|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  15 / 6 / 2014                                 د. كاظم حبيب                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

المجرمون القتلة من بعثيين وداعشيين .. يجب أن لا ينجو من العقاب!

كاظم حبيب

لقد أذل البعثيون القتلة الشعب العراقي طيلة عقود وأوجعوه بحقد وكراهية ومرغوا كرامته الإنسانية بالتراب. لقد زجوا بالآلاف المؤلفة من أبناء وبنات الوطن في السجون والمعتقلات المماثلة للسجون النازية ومارسوا معه كل أشكال التعذيب التي تعود للقرون الوسطى وتلك الحديثة التي أنتجتها المصانع المخصصة لإنتاج الرعب وممارسته التعذيب الوحشي ضد الإنسان.

لقد زجوا بالشعب العراقي بحروب كثيرة داخلية وخارجية وسلطوا عليه الفاشية السياسية بكل أبعادها والعنصرية المقيتة والطائفية التي تجلت في بنية مجلس قيادة الثورة وقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي وقتلوا الآلاف من خيرة قياديين وكوادر الأحزاب السياسية العراقية وأبناء وبنات القوميات العديدة بالعراق والناس المستقلين. لقد سعوا إلى تثقيف الشعب بممارسة القوة والعنف والروح العدوانية والشوفينية. لقد كانوا أسوأ وأبشع نظام عرفوه العراق طيلة سنوات القرن العشرين حتى سقوطهم في العام 2003.
هؤلاء البعثيون المسلحون بسلاح الدول المجاورة وأموالهم وأهدافهم القذرة يسعون إلى تعميق الشرخ الذي خلقوه بالعراق طيلة فترة حكمهم, وها هم قد تحالفوا ومنذ فترة غير قصيرة مع تنظيم القاعدة وممثلها داعش باعتباره أبشع وأقبح وأشرس تنظيم مماثل لهم في العهر السياسي والعنف والقسوة السادية والتكفير لكل البشر، تنظيم داعش الإرهابي الإجرامي الذي حمل راية الكفر والخزي والعار ودنس اسم نبي المسلمين. كما ارتبط البعثيون بتنظيمات أخرى حاقدة ومماثلة لهم كالجماعة النقشبندية وأنصار السنة وهيئة علماء المسلمين السنة التي يرأسها حليف القاعدة القديم حارث الضاري.

هؤلاء جميعاً يسعون إلى خلط الأوراق مع مطالب الشعب العادلة في المناطق الغربية من العراق والموصل وعلينا أن نعمل من أجل فك الارتباطات بين هؤلاء القتلة وبين وأبناء وبنات الشعب العراقي من أتباع المذهب السني، إذ إن الخلط سيقود إلى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها. لقد أعدموا هؤلاء القتلة العشرات من العسكريين الأسرى بدم بارد وقسوة سادية وروح شريرة كامنة في أعماقهم.

إن النضال الوطني لمناهضة هذه القوى الشريرة أمر لا مناص منه ولا خيار آخر غير دحرها وتعبئة القوى لهذا الغرض. وأنا واثق تماماً بأن دحرها هو آت لا ريب فيه وسيكون فرحة كبيرة لجميع العراقيات والعراقيين في سائر أنحاء العراق لما كان يمكن أن ينتظره الشعب، كل الشعب، لو انتصرت هذه القوى الدنيئة والمجرمة. ولا بد من كشف الأوراق كلها لكي يتعرف الشعب على حقيقة الأوضاع بتفاصيلها ومن الذي سمح لهؤلاء القتلة بالمرور واستباحة الموصل واحتلالها والتغلغل إلى مناطق أخرى من العراق.

إن مواجهة هؤلاء القتلة أمر ضروري والانتصار عليهم لا بد منه. ولكن ماذا بعد؟ إن لم تعالج العوامل التي تسببت في كل ذلك لن يتخلص العراق من المشكلات ولن يهدأ وسيبقى التنور يشتعل ليحرق المزيد من البشر وهو لا يجوز السماح به. من هنا تأتي الرؤية العقلانية التي تطرح ضرورة التخلص من النظام السياسي الطائفي القائم وإقامة نظام مدني ديمقراطي اتحادي دستوري، نظام يثق بالشعب ويلتزم أرادته الحرة ويرفض المحاصصة الطائفية. نظام يومن بالحقيقة التالية: "الدين والمذهب والعقيدة لله والوطن للجميع".
من هنا انطلقت الدعوة إلى البدء من جديد لتجاوز الأوضاع بتشكيل حكومة إنقاذ وطني تجنب الشعب العراقي المزيد من الويلات والكوارث. إن مواجهة هؤلاء القتلة يضعنا أمام السؤال الكبير؟ لماذا وكيف استطاع هؤلاء القتلة تعزيز مواقعهم مجدداً بعد أن ضربوا بقوة أثناء وجود قوات الاحتلال الأمريكي وبالتعاون مع الصحوات التي تشكلت حينذاك؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تكشف الكثير من الحقائق المعروفة ولكن الغائبة والغامضة لدى الكثير من الناس الذين وقفوا غلى جانب الأحزاب الطائفية.

لا يمكن الهروب من الإجابة عن هذا السؤال وسيضعنا وجهاً لوجه أمام نظام المحاصصة الطائفية وأمام السياسيات الطائفية التي مارسها حزب الدعوة ورئيسه وفريق عمله الحزبي بالعراق. وهما اللذان يفترض أن يبتعدا عن قيادة البلاد، أي نظام المحاصصة الطائفية والسياسات الطائفية التمييزية المذلة.

علينا أن نتحدث بكل صراحة ووضوح في ما نرطحه من أفكار ومواقف. إن الانتصار على أعداء الشعب من بعثيين مسلحين مجرمين قتلة ومن قوى داعش الإجرامية ومن غيرها من القوى المماثلة أمر لا يجوز التشكيك به أو تجاوزه، وعلينا أن نكون صريحين مع قوى البيتين الشيعي والسني بأن العراق لا يمكن أن يسير بهدوء وأمن وسلام بسياسات وسلوك طائفي، بل بالاستناد إلى مبدأ المواطنة العراقية وليس الهويات الفرعية القاتلة، وليس السياسات الطائفية المدمرة وليس وراء السلطة للذات والمال والجاه وبعيداً كلية عن مصالح الشعب ومستقبله.

لينتصر الشعب والقوى النظيفة في القوات المسلحة على القوى الإجرامية من بعثيين وداعشيين ومن لف لفهما، لينتصر الشعب على عصائب الحق وبدر ومن لف لفها، لينتصر الشعب على المحاصصة الطائفية والسياسات الطائفية المقيتة المبعثرة والمفتتة لقوى الشعب ووحدته الوطنية، ليكن السلاح بيد الدولة والقوات المسلحة. ليكن الشعب هو سيد الموقف.


15/6/2014



 


 


 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter