| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جاسم الحلفي

 

 

 

الأربعاء 27/10/ 2010

 

أكثر من نجاح

جاسم الحلفي

حققت منظمات المجتمع المدني في حملتها المدنية للحفاظ على الدستور، أكثر من نجاح. ومن الواضح للمراقب الذي رصد نشاطاتها ومجرى حملتها، انها ستواصل جهودها، ولن تتوقف عند النصر المهم الذي حققته في كسبها للدعوى التي رفعتها إلى المحكمة الاتحادية، وطالبت فيها بإنهاء الجلسة المفتوحة. وبطبيعة الحال لم يكن لهذا النصر ان يتحقق لولا جدية المنظمات المذكورة ومثابرتها. فقد حولت رفع الدعوى الى نشاط مدني واسع، شمل اغلب محافظات العراق، فضلا عن العاصمة بغداد. وتشير التجربة الى ان هذه المنظمات أثبتت قدرتها على ممارسة النشاط السلمي المتنوع الأساليب، الموحد الغرض، المتجه نحو هدف ملموس لا يختلف عليه اثنان، وهو الحفاظ على الدستور من الانتهاكات التي تعرض لها من قبل أعضاء مجلس النواب، وزعماء الكتل الفائزة ذاتها.

نجحت منظمات المجتمع المدني في إثبات كون ان العمل من اجل الشأن العام، هو الوجهة الصحيحة التي أمسكت بها، فالأمر السياسي العام ليس اختصاص فئة دون أخرى، إنما هو حق المواطن وواجبه في المشاركة والمساهمة التي من شأنها تحديد حاضر البلد ومستقبله.

ونجحت المنظمات أيضا في لفت انتباه الرأي العام الى ان هناك من يلاحظ الانتهاكات والقصور في عمل مؤسسات الدولة، ويؤشر مخاطر ذلك على العملية السياسية، وما يتبع ذلك من تداعيات تمس حياة المواطن ومعيشته، لذا كانت النظرة الايجابية لدور هذه المنظمات هي السائدة، وذلك ما عبرت عنه انطباعات المواطنين عموما.

وفي المقابل نجحت المنظمات في رفع قدرتها الفعلية وتجاوز النشاطات المحدودة ضمن طبيعة مهماتها وبرامجها، وأفلحت في حشدها نحو هدف موحد كبير، لا يلغي الأهداف الخاصة للمنظمات وفي نفس الوقت يعطي لبرامجها زخما آخر، يمتحن دعواتها للعمل المشترك، ويؤكد خصوصية كل منها، ولا يجعل لونها باهتا، حينما توشح صدورها بلون الحملة البنفسجي. وفي نفس الوقت يجري انفتاح النشاط على الجميع، وتأكيد أهمية مشاركة كل ناشطة وناشط دون تهميش او عزل، واهم من ذلك إبداء المرونة القصوى في تنفيذ النشاطات المتنوعة.

وأشرت حملة منظمات المجتمع المدني في دفاعها عن الدستور الفرق بين المنظمات ذات الفعل الحقيقي والوجود الموضوعي والمرتبط بالديمقراطية، التي هي احد مرتكزاتها الأساسية، وبين المنظمات الوهمية التي انتشرت بشكل غير مسبوق، وشوهت مفاهيم العمل التطوعي الذي يعد أهم ما يميز نشاط منظمات المجتمع المدني.

ومن المؤكد ان نجاحات المنظمات الحقيقية عديدة، ويصعب حصرها في مقال سريع، وهذه النشاطات ليست مرتهنة لتمويل من جهة داعمة، بل ان قدراتها على تنفيذ النشاط تقترن بقناعتها كمنظمات مستقلة. وتبين ان لها إمكانية التعاون على جمع التبرعات، ومساهمة كل منظمة حسب قدرتها المالية، وما تسمح به ميزانيتها. والاهم هنا هو عدم حصر المنظمات لنشاطاتها في قاعات الفنادق الفارهة بل غدت الساحات العامة هي مراكز النشاطات. وقد شهدت الساحة أمام موقع البرلمان مرارا صراع المعتصمين. من اجل حقهم في الاعتصام، في حين برز ارتباك المؤسسات الأمنية التي تعددت قراراتها بشان منح التراخيص من عدمه، ما دل على عدم فهم البعض منها لهذا العمل المدني وأهميته.

وحين نتابع كل هذه النجاحات وتهتز قلوبنا طربا لذلك، نهنئ هذه المنظمات وإداراتها التي نشطت خلال الفترة الماضية، فيما كان العديد من أعضاء برلماننا الموقر دون صوت، كما لم نرَ صور العدد الآخر. في هذه النشاطات او غيرها.

ان النجاحات التي تحققت في هذا المجال تدعو منظمات المجتمع المدني إلى مواصلة التحدي، والسعي الى تأمين تنفيذ الحكم الذي أصدرته المحكمة الاتحادية، وتوسيع الحملة من اجل إعادة الانتخابات، في حال ثبوت عدم شرعية البرلمان.

 

 

free web counter