| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مؤيد عبدالستار

muayed1@maktoob.com

 

 

 

السبت 20/11/ 2010

 

رئيس مجلس النواب السيد اسامة النجيفي ... خطوة الى الامام خطوتان الى الوراء
 

د. مؤيد عبد الستار

جاءت نتائج التوافق السياسي بين الاحزاب الفائزة بالانتخابات برئيس جديد لمجلس النواب العراقي ولربما سيكون هو المنصب الوحيد الذي يتغير فيه شاغله بينما ستبقى بقية المناصب السيادية لاصحابها مثل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ونواب رئيس الجمهورية ونائب رئيس الوزراء.

ورغم رغبتنا ان يشغل المناصب السيادية اسماء جديدة الا ان الواقع السياسي العراقي الصعب لا يسمح باية مغامرة في تبوء شخص يحتمل ان يكون مؤهلا لمنصبه او غير مؤهل ، فلا يوجد امامنا هامش للمغامرة لما سيترتب على ذلك من احداث قد لاتحمد عقباها.
فعلى سبيل المثال السيد جلال طالباني معروف في الساحة السياسية منذ سنوات ولكننا عرفنا مام جلال اكثر في رئاسته السابقة وخبرنا لطفه وسماحته وبشاشته وسرعة بديهته ومحاولته التوفيق بين الجميع ، لذلك يفضل الجميع اختياره لرئاسة ثانية وهو اجماع حصل عليه بامتياز .

وكذلك خبرنا السيد نوري المالكي خلال رئاسته للحكومة فعرفناه نزيها صلبا واجه الارهاب بقوة وادار كفة الصراع بجدارة ، فعقدت جموع الجماهير الكثير من الامال عليه واعطته اصواتها في الانتخابات الاخيرة ليصبح الاول بين المتنافسين على مركز رئيس الوزراء ، ولم يتوانى السيد رئيس الجمهورية في الافصاح عن تكليف المالكي لرئاسة الحكومة مرة ثانية ، كل ذلك بسبب عدم الرغبة في المغامرة واختيار شخص جديد قد لا تاتي معه حسابات البيدر مطابقة لحسابات الحقل ، ولذلك لم يشأ احد المغامرة في اختيار الدكتور اياد علاوي لرئاسة الحكومة رغم حصول قائمته على91 مقعدا في الانتخابات بينما حصلت قائمة المالكي على 89 مقعدا ، وذلك ايضا بسبب الخشية من ماضي اياد علاوي الذي لا يرغب احد المغامرة به واختياره ليدير شؤون الحكومة لاربع سنوات قادمة .

ولكن السؤال الجاهز الان هو لماذا غامرت القوى السياسية واختارت السيد اسامة النجيفي لرئاسة مجلس النواب رغم سيرته التي تميزت بالحدة في تناول المشاكل العالقة بين المكونات العراقية وعلى الاخص المادة 140 ، والموقف من حزب البعث الذي تطالب قائمته العراقية حل هيئة اجتثاث البعث ، وعدم نبذ سياسة العنف التي اشاعها حزب البعث في العراق خلال اربعة عقود فظهرت اشكالات وكسور وانقسامات طائفية ومذهبية وقومية في العراق وتأججت بسبب الممارسات المتخلفة اشكال القهر الاجتماعي بسبب نظام حكم عشائري سلطوي متخلف زحف من بين الكهوف والبوادي فخلق حالة ذئبية مهيمنة على اتباعه وصنع منهم وحوشا ضارية تنهش المجتمع العراقي ، واجهها الشعب بجميع اطيافه بالرفض والمقاومة حتى لم يخل بيت عراقي من مقاوم او شهيد او ضحية لهذا الحزب البعثي واتباعه .

لقد تسامى الشعب العراقي والقوى السياسية العراقية على جراحهم وارادوا ان يدفعوا الشر بقصبة مثلما يقال ، ففضلوا المغامرة باختيار اسامة النجيفي ، على اختيار اياد علاوي، عسى ولعل ان يكون السيد النجيفي اكثر حصافة في تعامله مع هذا الموقع الحساس .

اضافة الى ان الدكتور اياد علاوي حصل على فرصة في الحكم بعد سقوط النظام الصدامي فلم يجني العراقيون منه خيرا ، فوزير دفاعه الشعلاني ، شلع بمبلغ من المال يوازي ميزانية دولة باهية مثل تونس الخضراء ، ولم نعلم حتى اليوم وبعد مرور خمس سنوات على تلك السرقة الخطيرة اية معلومات ، سواء من رئيس الحكومة حينذاك الدكتور اياد علاوي او من الجهات التي منحت الشعلان عقودا عسكرية وهمية ، بينما تلاحق السويد جوليان اسانج ، صاحب موقع ويكيليكس ، الاسترالي الجنسية الذي اتهم بالتحرش بامراة على اراضيها في اب الماضي واصدرت بحقه النيابة السويدية مذكرة اعتقال جديدة يوم 18 نوفمبر لاعتقاله كي يجيب على التهمة المسندة اليه امام القضاء السويدي !!

واضرب مثلا حدث قبل ايام قليلة في السويد ايضا، اذ اتهمت نائبة في البرلمان السويدي بالحصول على سفرة سياحية من احدى الشركات فقامت الدنيا حول هذه الرشوة ، رغم انها بررت الامر بانها لم تحصل على سفرة سياحية وانما دعوة عمل او تعاون ، وسارع حزبها الحاكم ، المودرات – حزب المحافظين الجد – وزعيمه راين فيلدت ، وهي شخصيا يدفعون التهمة بما يستطيعون لكي يقنعوا الشعب ووسائل الاعلام والصحافة بان الامر لم يكن رشوة ، علما ان قيمة السفرة لا تزيد على دفتر او دفترين بالتعبير العراقي ، فاين منها الملايين الشعلانية ....!

ومع ذلك نهنئ السيد اسامة النجيفي على تسنمه هذا المنصب الرفيع ، ونتمنى له النجاح في قيادته لمجلس النواب خلال السنوات الاربع القادمة .
ولكن يحق لنا ان نسأله ان كان سيستمر على منواله في اتباع الطرق الملتوية كما ظهر في خطابه في افتتاح مجلس النواب ، والنيل من ابناء شعبنا باساليب بالية درج عليها الرفاق ولا يريدون تركها لانها اصبحت من صميم تقاليدهم ، وما زالوا يتصرفون من زاوية معاداة المواطن العراقي والايقاع به ، وحفر الحفر في طريقه كي يصبح طريدة سهلة للراغبين في اكله من ابناء الدول الجارة والمجرورة !
وهل سيستمر السيد اسامة النجيفي بالتعامل مع مجلس النواب بصفته الابن البار للقائمة العراقية ، اقصد الجانب المظلم من القائمة العراقية ، ام يخرج من عباءة القائمة ويرتدي عباءة الوطن .

وان كان لديه تصور اخر غير هذا نرجو ان نسمع منه لكي نكون على بينة من امرنا ، مع تمنياتنا له ان لا يخطو خطوتين الى الوراء بعد ان خطا خطوة واحدة الى امام وحصل على منصب رئيس مجلس النواب العراقي ، لان خطوتين الى الوراء تعني الذهاب بعيدا في طريق عرف قديما في العراق بانه ( طريق الصد ما رد = One way ticket ) وهو ما لانرجوه لرئيس مجلس نوابنا الجديد السيد اسامة النجيفي .




 

free web counter