| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مؤيد عبدالستار

 

 

 

الأربعاء 18/11/ 2009



الانتخابات بين خداع النائب محمود عثمان و جحوش الوزير المندلاوي

د. مؤيد عبد الستار

قبل أيام قليلة وبعيد اقرار قانون الانتخابات في مجلس النواب العراقي ، اعلن السيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني موافقته على القانون بينما نقضه اليوم نائب الرئيس السيد طارق الهاشمي ، فيما صرح الدكتور محمود عثمان ان الكرد قد خدعوا ولم يدركوا جيدا ما ورد في القانون .

كان الاحرى بالسيد محمود عثمان وهو صاحب اللباقة في التصريحات أن يتحدث بلسان صدق ويقول ان النواب الكرد في البرلمان قد خدعوا وليس الكرد ، وان حضرات النواب لم يدركوا القانون المطروح للنقاش ، خاصة وقد لاحظنا ان اغلبهم صم بكم عمي فهم لا يفقهون ، فاعضاء المجلس من الكتل الاخرى يتبارون من اجل الحصول على مقعد اضافي بينما اغلب النواب الكرد كانوا يغطون في نوم عميق ولربما كان بعضهم سادرا يفكر كيف يسرع الى الدانمرك ليتخلص من اثار احتياله على الحكومة الدنمركية واخذ الاموال دون وجه حق حين ظهر اسمه على الصفحات الاولى من الصحف ، فالنائب المغوار او النائبة المصون بهذا الوضع وهذا الحال لا يستطيع ان يفكر بقانون الانتخابات المطروح للنقاش ، في الوقت الذي يركض يمينا ويسارا ليتوسل بمترجم يدبلج له براءة ينشرها على الملأ !!!

هذا ما عرفناه عن بعض النواب الذين كشفتهم والحمد لله الصحافة الدنمركية ، ويا ليتنا نعرف عن الاخرين من خلال ما ستكشفه الصحافة الكردية عنهم اضافة الى ما كشفه السيد محمود عثمان في تصريحه الاخير .
وفي الوقت الذي نحتاج فيه الى رئيس مفوضية للانتخابات يفقه في علم الانتخاب مثلما يفقه في علم الحساب ، شاهدنا السيد رئيس المفوضية دون المؤهلات التي تؤهله لهذا المنصب حين حضر الى مجلس النواب العراقي ليجيب على الاسئلة التي طرحت عليه ، ولم يكن يعلم شيئا مما يدور حوله ولا يعرف ما معنى النسبة و التناسب ، فكيف يدرك مثله وامثاله خفايا قانون الانتخاب المطروح للنقاش وكيف يستطيع بيان رأيه في ذلك .

ان قصور النواب والسياسيين الكرد في مجلس النواب العراقي اصبح مثار استياء كبير بين الاوساط الكردية ، لان انشغال النواب بامتيازاتهم وعدم كفاءة العديد منهم حرمهم من امكانية الاهتمام بقضايا شعبهم ووطنهم ، ومن هذا الباب اصدرت لجنة التنسيق الكردي الفيلي بيانا تساءلت فيه عن دور النواب من الكرد الفيلييين وسبب ضمور نشاطهم وخفوت صوتهم ، فهم ليسوا سوى ارقام في مجلس النواب لا اثر لصوتهم كمجموعة عمل تنتمي لشريحة اصابها الظلم الفادح طوال عهد الطاغية الصدامي المقبور.

و الغريب ان ينبري السيد مدحي المندلاوي - وزير سابق في حكومة اقليم كردستان - الى اتهام مجموعة استقبلهم السيد رئيس الجمهورية بانهم جحوش ، وهذا اتهام جديد تسجل براءة اختراعه باسم السيد المندلاوي ، فلم يحصل الكرد الفيليون في اي عهد على هذا اللقب الذي اطلقه الزعيم الخالد مصطفى البرزاني على المنشقين عن البارتي ، ولم يعرف عن الكرد الفيليين تعاونهم مع اي نظام معادي للشعب العراقي عامة والشعب الكردي خاصة ، على العكس كان الكردي الفيلي من اوائل المضحين بدمائه وامواله في سبيل شعبه ، ولذلك نال الكرد الفيليون العقاب الشديد على يد الطاغية صدام ، واذا كانت هناك مجموعة فضل السيد رئيس الجمهورية استقبالهم فهو الذي يتحمل نتائج الضيافة ، وان مكتب السيد رئيس الجمهورية مسؤول عن ترتيب اللقاءات حسب اهمية الهيئات والاحزاب والاشخاص ، وليت السيد مدحي المندلاوي قدم بعض المبررات للصفات السيئة التي الصقها بهم لمكتب رئاسة الجمهورية كي يتخذ التدابير المناسبة ، فان مكتب رئيس الجمهورية ليس معصوما من الاخطاء في خضم هذه الموجة من تصاعد لهيب الانتخابات ولذلك نرى بعض الاخطاء البروتوكولية في الاستقبال ، فان أحد أعضاء الوفد الكردي الفيلي يظهر في الصورة مع السيد رئيس الجمهورية وهو يقف خلفه ، وهذا مخالف للبروتكولات الرئاسية ، الا ان عدم التزام مام جلال بالبروتوكول وتساهله مع ضيوفه أدى الى مثل هذا الخطأ ، ورغم اني لا اريد أن ادافع عن أحد سواء أكان من الجحوش ام من الخيول الاصيلة ، الا اني اعتقد ان السيد مدحي المندلاوي ما زال ينظر الى الحكومة الحالية مثل نظرته الى حكومة البعث الصدامي ، ونسى ان هناك تحالفا قويا بين الاكراد والائتلاف سواء في الانتخابات او في مجلس النواب ، وهذا التحالف جعلهم كتلة كبيرة ذات وزن يحسب لها حساب ولذلك قال السيد رئيس الجمهورية ( ان تحالف الكورد مع الائتلاف تحالف استراتيجي )، ولما كانت العملية الديمقراطية تبحث عن تطبيقات لها في العراق ، فمن حق من يشاء ان يلتحق بمن يعده بتحقيق اهدافه ، واذا كان السيد مندلاوي يستطيع اقناع الاخرين بدعمه وبرنامجه فله أن يكسب من يشاء الى جانبه ،اما اذا كان عاجزا عن تقديم اي شيء ويرفع صوته عاليا في محاولة لاخفاء عجزه عن كسب الاخرين ، فهو الذي يتحمل النتائج لا الذين يجدون انفسهم مضطرين للانضمام الى قوائم بعيدة عن طموحاتهم ولكنهم يأملون بها خيرا بدلا من ان يفقدوا اصواتهم فتذهب هباء في شباك الانتخابات المعقدة .

اما اذا كان البعض يحاول الارتزاق فذلك ليس بغريب على الحال السياسي في العراق ، وما اكثر المرتزقة الذين فضلوا المكاسب الشخصية على المصلحة الوطنية ، واذا كان بين الكرد الفيليين البعض منهم ، فلا يعني ذلك انهم الاغلبية . ولذلك نرى ان لا يبلغ الانفعال بالسيد مندلاوي مداه ويعطي لنفسه الحق باتهام ظالم لان مجموعة انتموا لقائمة لا يرى فيها ما يراه غيره ، فالديمقراطية بحاجة الى قبول الاختلاف ، وهو الفرق بين النظام الديمقراطي والنظام الدكتاتوري الا اذا كان السيد مندلاوي ما زال غافلا عن التغييرات التي طرأت في العراق .

ان الاصطفافات الانتخابية ستستمر ولن تتوقف عند هذا الحد ، بل سنرى ظهور العديد من الكتل التي تتصارع رغم وجودها في محيط سياسي واحد ، وخير مثال على ذلك بروز كتلة التغيير في كردستان ، ومادام الشعب العراقي بعربه وكرده وتركمانه ومكوناته الاخرى ينقسم حسب مصالح طبقاته وفئاته فستحدث الاصطفافات الانتخابية على هذا الاساس سواء بين العرب او بين الكرد او بين التركمان ... الخ .
 

 

free web counter