|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  2  / 3 / 2017                       د. مؤيد عبد الستار                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

بمناسبة عيد المعلم .. معلم في مدرسة البنات !!!

صورة المعلم عبد الستار كاظم
يلقي كلمة في المؤتمر التأسيسي لنقابة المعلمين عام 1959 في شقلاوة

د. مؤيد عبد الستار
(موقع الناس)

بعد ثورة الرابع عشرمن تموز المجيدة ، كثرت المدارس وانتقلت الكثير من الطالبات الى المدارس المتوسطة والثانوية ... فيما كن في العهد الملكي اغلبهن تجلسن في البيوت بعد اكمال المدرسة الابتدائية ، على اساس انهن اصبحن في سن الزواج .

كنا في مدينة الكوت ، ولم تكن في المدينة معلمات لمادة الرياضيات تكفي لسد الشواغر ، فاقترحت مديرة الثانوية في مدينة الكوت الاستعانة بمعلم - رجل - ليدرس الطالبات ، وبعد البحث عن الشخص المناسب ومن شروطه ان يكون متزوجا ومعروف في المدينة بحسن السيرة والسلوك ، وقع الاختيار على والدي عبد الستار كاظم ليدرس مادة الرياضيات في الثانوية ، ولكن ما ان باشر بالعمل اضافة الى ادارته مدرسة النجاح ، برزت عدة مشاكل ، منها مثلا : اين سيجلس في استراحات الفراغ ؟ هل يجلس في غرفة المعلمات ؟ وهذه مشكلة كبيرة ، أم يجلس في غرفة المديرة ، وهذه مشكلة اكبر ، ام سيخرج خارج المدرسة ويعود الى الدرس التالي في موعد الدرس ، والمشكلة الاكبر كانت عند دخوله الى صف الطالبات لاول مرة ... هل ستجلسن بالعباءة باعتباره غريب عنهن ؟ ام تجلسن بدون عباءة ..؟

والمشكلة الاكبر كانت في الامتحان / اذا غشت احدى الطالبات فمن يستطيع تفتيشها ان اخفت الاوراق في ملابسها ؟ وهل ستراقب معه في الصف معلمة اخرى ... مشاكل كان على والدي تذليلها حتى تتعلم الطالبات الرياضيات ريثما تتدبر المدرسة معلمة لهذا الدرس الصعب .. تحية لذكرى والدي الراحل بهذه المناسبة وتحية لجيل المعلمين الاباء الذين علمونا باخلاص وصدق.


 

 

 

 

 

 

          موقع الناس .. موقع لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

             جميع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لموقع الناس                                                              Copyright © 2005-2012 al-nnas.com - All rights reserved         

  Since 17/01/05. 
free web counter
web counter