| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جاسم الحلفي

 

 

 

 

الخميس 10 /5/ 2007

 


 

اشارة أمل!


جاسم الحلفي

ما أن انتهى المؤتمر الصحفي الذي تلي فيه البيان الختامي لمؤتمر شرم الشيخ حتى صرح احد المسؤلين بان مؤتمرا اخر سيعقد في القاهرة، هدفه المصالحة في العراق.! وكأن هدف مؤتمر شرم الشيخ هو غير ذلك، وكأن ليس من صلب مهمات المؤتمر تنفيذ القرارت والتوصيات التي لخصها البيان الختامي، وما حمل من امل واماني وطموحات ووعود، وإن سمعناها في المؤتمرات السابقة وبصياغات مشابه.
واعتبر عدد من المحلللين ان ذلك اشارة سلبية، غير مشجعة، تولد الاحباط واليأس وتشيع التشاؤم. من جانبي تمنيتها زلة لسان لا أكثر ولا أقل.

ان نجاح اي مؤتمر لا يقاس بالتشخيص الدقيق للواقع ولا بالتحليل المتماسك للأوضاع ولا بالصياغة الصحيحة للقرارت، على اهمية ذلك، وانما يقاس بالنتائج المباشرة التي تتحقق.
وبالتالي فأن العمل الصحيح والوحيد، الذي ينبغي تحقيقة بعد انفضاض المؤتمر هو البدأ فورا بتنفيذ القرارات والتوصيات، وتحويها الى واقع ملموس بدون تأجيل، أومماطلة وتسويف، فهذا ما ينتظره العراقيين، كي يبعث الامل في نفوسهم ، ويبني ارضية مشجعة تسهل من ايجاد مخرج وحلول للوضع المعقد والمتشابك الذي نعيش فيه.

فلو تأملنا لبرهة سؤلا محددا هو: ماذا يمكن ان يقدمه اي مؤتمر اخر جديد غير ما تم طرحة في المؤتمرات السابقة؟ لتوصلنا الى أن أي مؤتمر اخر لن يأتي بجديد سوى حديث مكرر عن دعم العملية السياسية، وجدولة انسحاب قوات الاحتلال، والمصالحة الوطنة، وسياسات اجتثاث البعث، والتعديلات الدستورية، والثروات وتوزيعها، والفدرالية ومشكلة الحكم، والطائفية السياسية، والمليشيات، والمقاومة والارهاب.

إن ما يحتاجه شعبنا اليوم هو خطوات عملية يتحسسها المواطن العراقي بعد ان فهم ان الدماء العزيزة تراق بسبب الصراع، نعم الصراع الذي يتركز على شكل ومحتوى نظام الحكم الجديد، هذا من جانب، ومن جانب اخر على السلطة والنفوذ والامتيازات.واطماع المحتل، واجندة الدول الاقليمية.
فهنالك من يتقاتل على سلطة فقدها عسى ان تعود اليه، ويستخدم من من اجل ذلك كل الاسلحها واشدها فتكا، بل كل الوسائل واقذرها، وذلك الذي يحلم بان يحكمنا حسب طريقة طالبان المتخلفة، يكفرنا كوننا نجمع الخيار والطماطم في صحن واحد! ويمنعنا من الجلوس على الكراسي، وينهي بناتنا عن التعليم، ويمنع نساءنا من العمل، ويقتل الحلاقين، ويفخخ عمال البناء، ويفجر المخابز، ويغلق المدارس، ويحاصر الكنائس، ويحكم باطالة اللحية وتقصير الجلباب، كما هي تعليمات مجرمي ما يسمى بدولة العراق الاسلامية وإجتهاداتهم المتحجرة.

اما من تمسكوا في السلطة وتشبثوا بها، وحدهم دون شراكة حقيقة مع باقي القوى، فعليهم ان يعرفوا ان العراق لكل العراقيين، والعراق لا يمكن ان يحكم بهذه الطريقة التي ولى زمانها، عليهم في هذا الوقت بالذات تقديم مبادرات وتنازلات حقيقية، باعتبارهم الاكثرية، والاكثرية تتحمل المسؤلية الكبرى عن ما يجري، وعليها إتباع نهج عادل مقبول من الآخرين. وبهذه الطريقة يمكن ان تتوفر ارضية صالحة لفتح كوة امل حقيقي، غير مصطنع، يشيع التفاؤل المطلوب في عيون العراقيين الذين ابتلوا بالارهاب والمليشيات والاحتلال وعدم الاستقرار وفقدان الامن.

العبرة ليست بعقد المؤتمرات والاكثار منها، بل بالتطبيق الخلاق للقرارت، وفق سياسة صادقة تهدف لاخرج البلد من هذا المأزق الذي يعيشه. وليس هناك كثيرا من الوقت امام الحكومة كي تتلكأ في تنفيذ توصيات وقرارت المؤتمر، عليها ان تحترم التزاماتها وتعهداتها، وتبدأ باجرارات عملية لتفعيل سياسة المصالحة. وتعمل من اجل درء الفتن الطائفية، ومحاربة الارهاب بقوة، ومن اجل تأمين السلم الاجتماعي وتحقيق الامن والاستقرار للعراق.
لكل ذلك لا نتظر موعدا اخر لمؤتمر جديد، وانما نتطلع الى مبادرات ملموسة، وشجاعة وجدية.
سيدتي الحكومة ...... هل هناك اشارة امل؟