|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  17  / 4 / 2016                                     قاسم محمد علي                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

المشاجرة لموقع رئيس الجمهورية أم لدماء الشهداء والمؤنفلين؟

قاسم محمد علي
(موقع الناس)

وقعت داخل مجلس النواب العراقي يوم الأربعاء في 13 نيسان مشاجرة الكلامية بين السيدة آلا طالباني القيادية في الإتحاد الوطني الكوردستاني ورئيسة كتلة الحزب داخل البرلمان وجميع اعضاء كتلتها وبين كل من السيد مشعان الجبوري والسيدات عالية نصيف وحنان الفتلاوي وعدد من اعضاء دولة القانون، وحسب تصريحات السيدة آلا طالباني قاموا بعض النواب بإستفزاز اعضاء كتلة الإتحاد الوطني الكوردستاني كما إستخفوا بدماء شهداء الكورد المؤنفلين.

عمليات الأنفال التي نفذها النظام العراقي البائد ضد الكورد عام 1988هز الضمير النشري في العالم، وراح ضحية تلك الحملات وسياسات التطهير العرقي أكثر من 180 الف كوردي، من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، بالإضافة الى حرق وتدمير أكثر من 5000 قرية في كوردستان العراق. لذلك الإساءة الى شهداء الأنفال إنما هي إساءة الى الإنسانية. وبالتالي ليس غريباً لكل من لايملك ذرة من القيم والمباديْ الإنسانية ان يسيء او يستخف بالدماء الزكية لشهداء الأنفال، وبالذات ليس غريباً على هذه الشلة العفنة بقايا العقلية الشوفينية الصدامية الإستخفاف بالدماء الزكية ل 180 الف انسان بريء.

من زاوية اخرى، إذا كان الشخص مشعان الجبوري، الذي قدم مسودة الإصلاح داخل البرلمان لتغير الرئاسات الثلاثة في العراق، هو الذي إستفز أعضاء الإتحاد الوطني الكوردستاني داخل مجلس النواب، فنذكر قيادة الإتحاد بأن السادة مشعان الجبوري ووفيق السامرائي وبرزان التكريتي وسلطان هاشم ونزار الخزرجي ... هؤلاء جميعاً كانوا أصدقاء سيدكم الكبير الاستاذ جلال الطالباني، حسب تصريحات سيادته في عدة مناسبات، في الوقت الذي نحن الجماهير الكوردستانية كنا نعتبر ولحد الآن هؤلاء السادة اعداء الكورد واياديهم ملطخة بدماء الشعوب الكوردستانية. أما إذا كان الفوضى بسبب عدم رضا الإتحاد على تغير الرئاسات الثلاثة، أي بمعنى عدم تغير رئيس الجمهورية الذي هو من حصة الإتحاد، فهذا موضوع آخر وليس له صلة بالقضايا القومية.

من الضروري ان ننظر الى مدى إحترام القيادة الكوردية وأحزابها الحاكمة في إقليم كوردستان لدماء الشهداء والمؤنفلين ومدى إهتمامها بعوائل الشهداء والمؤنفلين، وهل حقاً هؤلاء يحترمون ويدافعون عن دماء الشهداء والمؤنفلين، ام إنها مجرد مزايدة سياسية بدماء الشهداء والمؤنفلين ودعاية حزبية للإستهلاك المحلي لتأجيج العواطف والمشاعر الوطنية والقومية لدى الجماهير الكوردستانية على أسس مزيفة؟

