|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الخميس 17/5/ 2012                                                           جاسم الحلفي                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

دولة مدنية ديمقراطية اتحادية
.. عدالة اجتماعية

جاسم الحلفي

ست كلمات لا غير، نقلت النقاش من ورشة التقرير السياسي الى الجلسة العامة للمؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي، وقبلها من اجتماع اللجنة المركزية الذي سبق انعقاد المؤتمر. ست كلمات .. صاغ الشيوعيون منها شعار مؤتمرهم، معبرين بها عن المهمة الأساسية التي ينغمرون في العمل من اجلها. وهي بجانب ذلك رسالتهم الى الشعب العراقي بصيغة واضحة، موجزة، بسيطة ومترابطة.

أربع سنوات قادمة، وهي المدة التي تفصل بين كل مؤتمرين للحزب، سينصرف الشيوعيون خلالها الى العمل من اجل "دولة مدنية ديمقراطية اتحادية.. عدالة اجتماعية". وهذا ليس مجرد شعار، بل هو برنامج مكثف، ورؤية تـُجمع عليها القوى والشخصيات الديمقراطية. فالدولة المدنية هي البديل الموضوعي عن دولة الطوائف والتهميش والانقسام. ولكي يكون فهمنا للدولة المدنية واضحا من دون التباس، نقول انها دولة المؤسسات الدستورية، دولة حكم القانون، دولة المواطنة التي يتساوى فيها جميع المواطنين في الحقوق والواجبات؛ فلا إبعاد ولا تهميش ولا إقصاء. فيما تعبر "العدالة الاجتماعية" عن المضمون الاجتماعي الذي تتميز به برامج الشيوعيين، وتبنيهم للديمقراطية بمفهومها الكامل. فالديمقراطية عندهم لا تنحصر في التداول السلمي للسلطة، والحق في تكوين الأحزاب، والحق في التظاهر وفي حرية التعبير، وإنما هي كذلك الحق في العمل والسكن والتعليم المجاني، والضمان الاجتماعي، وغير ذلك من الحقوق الاجتماعية.

ان من يتمعن في الشعار يجده إعادة تأصيل للشعار العتيد " وطن حر وشعب سعيد"، بصياغة عصرية تناسب الوضع التاريخي الملموس، الذي يمر به العراق. لقد اختار الشيوعيون شعار" دولة مدنية ديمقراطية اتحادية.. عدالة اجتماعية"، كي يتشاركوا في رفعه مع كل القوى الديمقراطية المدنية في العراق.

بغداد - شقلاوة

الوضع اللوجستي كان من بين العوامل التي دعتنا إلى نقل جلسات المؤتمر الى شقلاوة، بعد عقد جلسة الافتتاح في بغداد. فلم نجد فندقا يتسع لأكثر من ثلاثمائة وخمسين مندوبا ومراقبا وعشرات العاملين المعنيين بالإدارة والخدمات، وفيه كذلك قاعات مناسبة لعقد ورش عمل المؤتمر الأربع، وقاعات طعام للمشاركين جميعا. الفنادق ذات الخمسة نجوم أسعارها باهظة، لا يتحملها حزب يعيش على اشتراكات أعضائه وتبرعات أصدقائه. حزب لا دولة إقليمية تدعمه، ولا عقود او صفقات تقدم له على طبق من ذهب! وهذا بالطبع واحد من مصادر قوته وتميزه.

وحين ضاق منتجع سفين السياحي، على سعته، بالمؤتمر والمؤتمرين الذين لجأوا إليه، عادت بي الذاكرة الى أيام كنا في شقلاوة نفسها، قبل سقوط الصنم، نشكل فريقا متواضع العدد. وها هو حزبنا اليوم، ورغم ان وزنه السياسي يفوق كثيرا واقعه التنظيمي، واسع بالمدى الذي تعبر عنه سعة المشاركة في المؤتمر، والتي تعكس انتشاره المتزايد بين الناس.

شباب و نساء ورقابة مركزية

يترقب الكثيرون من الأصدقاء حجم وطبيعة التغيير الذي أجراه المؤتمر في قيادة الحزب. وبعيدا عن تناول فلسفة التغيير ومتطلباته، حيث يعد استجابة للتطلع الى المستقبل انطلاقا من الواقع الملموس، من دون اصطناع للأمور، وابتسار للأشياء، يجري في أجواء طبيعية، دون بطء مخل وتسرع مضر. بعيدا عن ذلك نقول ان  التغيير المتحقق شمل حوالي 47 في المئة من قوام قيادة الحزب، التي صارت أيضا ولأول مرة تضم خمس نساء، وأربعة من الشباب.

كذلك جاء انتخاب هيئة الرقابة المركزية، كسلطة رقابية تقابل السلطة القضائية في الدولة، متابعة الأداء، وساهرة على رصد  تمسك قيادة الحزب وهيئاته، بالأطر التنظيمية الديمقراطية في حياة الحزب.

فيما جاء قرار عقد مؤتمر استثنائي للحزب، فور صدور قانون الأحزاب، للبحث في تكييف أوضاعه بحيث تنسجم مع القانون المرتقب، بمثابة رسالة مهمة تؤكد التزام حزب الشيوعيين وتطلعه الى دولة القانون والمؤسسات.

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter