|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  30 / 9 / 2016                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

المالكي يموت وعينه على الكرسي

جمعة عبدالله
(موقع الناس)


التطاحن والتنابز والتنافس , على المناصب والنفوذ والمال الحرام , السمة البارزة لعمل الاحزاب والكتل النيابية المتنفذة , بأن تلعب على حبل المزايدات الرخيصة , في حمى الاسقاط والابتزاز السياسي في السيرك التهريجي المبتذل بالاستفزاز , حتى على حساب الشعب , ان يتجرع كأس المرارة من صراعهم الحاد على الكعكة العراقية . ولم يعيروا اية اهمية , الى الحوار والتشاور البناء , لحل المشاكل والمعضلات الجمة ,والعلاقات المتدهورة بين الاطراف السياسية , كأنهم في حلبة الثيران , يلهثون بالتشنج والاستفزاز والابتزاز والمقايضة المالية , دون عناية الى التخطيط السياسي ذو رؤية ومعالجة مسؤولة تهتم بمصالح العراق وتحفظ امنه واستقراره , فهم حالة دائمة ومستمرة من التنافر والخلاف الناشب وانعدام الثقة , كما هو الحال , بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان وحكومته , مما افقدوا اهمية الثقة والحوار البناء بين الطرفين .

وفي ظل الظروف والتحديات الجديدة الحالية , تكتسب زيارة ( مسعود البارزاني ) اهمية ايجابية بالغة , في تنقية الاجواء المشحونة بالتوتر وانعدام الثقة , والعمل على رسم رؤية مستقبلية , وتحديد المهمات والاوليات بين الطرفين , ورسم ستراتيجية مستقبلية واضحة المعالم , بعد تحرير الموصل من داعش , وطرده من الاراضي العراقية نهائياً , بتقارب وجهات النظر , وتحديد هوية الموصل بعد معركة التحرير , للتحضير التام لمعركة التحرير , ان معركة تحرير الموصل من تنظيم داعش الارهابي , ليس معركة سهلة , بل تتطلب تظافر الجهود وتحشيد الطاقات , وتجنيد الامكانيات , وتحديد المهمات بعد المرحلة ما بعد داعش , حتى يخرج الكل منتصراً ورابحاً من معركة التحرير , لانها ستساهم في تقويم الاستقرار في العراق , وكذلك تسجل حكومة العبادي نقطة كبيرة لصالحها . وهذا بالضبط يقف حائلاً امام اطماع ( نوري المالكي ) في الطموح المجنون بالعودة الى الكرسي والولاية الثالثة مجدداً . ولا يمكن ان تأتي بالاستقرار السياسي , ومزاولة اهمية الحوار والتشاور البناء , بين كل الاطراف السياسية , بما فيها العلاقة بين المركز واقليم كردستان .

ان ( نوري المالكي ) يحرث في الفوضى والاضطراب السياسي , يزرع بذوره في التشنج ولغة العنف والتصعيد بالتوتر الى حد الا حتقان الخطير , من اجل افشال واسقاط حكومة العبادي , يعمل على الانهيار الوضع الامني , من خلال عدد من المليشيات التابعة له وتعمل تحت وصايته , في خلق اجواء سياسية مضطربة ومشحونة بالتوتر بين الشركاء السياسيين , بما يملك تأثير سياسي كبير في الحكومة والبرلمان , يحاول بكل وسيلة وجهد , تعطيل الحكومة وافشال العبادي نهائياً , حتى يحضر الظروف الملائمة لعودة الولاية الثالثة , حتى بأستخدام التشنج والاستفزاز السياسي , في الرهان على التسقيط والا بتزاز السياسي . طالما العملية السياسية , تسير في طريق اعوج ومنحرف , تفتقر الى الرؤية الواضحة في معالمها السياسية , تفتقر الى العمل الديموقراطي واسلوب التعامل البناء والمتحضر , تفتقر الى معالم البناء والاصلاح والمسؤولية تجاه الوطن والشعب . وطالما العملية السياسية يتحكم بها الفساد والفاسدين وهي في طوع ايديهم , سواء كانوا في الجنوب او في الشمال . وكل طرف سياسي متنفذ دون استثناء , ينحرف الى التنافر والتنافس من اجل الحصول على المال والكعكة العراقية , التي تدر ذهباً ودولاراً , ليس الى الشعب المظلوم , وانما الى جيوبهم وارصدتهم المالية , حتى على حساب الدماء العراقية الرخيصة , لهذا لا يوجد حزب متنفذ سواء في الجنوب اوفي الشمال , نزيه يتطلع الى المسؤولية والواجب الوطني , الذي اصبح في خانة الاهمال والنسيان , كلهم يلعب بهم الفساد والفاسدين .

ونوري المالكي يمثل انموذج سيء لاسوأ زعيم سياسي متعجرف بشكل اهوج , يفتقر الى الرصانة والرؤية السياسية , التي تعالج المشاكل والمعضلات بالحكمة والعقل البصير , وليس في نهج الاستفزاز الاهوج , الذي يصب الزيت على النار , بالتصعيد والتوتر الخطير . انه اهلك العراق في سنوات حكمه الكارثي ,بالخراب والمجازر , والنهب الشرس لخزينة الدولة , وقد تجرع العراق المرارة وسفكت انهار الدماء النازفة , من اجل التشبث بالكرسي , رغم هذا الخراب الشامل , فأنه لم يتنازل عن طموحه واطماعه الجشعة , قيد انملة , في العودة الى الولاية الثالثة , حتى , يهدم بما بقى من العراق , واستمرار تنظيم داعش ينحر المواطنين كالخرفان . لهذا استهجنت الاطراف السياسية المتنفذة , بمطالبته , باعتقال ( مسعود البارزاني ) عند وصوله الى بغداد , بالتهم . التخابر مع الاجنبي , تهريب ثروات العراق , والتعامل مع الانظمة الاجنبية , وهذه التهم التي ترتقي الى جرائم الخيانة الوطنية , تنطبق حرفياً على افعال المالكي وما ارتبكه من جرائم بحق العراق . انه طاعون ينخر العراق كما هو الحال في بقية شلة الحرامية من كل الاطراف السياسية المتنفذة , التي تعج بالفساد والفاسدين  .
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter