| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. كاظم حبيب

 

 

 

الخميس 8/4/ 2010

 

رسالة مفتوحة
إلى الأخ السيد عباس العگيلي المحترم

كاظم حبيب

نشر الأخ السيد عباس العگيلي مقالاً قصيراً في البديل الديمقراطي بتاريخ 8/4/2010 هذا نصه :

"
لماذا يتنكر البعض لتاريخهم السياسي.. د. كاظم حبيب مثالا ؟..............عباس العكيلي

في مجتمعاتنا العربية لاتوجد مساحة مابين الأبيض والأسود ، وفي السياسة تكون المواقف اما مع او ضد . لاتقبل هذه المجتمعات الوسطية كما يسمونها. وكذلك في السياسة عندما ينتمي المرء لهذا الحزب او ذاك لفترات طويلة ويقدم احلى سنين عمره لخدمة شعبة، وفي فترة زمنية وتحت ظروف موضوعية كانت ام ذاتية يترك الحزب،فنرى الكثيرين يتخلون عن هذا التاريخ المشرف لهم بل ويستنكفون حتى من ذكر ذلك التاريخ،فنرى قسما من هؤلاء اما ان يلعنوا ذلك التاريخ علانية في كتاباتهم –لااقصد من تخلى تحت التعذيب وانما الذين تنصلوا من تاريخهم وهم في الخارج ودون اكراه – او من لم يتطرق اليه او ذكره كماض له.قبل ايام كنت اتصفح موقع " الحوار المتمدن " وكانت هناك اشارة الى موقع للدكتور كاظم حبيب فدخلت الى الموقع وبدات اقرا بالصفحة الأولى والتي تتحدث عن حياة كاظم حبيب وما قدمه، ودراساته وكل مايتعلق بحياته. لكنني ذهلت عندما يقول ( اعتقلت وسجنت لأسباب سياسية ) وكررها اكثر من مرة، دون الأشارة الى الجهة السياسية التي كان ينتمي اليها خاصة وان الكثير من الأجيال الجديدة لاتعرف عن كاظم حبيب ولا عن انتمائه السياسي السابق؟؟لاادري لماذا لم يشر الى ذالك ؟ هل هو خطا مطبعي ؟ هل هو تنكر لماضيه المشرف كما اعلم ؟ام هو استنكاف كما فعل الكثيرين؟؟ حيث اصبحت يسميها البعض بالطريقة الغورباتشوفية.؟؟

اتمنى ان نحصل على اجابة منه على اسئلتي هذه."

انتهى النص

*****

إلى الأخ السيد عباس العگيلي المحترم

تحية طيبة

منذ سنوات وأنا أنشر المقالات والكتب والتي كلها تقدم لوحة واضحة على انتمائي السابق والحالي. فأنا ومنذ كنت في الصف الأول المتوسط أشارك في العمل الطلابي ومن ثم أصبحت عضواً في الحزب الشيوعي العراقي وأنا في الصف الثالث المتوسط في ثانوية كربلاء. اعتقلت وسجنت وأبعدت لأسباب سياسية بضمنها عضوية الحزب الشيوعي العراقي. إذ اعتقلت مرة في العام 1955 بسبب نشاطي في حركة أنصار السلام, مع الصديق والرفيق العزيز جاسم حلوائي (أبو شروق) بتهمة التشرد, منذ بدء تكوينها في العراق في العام 1951. كتبت مقالاً عن اعتقالي في التحقيقات الجنائية بسبب عضويتي في الحزب الشيوعي في العام 1955 ومنشور في أكثر من موقع وفي موقعي الإلكتروني أيضاً.

عملت كادراً محترفاً في صفوف الحزب لفترة قصيرة. ثم أصبحت عضواً في اللجنة المركزي للحزب وانتخبت لمكتبها السياسي ثم قدمت استقالتي من اللجنة المركزية وليس من الحزب لأسباب أحتفظ بها لنفسي. أصبحت تدريجاً خارج صفوف الحزب دون أن أقدم استقالتي من الحزب. حين وصلتني رسالة من المكتب السياسي لا تذكر فيها كلمة الرفيق كاظم حبيب, بل العزيز الدكتور كاظم حبيب أدركت الموقف واعتبرت نفسي خارج صفوف الحزب. وهي مسألة طبيعية ولا غبار عليها لا في موقف الحزب ولا في موقفي.

لا أتنكر لماضي عضويتي ونشاطي في الحزب الشيوعي العراقي, بل أعتز به كثيراً, إذ أن الحزب الشيوعي العراقي حزب مناضل ومقدام في نضاله وقدم الكثير من المنجزات لصالح الشعب وكذلك التضحيات. من المعيب حقاً أن أن يتنكر الإنسان لماضيه السياسي أياً كانت السلبيات التي اقترنت بتلك الفترة.

لقد انتقدت نفسي على الأخطاء التي ارتكبتها أثناء وجودي في عضوية اللجنة المركزية قبل أن أنتقد الحزب ولجنته المركزية على ما ارتكبناه معاً من أخطاء في الحقلين الفكري والسياسي والممارسة اليومية.

اعتذرت لرفاقي في الحزب ممن كنت مسؤولاً عنهم في فترات مختلفة عن الأخطاء التي يمكن أن أكون قد ارتكبتها بحقهم لأي سبب كان. ولكن لم أندم أبداً ولم يطرأ في بالي أن أندم على تاريخي السياسي في الحزب الشيوعي العراقي.

لست عضواً في الحزب الشيوعي العراقي حالياً ,ولكني أدافع بصدق ومسؤولية عن تاريخ هذا الحزب ونضاله ورفاقه, فهم رفاقي في النضال الطويل الذي نخوضه من أجل عراق أفضل وحياة أكثر حرية وديمقراطية وأكثر كرامة وازدهاراً وأكثر عدلاً لهذا الشعب.
أحترم الحزب ورفاقه وسياساته بغض النظر عن رأيي بهذه السياسة أو تلك وبموقفي من هذه القضية أو تلك. فالحزب له الحق في ممارسة اتجاهاته الفكرية والسياسية ومن حقي كمواطن أن يكون لي موقفي الخاص من تلك السياسة. وأن أمارس النقد بحق ما أراه يستوجب النقد.

حين أدركت أن ملاحظاتي النقدية غير مرغوب بها من قبل الحزب وتثير امتعاض الرفاق, وتدفع بالبعض للإساءة لي, قررت الابتعاد عن الكتابة عن شؤون وسياسات الحزب, وأبلغت المكتب السياسي بذلك. فما دامت ملاحظاتي غير مرغوب بها وغير مطلوبة, فالأفضل أن يتخلى الإنسان عن تقديم خدمات مجانية. ولكن هذا الموقف لن يغير من ودي الرفاقي لرفاق النضال الطويل الذين قضيت معهم في صفوف الحزب عشرات السنين بحلوها ومرها.
عقلي وقلبي يدقان ويسيران جنباً إلى جنب ويتحركان صوب ومع اليسار, والحزب الشيوعي العراقي أحد الفصائل المهمة في حركة اليسار العراقي والعالمي, وعلى هذا فليس من المعقول أن أقف ضده أو أسيء إليه بأي حال من الأحوال.

أخي العزيز
لم أتبرأ من الحزب الشيوعي ولا من تاريخه النضالي ولا من تاريخي النضالي في هذا الحزب المقدام, ولكني كنت أرغب أن لا أورط الحزب بتحليلاتي السياسية ومقالاتي المستقلة ولكي لا تحسب على الحزب حين أؤكد على عضويتي السابقة في الحزب. إذ أن البعض لا يزال يعتبرني في الحزب الشيوعي ويجير ما أكتبه على الحزب وربما تنشأ مشاكل للحزب وتحالفاته بسبب تلك المقالات والمواقف السياسية التي أتبناها والتي لا تتطابق مع مواقف الحزب الشيوعي العراقي.

أنا الآن مستقل في مواقفي الفكرية والسياسية اليسارية ولا أنتمي لأي حزب في الداخل أو الخارج , ولكني أمارس السياسة من هذا الموقع وأتبنى الفكر الأممي في الموقف من قضايا القوميات والشعوب المناضلة في سبيل حقوقها القومية المشروعة وضد الاستبداد والقسوة والعنف والإرهاب عموماً وضد المرأة بشكل خاص.

أرجو أن تكون إجابتي كافية لمعرفة موقفي الفكري والسياسي وشكراً على استفسارك.

دمت عزيزاً وسالماً.


كاظم حبيب


برلين في 8/4/2010



 

free web counter