|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  17 / 11 / 2016                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الحشد الشعبي يترك العراق ويذهب لتحرير سوريا !!

جمعة عبدالله
(موقع الناس)

انبثق الحشد الشعبي من فتوى الجهاد الكفائي , التي اطلقها السيد السيستاني , بهدف محاربة داعش الارهابي , والدفاع عن حياض الوطن والذود عنه , بعد ما وقع تحت رحمة تنظيم داعش الوحشي , الذي عاث خراباً ودماراً في العراق , بسبب انشغال القادة السياسيين , بالتنافس الشديد والصادم , في حمى الغنائم والفرهود , والعراك على المناصب وسرقة المال العام , وتركوا شؤون العراق بيد حفنة من الفاسدين , معظمهم خريجي المدرسة والثقافة والعقلية البعثية الفاشية المدمرة , ولهم علاقات حميمة وصميمية مع تنظيم داعش الارهابي , لانهم نفس المدرسة والانتماء عقلاً وروحا وقالباً , الى العقلية النازية الوحشية المدمرة , لذلك عملوا بكل جهد ونشاط على تقوية نفوذ داعش الارهابي , حتى اصبح بدور المؤهل للتهديد بالويل والثبور , وحتى في التهديد باحتلال بغداد وتحويلها الى انهار من الدماء , بهذا الظرف الخطير والحساس والعصيب , جاءت الفتوى الكفائية , وهي موجهة الى كل الطوائف العراقية , دون استثناء , وليس موجهة الى طائفة واحدة . بهذا النداء الوطني تطوع الاف من المواطنين وبالزخم الكبير , بالدفاع عن بغداد والمناطق الاخرى , التي احتلها تنظيم داعش الارهابي , وعاث خراباً ودماراً , واوصت المرجعية الدينية بالالتزام بقيادة الحشد الشعبي , مرتبطة بالحكومة ورئيس الوزراء والبرلمان , باعتبار رئيس الوزراء القائد العام الفعلي للحشد الشعبي , دون اشخاص اخرين طارئين , هذه كانت فحوى فتوى الجهاد , حتى لا يسجل الحشد الشعبي, بأسم اي سياسي او تيار او حزب , يستحوذ عليه , ويحرفه عن اهدافه المعلنة , نحو الكسب السياسي الرخيص لهذا الزعيم او ذاك , او اقحامه في زيادة الاحتقان الطائفي او الصرعات والازمات السياسية , او استخدامه منصة للنفوذ والصعود بأسم الحشد الشعبي , ولكن القادة السياسيين الفاسدين والفاشلين , قلبوا هذه المعادلة , وراح كل واحد منهم يصرح بأسم الحشد الشعبي , او يدعي قيادة الحشد الشعبي , لانهم خسروا كل وزنهم السياسي واحترقت كل اوراقهم , واحترقت ادوارهم السياسية , لذلك يحاولون القفز على الواقع , لكي يعيدوا اوراقهم محترقة ودورهم الفاشل في قيادة العراق من جديد , لتحويل هذه الخسائر , الى عملية نفاق رابحة , تعيدهم الى الادوار الاولى في قيادة العراق من جديد , وهذه المرة من باب قيادة الحشد الشعبي , وبكل صلافة واستهتار على مضمون فتوى السيستاني , يزعمون بأنهم هم من اسسوا الحشد الشعبي , قبل الفتوى الجهادية , وبأنهم هم من دعوا الى التعبئة والتجنيد , وليس الفتوى الجهادية , لذا من حقهم قيادة الحشد الشعبي والتصريح بأسمه . هذا الاستخفاف بعقول الشعب والمرجعية , يشكل غطرسة وعنجهية خطيرة , ستكون وبالاً وشراً على العراق , وهي في مغزاها تمدد زمن الحريق والخراب , وليس المساعدة على اطفاءه بانهاء معضلة داعش المجرم , ان تصريح المالكي الى موقع ( الايلاف ) يشكل بادرة خطيرة في حرف اهداف الحشد الشعبي , نحو مليشيا تابعة لقائد سياسي , وليس الحشد الشعبي مرتبط برئيس الوزراء , كما جاء في وصية الفتوى . فقد قال المالكني بصريح العبارة ( أنا من اسس الحشد الشعبي في العراق , وفكرتي عن تأسيس الحشد الشعبي , موجودة منذ عام 2014 ) ويضيف ( وأنا قمت بزج الحشد الشعبي وطالبت بالتعبئة , وبعد ذلك صدرت فتوى المرجعية ) بهذا الاستهتار بالمرجعية الدينية وبالسيستاني , يدعي البطولة المزيفة , بأنه القائد والمؤسس والحاشد الى التعبئة , هو المنقذ الوحيد للعراق , كأن ذاكرة الشعب ضعيفة , نست تماماً عهده الكارثي الذي حطم العراق , وسلم اربع محافظات الى تنظيم داعش الارهابي , ليس بخسارة في الحرب , وانما بعملية الاستلام والتسليم , دون ان تعلو ذرة واحدة من غبار المعارك , وصلصة الرصاص والنار , بهذه المهزلة الكوميدية , يكون النفاق السياسي , من اجل المزايدات الرخيصة , والعنتريات الفارغة , والكسب السياسي المزيف . ان عملية الاستحواذ على قيادة الحشد الشعبي , تجري بكل خسة ودناءة , من اجل تشويه سمعته , حتى يتمرغ بالمستنقع الاسن , بأن يكون مليشيات مسلحة طائفية , تابعة لهذا السياسي او ذاك , ممن اثبتوا الفشل في الخيانة والفساد المالي . بهذا يتجاهلون عن عمد وقصد , فحوى الفتوى الجهادية , وزخم التطوع الكبير , وسقوط منهم شهداء ابرار , ضحوا بدماءهم الزكية من اجل تراب الوطن , وليس من اجل السياسيين , الذين اثبتوا عفونتهم اكثر من عفونة حاويات القمامة والازبال , ولا يمكن ان يكون الحشد الشعبي سلم لصعود حيتان الفساد , والقادة الفاشلين , الذين يجندون انفسهم كخونة وعملاء لبلدان الجوار بشكل مشين وعار , او يحاولون بنفاقهم بالاستهزاء بالرجولة والشهامة العراقية , بأن يصورون للاعلام والشارع , بان الانتصارات الحشد الشعبي , بسبب قائده الفعلي في الميدان ( قاسم سليماني ) كأن الامهات العراقيات عقرت بانجاب رجال صناديد , ولا يمكن اقحام قوات الحشد الشعبي , في الصراعات العربية , والحروب الداخلية , او زجه في الحروب الطائفية مشتعلة هنا وهناك , مثلاً الدفاع عن النظام الدكتاتوري الفاشي في سوريا ( بشار الاسد ) , ومهزلة التقييم العوراء والعرجاء بالضحالة المعايير عند هؤلاء السياسيين الذين اصبحوا نقمة وبلاء على الشعب , لهم معاييرهم الخبيثة التقييم , بين البعث العراقي , والبعث السوري , رغم انهما من نفس الطينة الوحشية والفاشية المدمرة لشعوبهم . ان تصريح هادي العامري ,بأرسال قوات الحشد الشعبي الى سوريا , دعو خطيرة , لانها تفتح صندوق باندورا على مصرعه في اقحامه في معارك تصب الزيت على النار في العراق , وتجعل العراق في عين العاصفة المدمرة , وهذا مخالف بشكل صريح , لمضمون نداء المرجعية , بأن تكون مهام الحشد الشعبي في داخل العراق فقط وليس ارساله الى خارج العراق , ويكون بقيادة وامر رئيس الوزراء , هو القائد الفعلي وكذلك بقرار من الحكومة والبرلمان , وليس بامر فلان وعلتان وشعيط ومعيط وجرار الخيط ............. والله يستر العراق من الجايات

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter