| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مؤيد عبدالستار

muayed1@maktoob.com

 

 

 

السبت 22/1/ 2011


 

من وحي الثورة التونسية
الانظمة العربية مطالبة بوقف التعذيب

د. مؤيد عبد الستار

ان ما تعرض له بائع الخضار بو عزيزي من اهانة جعلته يضرم النار في جسده علنا ليحتج على ما احاق به من ظلم ، ويكشف ما يتعرض له المواطن التونسي من معاناة سواء في الشارع على ايدي البوليس او في مراكز الاعتقال والسجون على ايدي قوات الشرطة والشرطة السرية .

ولنا تجربة في العراق فريدة مع نظام البعث الصدامي المقبور حيث كانت قوى الامن والشرطة السرية والاستخبارات والمخابرات وغيرها تقوم بتعذيب المواطنين وتتفنن بالوسائل والطرق التي تلحق فيها الضرر النفسي والجسدي بالمواطن العراقي فعلى سبيل المثال كانت تلك الاجهزة تقوم بتعذيب الاطفال امام ذويهم من اجل كسر شوكة وصمود الاهل واستحصال الاعترافات منهم ، كما كانت تقوم بعمليات اغتصاب منظمة للنساء والفتيات ولم يسلم الرجال من الاغتصاب في المعتقلات على ايدي جلاوزة البوليس والبعث ، اما استعمال القناني الزجاجية وتعذيب المعتقلين بواسطة حشرها في مؤخراتهم فكانت اللعبة المفضلة لقوى الامن والشرطة ، وغير ذلك من اساليب خسيسة لا يمكن حتى وصفها لانها تخدش الذوق وتسبب الامراض النفسية لسامعها .

كان الذي يتعرض لمثل هذه الاساليب من التعذيب يحرص على عدم الحديث وتناقل هذه الافعال الشريرة اللااخلاقية الى الاخرين حرصا على سمعته واحتشاما من خدش اسماع الاخرين، وقد تجرأ البعض وكشف عن هذه الاساليب الدنئية للمؤسسات الدولية مثل الامم المتحدة وجمعيات حقوق الانسان حتى انها نشرت في كراسات ومطبوعات لتفضح النظام الصدامي الذي ولغ في دماء العراقيين ومارس جميع الافعال المنكرة بحقهم.

ومن وحي الثورة الشعبية التونسية التي اندلعت بسب الظلم والاستبداد والاضطهاد الذي مارسه النظام الدكتاتوري لزين الدين بن علي على شعبه نرى ان على الحكومات والانظمة العربية الاسراع بوقف جميع انواع اعمال التعذيب و عدم ممارسته في المعتقلات والسجون والشوارع وفي اي مكان اخر ، ومراعاة حقوق الانسان والالتزام بالقوانين التزاما صادقا وحقيقيا لا التزاما شكليا على الورق وامام المنظمات الدولية فقط ، و اعطاء دور حقيقي لرجال القانون ومؤسسات الدولة القانونية واخضاع جميع المراكز الامنية لوزارات العدل والقانون .

ومن الجدير بالذكر ايضا يتحتم الالتزام بعدم الضرب واستخدام العبارات والاساليب المهينة في المدارس واقامة دورات تدريبية لجميع العاملين في المجالات التربوية والاجهزة الامنية تعلمهم الالتزام بحقوق الانسان .



 


 

free web counter