بمناسبة الدكرى الثامنة والعشرون لجريمة الأنفال نضمت عوائل الشهداء والمؤنفلين قبل ايام في مدينة كلار تظاهرة إحتجاجية ضد السلطات الحاكمة في الإقليم والمتمثلة بالحزبين الكورديين الرئيسيين الإتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني لعدم صرف رواتبهم التقاعدية لأكثر من ثلاثة أشهر وبسبب اوضاعهم المعاشية الصعبة، وقاموا بهذه المناسبة بقطع الطريق الرئيسي بين كلار والسليمانية. كما نضمت عوائل الشهداء والمؤنفلين في مدينة جمجمال في 14 نيسان إحتفالية تأبينية لإحياء ذكرى فاجعة الأنفال، وعبرت عوائل الشهداء والمؤنفلين عن خيبة آمالها بالمسؤولين والقيادة الكوردية واحزابها الحاكمة، لعدم الإهتمامهم بهم وعدم صرف رواتبهم التقاعدية لشهور وعدم تنفيذ السلطات الحاكمة لمطالبهم لأكثر من 25 عاماً من حكم الحزبين الكورديين الرئيسيين في الإتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني، ومن ضمن تلك المطالب إعادة رفاة أعزائهم وابنائهم المؤنفلين الى كوردستان، وتقديم اولئك الخونة والعملاء من الكورد الذين تلطخت أياديهم بدماء الشهداء في عمليات الأنفال الى القضاء وإنزال القصاص وحكم الشعب بحقهم، كذلك عبروا عن خيبة آمالهم من المسؤولين والقيادة الكوردية وأحزابها الحاكمة بعدم تقديم الخدمات والمساعدات المادية والمعنوية والنفسية اليهم بشكل يتناسب مع آلامهم ومعاناتهم. كذلك قامت عوائل الشهداء والمؤنفلين في مدينة هلبجة البطلة في 14 نيسان ايضاً بإحياء الذكرى الثامنة والعشرون لجريمة الأنفال ورفضوا إستقبال المسؤولين الحزبيين والحكوميين في الحفل التأبيني بسبب عدم إهتمام السلطات الحاكمة لا بالمدينة ولا بعوائل الشهداء والمؤنفلين. هذا هو حال عوائل الشهداء والمؤنفلين في ظل الحكم الكوردي لأكثر من 25 عاماً! لذلك ذكرى إحياء جريمة الأنفال في 14 نيسان من كل عام إنما هو يوم الخزي والعار على جبين القيادة الكوردية واحزابها الحاكمة ومسؤوليها الحزبيين الذين تربعوا على عرش السلطة بدماء الشهداء والمؤنفلين، واصبحوا من أثرياء العالم، من خلال نهبهم لثروات وخيرات البلد وسرقتهم للمال العام وأكلهم لمال ابناء الشهداء والمؤنفلين.

وبالتالي يا سيدتي الفاضلة آلا طالباني، الدفاع وبحق عن دماء الشهداء والمؤنفلين لن يأتي من خلال التصريحات والمشاجرات والضرب بقناني الماء، إنما يأتي من خلال مطالبتكم لقياداتكم وأحزابكم في السلطة بعدم إذلال عوائل الشهداء والمؤنفلين، يأتي من خلال مطالبتكم من رئيس الجمهورية في العراق السيد فؤاد معصوم الذي هو احد ابرز القياديين في حزبك، بتقديم إعتذار رسمي وبإسم الدولة العراقية للشعب الكوردي كل عام في 14 نيسان، ذكرى جريمة الأنفال، الدفاع عن دماء الشهداء والمؤنفلين يأتي من خلال ممارستكم الضغط من داخل أحزابكم وعلى أحزابكم في السلطة بتقديم أفضل الخدمات لعوائل الشهداء والمؤنفلين، يأتي من خلال مطالبتكم من أحزابكم في السلطة بصرف الرواتب التقاعدية لعوائل الشهداء والمؤنفلين، يأني من خلال إحترام أحزابكم في السلطة لكرامة عوائل الشهداء والمؤنفلين، كذلك إحترام دماء الشهداء والمؤنفلين يأتي من خلال إعادة رفاتهم الى ذويهم في كوردستان وتقديم جميع اولئك من العملاء والخونة الكورد الذين تلطخت أياديهم بدماء الشهداء في عمليات الأنفال الى العدالة.



دانيمارك \ كوبنهاكن
الاحد 17 نيسان 2016

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter