| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جاسم الحلفي

 

 

 

 الخميس 7/2/ 2008



"مدنيون" ديمقراطيون هل من خطوة اخرى؟

جاسم الحلفي

ماهي الخطوة التي تعقب التوقيع على نداء "مدنيون"؟
شكّل هذا السؤال هاجسا قويا للكثير من الديمقراطيين الذين يتطلعون الى عمل ملموس يستنهض القوى الديمقراطية.
بالتأكيد هناك خطوات اخرى، تكمل ما بدءناه، وتسهم في وضع التيار الديمقراطي في ديمومة العمل كي يكون تيارا فاعلا في الحياة السياسية في العراق، مؤثرا في تطوارت الاوضاع، له رؤيته الواضحة وخطابه المتميز في تبنيه لقضايا الديمقراطية والحقوق والضمانات والتنمية وبناء المؤسسات الوطنية الدستورية، بعيدا عن سياسة المحاصصة الطائفية المرفوضة من كل دعاة الدولة المدنية التي تتجسد في عراق ديمقراطي فدرالي موحد.
من المعلوم ان فكرة إصدار بيان وجمع التواقيع عليه، هي واحدة من الفعاليات التي تم تنفيذها، وهي خطوة بشرت الاستجابة لها بان هناك استعدادا للعمل الديمقراطي المشترك، وهناك تأكيد على اهميته وضرورته الاستثنائية، خاصة في هذا الظرف الذي يمر به العراق.
نعم، تجاوز عدد الموقعين على النداء على رابط الحملة في الانترنيت، حتى كتابة هذه السطور، الخمسة عشر ألف توقيع، وهو رقم مشجع وواعد. والمتابعون للحملة يسألون: لقد وقعنا فماذا بعد؟ واي عمل يمكن ان نؤديه؟
نعم وقُعنا على النداء، لكن رسالتنا لم تصل، كما يبدو، الى كل من يمستخدم الانترنيت، (سيما ان ثمة ما يزيد على ثلاثة ملايين من العراقيين يعيشون الآن في المنافي. واللافت انهم على اتصال يومي بأحداث العراق ويزداد تأثيرهم، من نواح كثيرة، على مجريات الصراع السياسي) كما كتب لي العزيز عبد المنعم الأعسم، مؤكدا على ضرورة تطوير الحملة، واهمية اتساعها.
من المهم التأكيد على ان مهمتنا لا تنتهي بالتوقيع على نداء "مدنيون"، بل ان ذلك يشكل نقطة البدء، وكي تستمر الحملة فانه يتعين على كل واحد منا المساهمة في تحويل النداء الى اصدقائه ومعارفه وحثهم، وتشجيعهم، على التوقيع، كذلك التفكير بابتكار وسائل جديدة لتوسيع دائرة الحملة ونشر رسالتها.
نعم ان الرقم المعلن على موقع الانترنيت هو رقم يسر الكثيرين منا، لكن ما هو مفرح اكثر هو ان هناك اكثر من ضعف هذا الرقم من التواقيع موجود في مقرات الاحزاب، وعند ناشطي الحملة، ولم تسمح الظروف الفنية بأرشفتها على الموقع. فهناك نشاط داخل العراق، يستهدف الاتصال المباشر بالناس، من اجل شرح مضامين النداء وجمع التواقيع وتبيان افاق العمل في هذا الميدان.

ربما لم يشغل بال الرفيق علي صبري كثيرا وضع التواقيع على الموقع، فهو يمضي في جمع اكثر من 200 توقيع بمفرده حتى كتابة هذه المقالة. فيما جمع الرفيق ابو هافانا من خانقين اكثر من 380 توقيعاً. اما الرفيق سردار عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني، فجمع، في مساء واحد، تواقيع 20 طبيبا في اربيل، في وقت جمع الرفيق منعم جابر اكثر من 30 توقيعاً لرياضي بارز في مباراة اقيمت في ملعب الشعب. وهناك امثلة كثيرة تبين الهمة في توسيع دائرة التواقيع من جهة، والاقبال الرائع على ذلك من جهة اخرى.
مهمتنا اذا لم تنتهي، بل انها انطلقت للتو في ايصال النداء وشرح مضامينه الى الوسط الشعبي في داخل العراق، هذا الوسط الذي ستكون مساهمته مؤثرة وفعالة في نشر الوعي الخاص وإعادة الاعتبار للفعل السياسي للمواطن، وتأكيد أهمية مشاركته، وأهمية بناء الدولة المدنية والتثقيف بمضامينها، وتحديد وجهة العمل الديمقراطي ومستقبل ملامح التطور في البلد.
 


 

Counters