| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جاسم الحلفي

 

 

 

 

الخميس 2 /8/ 2007

 

 


الجيش العراقي وتأخير تسليحه


جاسم الحلفي

يدور الحديث هذا الاسبوع حول صفقة سلاح امريكي الى المملكة العربية السعودية، تاتي ضمن سلسلة من صفقات السلاح تقدر بـ 20 مليار دولار على الأقل ، سيتم اعلانها قريبا.
ويرى عدد من المحللين بان قرار توريد السلاح الامريكي الى المملكة العربية السعودية ضمن استراتيجية تطوير وتعزيز تسليح دول مجلس التعاون الخليجي، ياتي في اطار الحفاظ على التوازن والامن الاقليمي في المنطقة، وفي سياق الوقوف امام تنامي قوة ايران العسكرية، وهذا ما يعده قادة دول الخليج امرا في غاية الاهمية لبقاء بلدانهم بعيده عن النفوذ الايراني، وخاصة بعد مضي ايران في بناء ترسانتها العسكرية وتطويرها.
لكن السياسة العقلانية تؤكد بانه ليس بالسلاح وحده يمكن بناء الامن الاقليمي، بل باتباع سياسات بعيدة عن اجواء التوتر، تعتمد على السلام وحسن الجوار، وتقوم على اساس احترام المصالح المتبادلة للبلدان وشعوب المنطقة، التي تتطلع الى العيش بأمان وسلام بعيدا عن اجواء التوتر والحروب.
ان خلق التوتر في المنطقة وشحنها، واصطناع الخلافات، ونشر الرعب، ودعم الارهاب، وتعميم الفوضى، والفساد، واستبعاد الدبلوماسية الايجابية لبناء الثقة بين بلدان المنطقة، وضعف العلاقات بينها، هو ما يهدد الامن القومي، فيما تحتاج شعوب المنطقة الى تعزيز اواصر الصداقة والانفتاح والتعاون والعمل المشترك من اجل النهضة والتطوير والبناء، لذا ينبغي استخدام موارد البلدان الطبيعية في سبيل التنمية والتعمير، وليس لشراء السلاح وتكديسه، بما لا يتناسب مع قدرات هذه البلدان على امتلاكة والتدريب عليه واستخدامه، فيتحول الى اكداس حديدية لا معنى لها، خاصة وان بلدان مجلس التعاون ترتبط مع الولايات المتحدة الامريكية بمعاهدات امنية ودفاع مشترك، لذا فأن الانفاق الكبير على السلاح يزيد من من عوامل التوتر ويعزز من عناصر عدم الثقة بين قادة المنطقة، وياتي بالتالي على حساب تنمية البلدان وتطوير امكانيات شعوبها المتطلعه الى العيش الامن.
ومع ذلك فلو افترضنا صحة سياسة تسليح بلدان مجلس التعاون الخليجي، لضرورات استراتيجية الامن الاقليمي، فهناك سؤال يفيد: هل ان العراق خارج هذه المنطقة وامنها الاستراتيجي؟ ام يراد له ان يكون عراقا ضعيفا؟ والا لماذا تتوفر القدرة لدى الادارة الامريكية لتعزيز تسليح الجيش السعودي وجيوش بلدان مجلس التعاون الخليجي، في الوقت الذي تباطأ في تسليح الجيش العراقي؟ وخاصة ان هذا الجيش يفتقد الى الكثير من المستلزمات الضرورية، فهو جيش يعاد تكوينه، ويحتاج فيما يحتاج الى التسليح والتدريب، خاصة وهو يتصدى لمقاتلة الارهابيين، ويقوض مواقع المليشيات.
المسؤلون العسكريون العراقيون يؤكدون ان التجهيزات التي وصلت الى الجيش هي قليلة جدا لا تكاد تشكل اي نسبة، فيما يؤكد المسؤلون في البنتاغون أنه جرى تسليم ثلث الأسلحة التي وعدت بها الولايات المتحدة الحكومة العراقية، فقد استلم العراق 14.5 مليون قطعة من المعدات من أصل 40 مليون قطعة طلبتها الحكومة العراقية، حسب مصادر في البنتاغون. ويتم تاخير تسليح الجيش العراقي بحجج واهية منها على سبيل المثال البيروقراطية في عمل وزارة الدفاع الامريكية والتاخير في عملية إصدار تراخيص التصدير.
ان التباطيء في تسليح وتدريب الجيش العراقي، يضع المسؤلين العراقيين، عن هذه المؤسسة المهمة امام مهمة فتح التفاوض مع دول اخرى، من اجل تنويع تسليح الجيش العراقي، والاسراع فيه، واستكمال تجهيزه، والاهتمام بالتدريب، ورفع حالة الاستعداد حتى يتمكن من استلام الملف الامني، ويتمكن من تادية دورة في تامين الامن للعراقيين، وحماية العراق وحراسته.
اخيرا لا يمكن الحديث عن استكمال السيادة العراقية الكاملة غير المنقوصة دون جيش عراقي مجهز تجهيزا حديثا، ومدرب تدريبا عاليا، يكون مبنيا على على اساس الوطنية والكفاءة والنزاهة.