلطجية. ولم يكلف نفسه السؤال عمن ذهب لمن ومن بدأ ترهيب المسالمين؟

ان نظام حسني مبارك يبيت لحدث جلل غدا في ميدان التحرير ضد المتظاهرين, يجب التحسب منه. وذلك يتجلى بعمليات التجييش ضد المنتفضين ومطاردة وسائل الاعلام وصحفيي الفضائيات الاجنبية والتعدي عليهم.
ولابد ان ينقلب السحر على الساحر.




 

 

free web counter