|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  8 / 1 / 2014                                 د. كاظم حبيب                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

برنامج التحالف المدني الديمقراطي والموقف من الملاحظات التي ترد عليه

كاظم حبيب

علمت ببالغ السرور إن الأخوة، وليس هناك أخوات، في قيادة التحالف المدني الديمقراطي قد قرروا دراسة جميع الملاحظات التي وردت على برنامج التحالف المدني الديمقراطي الذي نشر بشكل واسع على صيغة مقالات كتبت ونشرت في مواقع كثيرة. ومن جانبي أبديت بعض الملاحظات المتواضعة التي وجدت ضرورة إبرازها. وهذا لا يعني أن ليست هناك ملاحظات أخرى، إذ لم ارغب أن أثقل على البرنامج والعاملين في هذا المجال الصعب والمعقد.

وأشير هنا أيضاً إلى سروري الكبير في وجود مناقشات جادة وملاحظات مهمة من عدد من الشخصيات الوطنية التقدمية على هذا البرنامج التي ستفسح في المجال فرصة لإغناء البرنامج وتعزيزه وتوسيع قاعدة القوى والشخصيات المشاركة في تبنيه من خلال الإشارة إلى بعض نواقصه من وجهة نظر الكتاب. ولا شك في إن اللجنة القيادية المسؤولة في التحالف المدني الديمقراطي ستدرس كل الملاحظات بغض النظر عن كاتبها وبغض النظر عن مدى موافقتها عليها أو عدمه، فإنها بذلك تبرهن عن جديتها وعن هواء نقي يمارس دوره في عمل قوى التحالف المدني الديمقراطي.

ولكن ومع الأسف الشديد قرأت مقالات قليلة تشكك بكاتبي بعض تلك المقالات النقدية ونسيان حرص الكتاب على المشاركة في تبيان وجهة نظرهم مع كونهم يساندون وحدة القوى الديمقراطية ولكن ومن وجهة نظرهم يريدون الكمال لهذا العمل الجديد والمهم. أشعر بأهمية وضرورة الانفتاح على كل القوى والشخصيات والاستماع لصوتها ورأيها وما تكتبه، فليس في هذا الاستماع أي عيب أو نقص في التحالف المدني الديمقراطي عندما يمارس ذلك بل يؤكد حرصه على سماع كل الآراء بما فيها تلك الآراء التي تعارض التحالف المدني الديمقراطي أو حتى الآراء التي تبدو معادية له.

إن القدرة على الاستماع للصوت الآخر والرأي الآخر مزية أو خصلة كبيرة لدى الإنسان أو الأحزاب السياسية أو الشخصيات العاملة في الشأن العام أو المواطنات والمواطنين عموما، إذ في ذلك فائدة كبيرة وليس في هذا أي خسارة يتحملها المستمع بإصغاء وتدقيق وإيجابية للفكر والرأي والصوت الآخر.

إن ملاحظات الفنان التشكيلي والمثقف المميز والتقدمي في الفكر والممارسة الأستاذ منير العبيدي لم يطرح ما يخل بعمل التحالف المدني الديمقراطي، ولكنه أشار بملاحظاته المهمة إلى قضية ذات أهمية فائقة في الصراع الدائر حالياً بالعراق وبالمنافسة الانتخابية في أن البرنامج يجب أن لا يسجل ما يريد أن يحققه في الدورة القادمة في ما إذا انتخب أعضاء التحالف المدني الديمقراطي لعضوية المجلس النيابي القادم وتشكيل الحكومة الجديدة فحسب، بل يفترض أن يسجل لماذا يريد ذلك، لأن الحكومات المتعاقبة منذ عشر سنوات لم تحقق ذلك وسياساتها كانت مخيبة للآمال في هذه المجالات الأساسية ذات العلاقة اليومية بمصالح الناس ومكانة العراق ودور العراق إقليمياً ودولياً. وما قاله الزميل منير العبيدي انعكس في البيان الذي أصدره التحالف المدني الديمقراطي فيما بعد.

إن الاختلاف يبرز في أسلوب التناول. ففي الوقت الذي طرح التحالف المدني الديمقراطي برنامجه للانتخابات، عرض بجواره وبعد أيام قليلة نقده المباشر للسياسات غير العقلانية والمشتتة لقوى المجتمع التي مارستها الحكومية العراقية التي يترأسها نوري المالكي في مختلف المجالات، في حين إن ما اقترحه الأستاذ منير العبيدي هو الجمع بين الاثنين في البرنامج، السياسة الحكومية والبديل لها في آن واحد لتكون المقارنة واردة وقوية وواضحة بين برنامج التحالف المدني الديمقراطي من جهة، وسياسات القوى الحاكمة, وخاصة حزب الدعوة الحاكم ورئيسه نوري المالكي، من جهة أخرى. كما طرح الأخ العبيدي نقاط أخرى لم ترد في برنامج التحالف المدني الديمقراطي وفي البيان الصادر عنه أيضاً.

أؤكد ثقتي التامة بأن التحالف المدني الديمقراطي، بما عرف عن شخصياته القيادية من علمية وموضوعية وتواضع ومستوى ثقافي رفيع وخبرة طويلة في العمل السياسي بالعراق وشعور عال بالمسؤولية، سيأخذ بجدية عالية جميع الملاحظات التي ترد على البرنامج بحسن نية ومسؤولية لأنها تريد مصلحة التحالف وسياساته ومواقفه وليس غير ذلك.

 

5/1/2014
 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter