| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جاسم العايف

 

 

 

                                                                                    السبت 21/5/ 2011



"محمد خضير" يترأس جلسة الاحتفاء بـ" عدن الخاوية" رواية "فاروق السامر"

جاسم العايف

ترأس الأستاذ القاص "محمد خضير" جلسة السبت الثقافية التي خصها اتحاد أدباء البصرة للاحتفاء برواية القاص والروائي فاروق السامر"عدن الخاوية" الصادرة عن/ دار الينابيع/دمشق/ هذا العام. وقدم القاص "محمد خضير" مداخلة عن الرواية وعوالمها ونسيجها السردي وثيمتها. مبتدأً الحديث عن القاص " فاروق السامر" موضحاً انه من المنقبين دون كلل في الوعي والضمير العراقي والإنساني، واستخدم مبضع الجراح وفرشاة الرسام وقلم الكاتب اليقظ في هذه الرواية. وأضاف الأستاذ "خضير" هذه الرواية رواية حرب، و حرب ضارية عذبت الكائن الإنساني وآذته وتركت خدوشاً لا تُمحى على حياته ومستقبله، والسامر كشف فيها عن موهبة وقدرة على رسم شخصيات الرواية، والتي تنؤ بعذاب ومحن الحروب. ولاحظ القاص "محمد خضير" إن الشخصيات النسائية في الرواية مُعرفة بالأسماء وإنها ضحية الحرب، والشخصيات الرجالية مبهمة الأسماء مع إنهم عادةً مَنْ يُشعل الحروب، ولعل السامر في ذلك أراد أن يكشف بالأسماء أوضاع الضحايا من النساء وعذابهن ، وقد عمد السامر لمحو أسماء الرجال مع قوة سلطتهم الذكورية القاسية تجاه النساء . والرواية تؤكد على رمزية أشياء المدينة التي أكلت الحرب من حياتها وحياة سكانها ، وذهب السامر في"عدن الخاوية" لرسم ملامح المدينة وخصوصيتها وتفردها دون بقية المدن العراقية ،والمدينة لم تسمَ باسمها المعروف ، وقد وضع القاص السامر اسما رمزيا لها هو" عدن" والحق به"الخاوية" ،مع انه نقل جغرافية المدينة بوضوح من خلال أسماء الشوارع والمحلات المعلومة للقارئ، و أسبغ على شخصيات الرواية كثيراً من الأوصاف الحية . والرواية تحفل وتضج بالأصوات العالية كأزيز الطلقات ودويّ المدافع والراجمات ، ومقابل رسائل الفناء هذه، ثمة أصوات مهموسة في النسيج السردي للرواية، منها أصوات الطيور وحفيف الأشجار، وغنج وغزل وجمال النساء وإسرارهن وخصوصياتهن. كما عمد السامر على إسباغ الجمادات صفات الأحياء ،من خلال منحها لوناً وصوتاً ، والحوادث تجري في الرواية في جو صامتٍ ساكنٍ اصفر ومُغبَر، وحوادثها تقع في يوم واحد ، وزمنها الروائي محدد بالساعة السادسة عصراً. وأضاف القاص "خضير":الفصل الافتتاحي في الرواية يبدأ بلوحة"مذبحة ساقز" للفنان ديلاكروا" وهذا الفصل مهم كونه تمهيدا للرواية ، والهدف منه تنشيط فعالية إيقاع التلقي لدى القارئ لتقبل الرواية، ولعل البعض يعتقد انه منفصل عن الرواية، لكنه فصل لابد منه كمفتتح لسبر أغوار" عدن الخاوية"، والغرض منه ضبط إيقاع السرد الروائي. والرواية بكليتها تتنفس من الفصل الأول ، مع إن كل فصل يعيش متنفساً لوحده ، وفي الفصل الأخير تبدأ الفصول بالتنفس ًبوحدة سردية فنية جامعة. وأشار القاص "خضير" إلى أن عنوان الرواية يحيل ،لأول وهلة ، إلى مجموعة القاص فهد الأسدي" عدن مضاع" ولعله ارتباط قدري بين الرواية والمجموعة . وأضاف نلاحظ في " عدن خاوية" افتقاد المدينة إلى المستقبل ،مع إنها مدينة الأحلام والآمال والثراء المادي والروحي، لكنها مضيعة قهراً . ورواية "السامر" رواية حرب لكنها تفترق عن كل ما كتب عراقيا عن تلك الحرب ، لأنها تتميز بجرأة خاصة بـ"السامر" وحده. ثم قدم الناقد "بنيان صالح" ورقة بعنوان "عدن الخاوية- القيام من الجحيم" وقد قسمها إلى أقسام عدة هي/حطام..حطام /سيدات فاعلات/ إرادة الموت أم إرادة الحياة/ زحل الحلم/ وكتابة عراقية. وذكر الناقد بنيان إن الرواية تتحدث عن الدمار الذي تسببه الحروب من خلال توصيف الإحداث والأجواء، وفيها سيدات منتهكات وخمسة رجال لاعبون ، وميزتها إنها تقرأ الحس العراقي المُخرب بفعل الحروب المتعاقبة. وقدم المسرحي عزيز الساعدي ورقة بعنوان" عدن الخاوية.. رواية مكان وتاريخ مدينة" ذكر فيها نزوع السرد نحو القسوة وإحساس الروح بالاغتراب، بفعل مخلفات ووقائع الحروب وانعكاسها على القيم والتسلكات ، والرواية مملؤة بالصور البانورامية ، وفيها يصبح الواقع خيالاً والخيال واقعاً. وقدم الشاعر عبد السادة البصري ورقة بعنوان " عدن الخاوية.. روايتنا جميعا" أكد فيها بأن السامر تلمس أعماقنا عبر ذاكرته اليقظة تجاه نار حرب السنوات الثمان، والتي عصفت بالعراق والبصرة بالذات التي رمزها "عدن" الأحلام لكنها "الخاوية" في الواقع المنظور. وتخلل الجلسة تعقيبات ساهم فيها الأستاذ محمود عبد الوهاب الذي أشار إلى أن رواية "عدن الخاوية" تمثل مغايرة متقدمة في البناء الفني للقاص والروائي فاروق السامر. وأضاف إن ما قُدم من أوراق حولها كُرس حول المضمون و شارحة للإحداث من دون أن تتناول تقنية الراوية، فالمضمون وحده ليس كافياً لدراسة الرواية على أهميته، ما لم تكن التقنية هي المنظمة للشكل، باعتبار المضمون وحده تجربة الكاتب ولكن المضمون والشكل في تداخلهما تعنيان التقنية فناً ، ومن هنا يصح أن تُقيّم الرواية في نمطها بناء فنياً. وساهم في المداخلات الشاعر كاظم الحجاج والناقد خالد خضير الصالحي والكاتب عدنان علي شجر والشاعر احمد جاسم محمد والشاعر جمال الهاشمي والفنان والشاعر كفاح الأمين. وتحدث القاص " السامر" موجهاً الشكر للجميع ثم خص بعض زملائه من الأدباء الذين اطلعوا على الرواية مخطوطة، وأبدو ملاحظاتهم حولها، موضحاً انه اخذ بعضها. وذكر السامر: انه سعى في روايته اعتماد" الواقعية التركيبية" ملتقطاً الإحداث والأشياء في زمن الحرب و بطريقة قاسية، كالحرب ذاتها ، وانه رغب بهذه الطريقة في السرد إثارة مخيلة القارئ ، وانه نظم المادة الخام في روايته معتمدا على الحوار المسرحي واللقطات السينمائية وتتابعها، واعتماد الألوان التشكيلية سرديا ، وان فضاء الرواية ، الحرب والغدر والخيانة والتعذيب والعذابات، والألم والقهر والاندحار و الموت غيلةً. وأضاف السامر إن بعض الزملاء تساءل عن "الواقعية التركيبية" فأنا أسعى فيها إلى انتقاء جوهر الأشياء والأحداث المنظورة والمخفية في الواقع ،واعمل على محاولة إعادة تركيبها بشكل متجاور، عبر خيوط فنية، مربوطة بنسيج سردي واحد، وأن أول من وصف أعمالي القصصية بهذا الشكل هو الشاعر"احمد عبد المعطي حجازي" خلال تقيمه لقصة لي فازت عام 1990 بإحدى الجوائز الخمس التي خصصتها مجلة( اليوم السابع) التي كانت تصدر في باريس للقصة القصيرة في العالم العربي. ثم أجاب على تساؤلات بعض الحاضرين والتي تخص روايته "عدن الخاوية". وساهم الأستاذ "محمد خضير" في التعليق على مصطلح" الواقعية التركيبية" متسائلاً كيف يمكن أن نجترح نقدياً مفهوماً مكوناً من جزأين هما "الواقعية" و"التركيب"!؟. وعلق السامر بأنه أوضح ذلك، ولا يلزم أحداً من الكتاب به. وسبق للقاص فاروق السامر أن فاز بجائزة الملتقى الثقافي العراقي للقصة القصيرة/بغداد/ عام 2005 ، وله ثلاث روايات معدة للطبع إضافة لمجموعة قصصية قصيرة، وأصدر" المرايا الدامية" سيناريو فيلم سينمائي و"خمار دزديمونه"- مجموعة قصص قصيرة. وولد في البصرة عام 1947 .
 

free web counter