|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الخميس 31/1/ 2013                                 جاسم الحلفي                               كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الحق يقال ..

جاسم الحلفي

.. ان اللجنة الوزارية المكلفة بالنظر في مطالب المتظاهرين برئاسة نائب رئيس الوزراء السيد حسين الشهرستاني، تعاطفت مع عديد من مطالب المتظاهرين واستجابت الى الكثير منها، ورفعت توصيات واقترحت حلولا. لكن المؤسف ان كثيرين لم ينتبهوا الى انجازها. وربما لا يكمن سبب ذلك في مجرد تباطؤ الحكومة في تشكيل اللجنة، او في ردود فعل أصحاب القرار المشكك اساسا في اعتماد اسلوب التظاهر، وانما يكمن ايضا في تنامي شعور المواطنين بالمرارة وفقدان الأمل، خاصة وان الحكومة تأخرت كثيرا في النظر بعدد من المظالم. بكلمات أخرى: لم تتجاوب الحكومة في الوقت المناسب مع ما كان يشعر به المواطن في الانبار وغيرها من المحافظات، لذا نلاحظ اليوم انها كلما ابدت مرونة واستجابت لمطلب معين، قوبلت بتشكيك في النوايا وبرفع لسقف المطالب. والحق ان عامل الوقت مهم جدا، ومن لا يحتسب له ويحسبه جيدا يمكن ان يدفع الضريبة غالية. ومعلوم ان فن الإدارة الحديثة يضع الوقت في باب اقتصادياته. ولكن الاقدمين ايضا كانوا يدركون قيمته، وقد قالوا: "الوقت من ذهب، ان لم تدركه ذهب ".

الحق يقال ان سفراء الاتحاد الأوربي في العراق لم يكونوا مقنعين حين عدوا ما يشهده العراق اليوم محض" مشكلة سيادة قانون" ولا علاقة له بالأوضاع الأمنية والاقتصادية او التيارات الدينية. كذلك حين قالوا بعدم امكانية اجراء انتخابات تشريعية مبكرة في العراق في ظل وجود هذه المشاكل. وبعيدا عن مسألة تأثير الأوضاع الامنية والاقتصادية والمعيشية على المواطن، وتعقد ذلك وارتباطه بالنظام السياسي وسيادة القانون.. وبعيدا ايضا عن مناقشة الدور الذي ينبغي ان يلعبه الاتحاد الاوربي في مساعدة الشعب العراقي، لا بد من القول ان الدبلوماسيين الاوربيين في العراق اغفلوا امرا مهما في تجربتهم الاوربية ذاتها، التي انطلقوا منها في تصريحهم. ونقصد هنا اللجوء الى الشعب عبر اجراء انتخابات مبكرة، حينما تحدث ازمة سياسية وتستعصي على الحل. هكذا فعلوا في ايطاليا، وفي اليونان، وفي بلدان اوربية اخرى بينها الجمهورية التشيكية – بلد السيدة يانا هيباشكوفا سفيرة الاتحاد الاوربي في العراق، التي صرحت لوكالة "شفق نيوز" قائلة" نحن كممثلين لعشرين دولة اوربية نعتقد ان ليس بالامكان اجراء انتخابات عامة مع وجود ازمة."
 

ليسمح لي سعادة السفراء الاوربيين ان اتساءل هنا: كيف تحل الازمات في الانظمة الديمقراطية؟ وهل تتعطل الممارسة الديمقراطية حينما توجد أزمة؟ وكيف تحول الازمة دون اجراء الانتخابات؟ وما هو الطريق لحل الازمة اذا طال امدها في ظل تشابك المصالح وتقاطعها؟ الحق يقال ان التجربة الديمقراطية، كما مارساتها دول اوربا، تجربة ذهبية تتجسد في الرجوع الى الشعب ليقول كلمته بشأن مستقبله وادارة شؤون دولته عبر انتخابات مبكرة وقت الأزمات. وقد كفلت الدساتير الاوربية ذلك، مثلما كفله دستور العراق في هذه النقطة تحديدا.
 
الحق يقال ان للمجتمع المدني قدرة مشهودة في التأثير. فما ان ورد خبر يفيد ان القرضاوي سيزور اقليم كردستان، حتى. انبرى هذا المجتمع محذرا من الزيارة، ومعبرا عن عدم الترحيب بها، كون القرضاوي مشروعا سياسيا طائفيا متخلفا وخطِرا، قريبا من القاعدة، وقد ساند الإرهاب وأحلّ دماء العراقيين. وحين جاء توضيح رئاسة الاقليم ونفيها الخبر من أساسه، جاء في وقته المناسب.
 
والحق يقال ان من يدعو الشر لدخول العراق، سيكون اول المتضررين منه.
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter