| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جاسم الحلفي

 

 

 

الأربعاء 17/10/ 2007

 

الحل يكمن بعيدا عن الاجتياح العسكري


جاسم الحلفي

بعد ان أغلقت تركيا مجالها الجوي بين مطاري اسطنبول وأربيل،‏ وقبل ان يقول البرلمان التركي كلمته بصدد المذكرة التي قدمتها الحكومة التركية للحصول علي تفويض لمدة عام، يتيح لقواتها العسكرية بإجتياح اراضي اقليم كردستان العراق.
بدأ القصف المدفعي للقوات التركية وطال القرى الحدودية الامنة. بذريعة تدمير قوات حزب العمال الكردستاني (
PKK)، في وقت ابدى فيه السيد رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي استعداد بلاده لمواجهة الانتقادات الدولية في حال قررت بلاده اجتياح الاراضي العراقية.
يرى عدد من المراقبين ان السبب الحقيقي للتصعيد العسكري التركي، ليست العملية العسكرية التي قامت بها مجموعة تنتمي الى (
PKK) والتي أسفرت عن مقتل 15 جنديا تركيا ، بل هي ذريعة استخدمت في هذا التصعيد، ويذهب هؤلاء المراقبون بأن الموضوع ليس مواجهة مع PKK وليست هي نتيجة ردود فعل عن تصريحات لم تروق للسياسيين الاتراك، ادلى بها عدد من المسؤولين في اقليم كردستان، بل هي رسالة الى الولايات المتحدة الامريكية عبر عنها الجنرال يشاربو يوكانيت قائد الجيش التركي بوضوح حينما حذر من خطورة التداعيات التي تلحق في العلاقات التركية ـ الأمريكية في حالة موافقة الكونجرس الأمريكي علي مشروع قانون يصف قتل الأرمن علي أيدي الأتراك العثمانيين بأنه إبادة جماعية‏.
اذا مرة اخرى يكون بلدنا العراق ساحة لتصفية الحسابات، ومكانا لصراعات النفوذ الاقليمية والدولية.
فإن كان من الصحيح عدم استخدام العراق كورقة لتمرير صفقات سياسية، وابعاده عن ذلك، كذلك ليس من المقبول أستخدام اراضي العراق كمعبر لتنفيذ اعمال عسكرية ضد اهداف عسكرية تركية، لا تحقق الاهداف المشروعة، ولكنها في نفس الوقت تستغل كذريعة لعمل عسكري لا مبرر له .
كما ينبغي القول في نفس الوقت ان مشاكل تركيا الداخلية يجب ان تحل بعيدا عن العراق المغرق بالازمات، والمثخن بالجراحات.
وان العمل العسكري واجتياح الحدود يزيد من تأزم الاوضاع ويخلف تداعيات سلبية تلحق الضرر في علاقات البلدين، كما انه لا يؤدي الى حلول جذرية معقولة للمشكلة.
فلا القصف المدفعي للمناطق الجبلية، ولا الاجتياحات العسكرية التي تصل تخوم المدن، تستطيع ان تقضي على الحركات التي تتبنى الحقوق العادلة، وبطبيعة الحال ليس بمقدور الكفاح العسكري وحده من ثني الحكومة التركية على التعامل مع حقوق الشعوب، بل ان الطريق الانسب هو الحوار الهادف بعيدا عن العنف واستخدام السلاح.‏


 


 

Counters