|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  15  / 5 / 2015                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

أحداث الاعظمية قدمت خدمة كبيرة الى داعش

جمعة عبدالله 

هكذا ترنح الوضع السياسي الهش , القابل الى الانهيار في اية هزة سياسية , وفي اية لحظة , طالما ظل الصراع العنيف على المناصب , والمطامع السياسية الجشعة , والمحاولات الخبيثة والخسيسة في ابتلاع منصب رئيس الوزراء واسقاطه , من الاطراف السياسية داخل التحالف الوطني الشيعي المفكك والمهزوز , ان هذه المحاولات المحمومة , عبرت بشكل علني , بان طموحها ومساعيها تصب في احياء الولاية الثالثة , لهذا جمعت مخالبها السياسية وفتحت النار على كل المحاور , في افشال الوضع السياسي المهزوز وافشال العبادي , بسحب البساط من اقدامه , وذلك بخلق الفوضى والبلبلة واشعال الفتن الطائفية , وما الاعمال التخريب واعمال الحرق , التي حدثت في مدينة الاعظمية , وما هو إلا بروفة صغيرة لحرق الاخضر واليابس , وتعميق جراح اللحمة الوطنية الهش , وتعميق الشرخ الطائفي نحو الانفصال الكامل , وخاصة وان الشحن الطائفي في اعلى مراحله الخطيرة .

لذلك استغلوا الفرصة السانحة , في اشعال الحريق الطائفي , وعودة ايام الرعب والموت بالحرب الطائفية التي حدثت في عامي 2006 و 2008 , التي حرقت الحرث والنسل , في تجنيد المندسين والمخربين والخارجين على القانون , وليس ببعيد تدخل اصابع داعشية - بعثية , تحت لافتة شيعية , ومن اطراف معروفة بعداءها ورفضها العبادي , وعبرت عنه صراحة امام وسائل الاعلام بانها لاتعترف بقيادة العبادي , وتوصمه بشتى النعوت البذيئة , وهم يحلمون من خلال الفوضى واالتخريب والشحن الطائفي المقيت , بان يخلق ارضية صالحة ومفيدة لعودة الولاية الثالثة , ان هذه الاعمال التخريبية في العبث في ممتلكات المواطنين وتعريض حياة اهل المنطقة المجاورة لمبنى الوقف السني للخطر , جاء على خلفية الصراع الشيعي - الشيعي على المناصب ومراكز النفوذ , واستغلوا الزيارة الشريفة للامام موسى الكاظم (ع) في بث اشاعة مقصودة الهدف والغاية , مما ادى الى حالة الهيجان القصوى بين الزوار , وهم يستعيدون الذكرى الاليمة والكبرى بفاجعة جسر الائمة , التي راح ضحيته اكثر من الف من الزوار غرقاً , ان هولاء اصحاب اشعال الفتن الطائفية , احدثوا خراباً كبيراً في الوضع الامني الذي هدد بالانفجار الكبير العارم , ولكن يجب ان يقال الصدق , بان لولا حكمة وتعقل من جانب الحكومة ومبادرة رئيس الوزراء والموقف المشرف من رجال الدين في الوقف السني , في الاسراع في اطفاء نار الفتنة , قبل ان تخرج الامور عن السيطرة وتستفحل بالحريق الكبير الذي لا تحمد عقباه , لكانت بغداد اليوم تعيش في حالة حرب طائفية وخيمة العواقب , بالخراب والحرائق واشلاء القتلاء في الشوارع .

ان زيارة رئيس الوزراء السريعة , والتعهد بالقصاص الصارم , والتعامل بكل حزم من اية محاولة زعزعة امن المواطن , والحفاظ على امن وممتلكاتهم , بالمحاسبة والعقاب الصارم لكل الخارجين على القانون , هؤلاء الذين اشعلوا نار الفتنة , يجب الضرب بيد من حديد , من المندسين والمخربين المأجورين , ويجب نزع الغطاء السياسي عنهم , وعن الجهات السياسية التي جندتهم وتقف خلفهم وتحرضهم على الفوضى والتخريب , يجب فضحها مهما كان شأنها السياسي , انها محاول لتدنيس قيم الزيارة المباركة للامام الكاظم (ع) .

آن الآوان وضع حد للمليشيات المسلحة الطائفية , التي تمزق هيبة الدولة والحكومة , في تواجدها في الشوارع , الذي يثير الفزع والرعب في نفوس المواطنين . آن الاوان نزع الاقنعة المزيفة , ونزع ورق التوت عن هذه الاطراف السياسية التي تعمل على تخريب العراق وانهيار الوضع السياسي , في سبيل عودة الولاية الثالثة ومختار العصر , الذي دمر العراق , وسلم ثلثه الى عصابات داعش , وفتح مغارة علي بابا, يجب قتل الافعى في مهدها .

آن الاوان انهاء الصراع العنيف على الكراسي ومراكز النفوذ , داخل التحالف الوطني الشيعي المنهوك والمهزوز والمتشرذم والمصاب بالشلل السياسي الكامل , يجب ان يخرج التحالف الوطني من غفوته وسباته , ويتخذ موقف سياسي واضح وصريح من محاولات زعزعة استقرار البلاد , , وان لا يختصر على بدعة الادانة والاستنكار , التي لا تشبع جائع ولا تقنع طفل صغير , يجب اتخاذ مواقف صريحة ضد الجهات السياسية المنضوية تحت لواءه ويقلم اظافره , ويجبرها على التوقف عن المزايدات السياسية الرخيصة والدنئية والخسيسة , وان يوقف ماكنتها الاعلامية في بث الاكاذيب والشائعات والتحريض الطائفي , وهم يقدمون خدماتهم الكبيرة تحت تصرف عصابات داعش , وان اعلام داعش اعتكز على هذه الجهات السياسية المعروفة بانها تطمح الى اسقاط العبادي , بهذه الطرق الجبانة والدنيئة , يجب ان يشعروا بالعار والشنار , بأنهم اصبحوا اخطر من داعش في التخريب والارهاب واشعال الفتن الطائفية , وينبغي على السيد العبادي ان يكون جريئاً وينزع ثوب التردد والخمول والتهاون , ويصدر الاجراءات الرادعة والصارمة والقاسية .

ولا يمكن التلاعب بعواطف الشباب بالشعارات الطائفية المقيتة , لذا لايمكن التستر على المخربين والمندسين والطارئين , يجب ان ينالوا العقاب الصارم والحاسم والسريع , وإلا فانهم لن يتوقفوا عن محاولاتهم الخبيثة , واستغلال ضعف الحكومة , للقيام بمحاولات تخريبة اكبر واكثر فداحة وخراباً . ولا يمكن للعراق ان يكون ضحية المزايدات السياسية الرخيصة , من اية جهة سياسية كانت ومهما كان مقامها السياسي في الحكومة والبرلمان
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter