|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  24 / 11 / 2015                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

منْ المستفيد من اشعال نار الفتنة بين الشيعة والاكراد ؟

جمعة عبدالله
(موقع الناس)

اتسمت العلاقة التاريخية على مر العصور والعهود , بروابط متينة وصلبة , لا يمكن تصدعها وتزعزعها , مهما حاول الحكام الطغاة تقويضها بالاساليب الارهابية والوحشية , لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل الذريع , والدليل على ذلك ممارسات النظام الدكتاتوري البغيض , في دق اسفين في هذه العلاقة التاريخية وتخريبها , بزرع بذور الشوفينية والعداء والحقد الاعمي , وفي الدس الرخيص والتضليل وتزييف الحقائق بالاكاذيب والمكر , من اجل التطبيل لثقافته الارهابية في شق وحدة الشعب , وزرع الخلاف والتأزم والعداء . فقد نالت الشيعة العذاب والهوان والمحن , من امتلاء السجون وممارسة التعذيب الوحشي , وحرب الابادة في زجهم في حروبه المجنونة والرعناء والطائشة , الى الاعدامات بالجملة , الى المقابر الجماعية . اما ممارساته الوحشية ضد الاكراد , فقد اتسمت بالسلوك النازي الشوفيني العنصري , من سياسة الارض المحروقة , الى تدمير وتخريب الآف القرى والقصبات , الى الحملات الدموية بالجملة , الى حرب الانفال التي طالت اكثر من 180 ألف ضحية بريئة , الى سياسة التهجير والابادة الجماعية . الى سياسة الدس والتحريف والتضليل , بهدف خلق عداء متجذر بين الشيعة والاكراد , لكن حدث العكس , بأن العلاقة تجذرت وتوثقت اكثر من اي وقت مضى , واصبحت ارض كردستان تحتضن المعارضة العراقية ومن ضمنها الاحزاب الشيعة , من اجل الحفاظ على هذه العلاقة التاريخية بين ابناء الوطن الواحد . وبعد مجيء العهد الجديد , استمرت هذه العلاقة في المشاركة في الحكم وادارة شؤون العراق وتوثيقها بالدستور الجديد . رغم ان محاولات التخريب لم تهدأ ولم تتوقف , بل اتخذت منحى اخر في التقويض والتحريض , بخلق ازمات ومشاكل وعقبات وعراقيل , في محاولات تصدع هذه العلاقة التاريخية , وزادت وتيرة التخريب اكثر في عهد المالكي الكارثي , في المحاولات الحيثيثة الى دفعها الى التأزم والاحتراب , وحتى وصلت الى حد الصدام المسلح الوشيك , لكن مساعي الاحزاب الشيعية الاخرى , نجحت في افشال محاولة المالكي , في حل الخلافات بالطرق العسكرية والاحتراب والفرقة , في دفعها الى اتون الحرب بين الشيعة والاكراد , وقد فشلت هذه المحاولات ولم تجد احداً من يغرد مع المالكي , إلا نفسه وبطانته وحبربشيته المحيطة به .

وبعد انتخاب العبادي الى منصب رئيس الوزراء , تعود من جديد هذه المحاولات التخريبية في اشعال نار الفتنة , كمخطط متكامل في افشال العبادي ووضع العراقيل واحداث فوضى تخريبية , وقد زادت وتيرتها بشكل خطير اكثر من السابق , في افتعال محاولات تخريبية , وخاصة بعد تحرير سنجار واحداث طوزخرماتو , بحرق العلم الوطني العراقي , وعلم اقليم كردستان . رغم ان هذه الافعال الصبيانية مدانة وهجينة ومستنكرة من اي طرف كان , وانها تصب في احداث الشقاق والتفرقة والتشنج , وبالتالي قيادتها الى الاحتراب والعنف وهو الهدف المطلوب , يجب ادانة هذه الاعمال الخسيسة والتخريبية بحرق الاعلام , ويجب تضيق الخناق عليها , ومحاسبة ومعاقبة مرتكبيها من المندسين والمخربين والمأجورين من اية جهة كانت , ويجب تطويق هذه الاعمال التخريبية وايقافها , وتنقية الاجواء بالتأكيد على اللحمة الوطنية , ونزع فتيل النار بالحوار والتفاهم الذي يخدم الوحدة العراقية بين ابناءه الوطن الواحد , لذا يأتي تصريح المالكي الاخير , ليصب الزيت على النار ، بقوله ( لو كنت في السلطة لاقتحمت الاقليم ) , لذا يتطلب من القوى السياسية وخاصة الاحزاب الشيعية , ادانة واستنكار هذه المواقف الصبيانية العدائية , والتأكيد على وحدة ابناء الوطن الواحد , وفضح مروجيها , وافشال مخططاتهم المدروسة , في العزف على انغام اخذ الثأر والانتقام واشعال الحرب بين الشيعة والاكراد . والهدف والغاية في تسميم هذه الاجواء , هي صرف الانظار عن الفساد الفاسدين , من ان تتصدع عروشهم وامبراطورياتهم المالية من السحت الحرام , وبسرقة خيرات وثروات الشعب , واخر ما كشف عن فضائح الفساد الكبرى , اختفاء 10 مليارات دولار برمشة عين او بالعصاء السحرية , وكذلك المخطط المدروس من هؤلاء حيتان الفساد , هو التخلي كلياً عن الاصلاح , ليظل الشعب يدفع فاتورة افلاس خزينة الدولة , وليس الفاسدين الذين نهبوا البلاد والعباد , حتى السكوت بعدم المطالبة برجوع الاموال المسروقة وسراقها الهاربين بالمليارات الدولارية , وهم يتنعموا بالجنة والنعيم خارج العراق , بينما المواطن العراقي المنكوب بهذه حثالات القمامة والازبال , يواجه الجحيم , ان هدفهم تقويض المجابهة مع تنظيم داعش المجرم , وتصب هذه التخرصات الخطيرة بحرق الاعلام , في تقوية وزيادة نفوذ داعش الارهابي وهو المستفيد الاول والاخير , ان كل مكونات الشعب وخاصة الاحزاب الشيعية , مدعوة الى لجم وقمع واخماد من يحاول ان يشعل نار الفتنة والفرقة من اية جهة كانت , ولجم الرؤوس الناشفة والمتشددة والخطيرة في اجهاض العلاقة التاريخية بين الشيعة والاكراد  .
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter