| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مؤيد عبدالستار

muayed1@maktoob.com

 

 

 

الأربعاء 21/3/ 2012


 

طبول مؤتمر القمة

د. مؤيد عبد الستار

يشتد حماس القوى السياسية للادلاء بتصريحات يومية حول مؤتمر القمة المقرر عقده ببغداد اواخر شهر اذار / مارس الحالي .

 ورغم تمنياتنا بنجاح المؤتمر وانعقاده بالموعد المحدد الا ان المؤشرات المختلفة تدعو للقلق ، فالظاهر ان البعض لايعنيه مصير العراق ومستقبله ، وانما يعنيه تحقيق مصالحه الشخصية والفئوية والحزبية على كافة الصعد واستغلال الواقع العراقي الهـش من أجل نهش أكثر ما يستطيع من أكتاف الوطن ومن لقمة الشعب .

 ستختفي اسماء كبيرة من مؤتمر القمة ، فقد غيب الربيع العربي بعض الوجوه الكالحة ونتمنى أن يغـيب المزيد عسى أن يتجدد رداء العالم العربي الذي أصبح باليا بحيث صارت الفتاوي الهزلية تطغى على الدساتير التي وضعها المشروعون الذين كانوا  يرومون نقل مجتمعاتهم الى مستوى من الرقي الانساني بحيث يستطيع الانسان العيش بكرامة وحرية ، بينما  اخذت فتاوي شيوخنا تقبض أرواح المواطنين قبل قوانين المحاكم والعدالة .

ان أهمية مؤتمر القمة ترتبط بكون أغلب الدول العربية أشاحت بوجهها عن العراق يوم سقوط النظام السابق ، لان اغلب الحكومات العربية كانت موالية لنظام  صدام ومشتركة معه في اسلوب قمعه واضطهاده الذي مارسه دون وازع من ضمير طوال حكمه للشعب العراقي بالحديد والنار، الا ان الربيع العربي الذي اطاح باعتى ثلاثة حكام تربعوا لعقود على كراسي الحكم في تونس وليبيا ومصر أجبرمن بقى من  الحكام العرب  في دست الحكم على تلمس رقابهم فاصبح الخوف يدغدغ قلوبهم ، الخوف من غضب الشعوب التي نهبوا ثرواتها وساموا شعوبها الذل والهوان ، فاصبح الفقر والجهل والمرض سمات مميزة للشعوب العربية التي لا بد وان ياتي اليوم الذي تنهض فيه نهضة عارمة تؤدي بهؤلاء الحكام الى مصيرهم المحتوم .

نلاحظ بقلق مطالب بعض السياسيين بحل المشاكل العراقية الداخلية باسرع وقت ، قضايا معقدة  مثل قضية الهاشمي ، والمطلك ، واتفاق اربيل ، هذه القضايا التي تطالب القائمة العراقية عقد مؤتمر وطني لمناقشتها وحلها قبل مؤتمر القمة ، يبدو الامر  وكأنه امنية اطفال ، فكيف يمكن مناقشة هذه المشاكل العويصة خلال ايام قليلة والتوصل الى حلول ترضى  القائمة العراقية بها وهي التي اصبحت مثار جدال طويل عريض خلال الاشهر الماضية دون الوصول الى حل توافقي .

ان المشاكل العراقية الشائكة التي تعشعش بين الكتل السياسية بحاجة الى نظرة جديدة في التعامل معها ، ويجب النظر اليها من زاوية مصلحة الشعب والوطن ، لا بالتسويف والمماحكة والمطالب التعجيزية والمناكفات الصبيانية .

لقد مر عامان على الانتخابات التي تشكلت بموجبها الحكومة ومازالت مشكلة وزارة الدفاع والداخلية قائمة دون اتفاق ، واليوم  هل بالامكان معالجة مثل هذه المشاكل  بجرة قلم  قبل انعقاد مؤتمر القمة العربية ببغداد ! أما انتظار أن يحل مؤتمر القمة العربية مشاكل العراق فتلك لعمري طامة كبرى  ، اذ لو استطاعت الحكومات العربية حل أبسط مشكلاتها لكانت اليوم على  غير ما هي عليه .  

إن أبسط مشاكل الحكومات العربية التي تتمرغ فيها شعوبها هي الامية  ضاربة الاطناب بين الكبار والصغار والنساء والرجال رغم  ثروات البترودولار ، نراهم اعجز الناس أمام حلها في الوقت الذي نقرأ  فيه  العقود المليونية لشراء طائرات حربية واسلحة خلب لا تسمن من جوع ولا تغني من فقر .

الحل الوحيد الممكن  امام شعبنا هو تشديد نضال القوى الوطنية من أجل تحقيق المزيد من الديمقراطية والشفافية وفرض شروط النزاهة في الوظائف العامة العليا كي تستطيع الجماهير تحقيق احلامها في الحرية والتقدم والسلام .

ولمؤتمر القمة العربية ببغداد أطيب التمنيات.

 

     


 

 

free web counter