|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الخميس 25/4/ 2013                                 جاسم الحلفي                               كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

تصويت سلبي تصويت ايجابي

جاسم الحلفي

ثلثي مواطني بغداد عزفوا عن المشاركة في الانتخابات.. الاغلبية البغدادية أدارت ظهرها لصناديق الاقتراع، 67 في المائة حسب احصاء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لم يدلوا باصواتهم يوم 20 نيسان. بينما سبق لقسم كبير منهم ان زحف الى صناديق الاقتراع، في الانتخابات السابقة.

انها نسبة كبيرة لا ينبغي الاستهانة بها، وتتطلب التوقف عندها ودراسة الظاهرة، التي يمكن ان يتسع مداها ان لم يضع السياسيون حلولا ناجعة لاسبابها. بطبيعة الحال لا يمكن تصور ان يشارك جميع الناخبين في الانتخابات، كما ان هذا ليس هو المطلوب. لكن الشعوب التي تخرج من حكم الدكتاتورية وتتوق للديمقراطية تكون نسبة مشاركتها في الانتخابات عالية.

هناك من اعتبر هذه المقاطعة تصويتاً سلبياً ضد الاوضاع القائمة، جراء تدهور الاوضاع الامنية، ونقص الخدمات، والشحن الطائفي، وغياب بصيص في النفق المظلم الذي وصلت اليه العملية السياسية. بالتأكيد ان شعور السخط وعدم الرضا عن اداء السلطات هو من بين اهم الاسباب. ويبدو ان هذه النسبة التي لم تبصر غير صراع المتنفذين على السلطة والنفوذ ضمن السباق الانتخابي، اعتقدت ان المشاركة ستعني اختيار احدى القوائم المتنفذة، ولأنها لا تريد ان تزكي احدا منهم، فقد نأت بنفسها عن تحمل هذه المسؤولية. كما يتضح ان القوائم التي اعلنت عن نفسها عبر برامجها كبديل عن المتنفذين، اما انها لم تصل الى المواطنين، ولاسباب مختلفة، حالت دون ذلك، او ان هناك من لم يتقنع بان صوته لها سيمنحها فرصة فوز، تؤهلها لدخول مجلس المحافظة.

وبغض النظر عن كل ذلك، فان نتيجة مقاطعة الانتخابات، سيما من طرف الفئات الواعية والمثقفة من المواطنين، انما ابقت الوضع على حاله، اي ان عدم مشاركتها بالانتخابات، جعلت الطريق سالكاً مرة اخرى امام المتنفذين للوصول الى مجالس المحافظات. وهذا يعني الاسهام في ابقاء الاوضاع كما هي. ومن جهة اخرى، فان على القوى المدنية ان تنفتح على بعضها وتجد صيغة للعمل المشترك، وان تظهر بقوة، وتعلن عن نفسها عبر برامج واضحة وخطاب سياسي ناقد وليس مناكد، ومن خلال عمل ونشاط يومي منظم يهدف الى تبني قضايا الناس وهمومهم.

لقد نجحت قوائم تحالفات التيار الديمقراطي في النفاذ عبر جدار الطائفية الحصين، نجحت في اختراقه، وحصلت على تمثيل مشرف، وعليها الاستمرار في العمل بدون كلل او ملل عملها من اجل الديمقراطية، من اجل عراق مدني ديمقراطي يضمن المواطنة.

اما المواطن الواعي، المثقف بشكل خاص، والذي يعتز بدوره كمواطن، فان عليه ان يسهم في تغيير معادلة التصويت السلبي، وتحويلها الى تصويت ايجابي لصالح القوى المدنية الديمقراطية من اجل احداث التغيير المطلوب عبر البديل المأمول.

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter