| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                              الاربعاء  5 / 2 / 2014


 

"البغدادية"
مع احترامي لها

عبد المنعم الاعسم 

لفضائية البغدادية جمهور ومتابعون، ولها بصمة على سطح الخارطة الاعلامية العراقية، وانها، بالاضافة الى ذلك، تحتفظ بسمعة طيبة في خدمتها الاخبارية، وفي بعض برامجها التي تلتزم المهنية والاحاطة والجرأة، والحيادية في الغالب.. اكرر: النشرة الاخبارية وبعض البرامج.

الى ذلك، فالمتابع لفضائية البغدادية لا يعنيه كثيرا الجهة التي تموّل القناة، و"الفوائد" التي تحققها للممول، ولا الاهداف "الخاصة" التي تسعى الى تحقيقها، طالما ان تلك الفوائد والاهداف لا تدخل (كدعاية) في ثنايا الخدمة، ولا توظف الجملة والصورة في مشروع سياسي او طائفي او شخصي او فئوي او مناطقي، وفي حالة انزلاق (اية فضائية) الى محذور التحيز الى هذه المفردات، فان كل ما تقدمه من خدمة (حتى تلك المفردات المهنية) يصطدم بعدم المصداقية الاعلامية.

البغدادية، مع احترامي لها، تقع احيانا في هذا المحذور، ويبلغ الامر ببعض فعالياتها الاعلامية الى التصرف كـ"جهة" من الجهات السياسية المتصارعة، ويبدو انها قبلت بهذا الانزلاق، واستهوت اللعبة، حين ظهرت علينا بما اسمته "مبادرة" لحل مشكلة الانبار، تتضمن اجراءات وضمانات وخطوات على الارض، ولم تكتفي بترويج افكار المبادرة بل انها قدمت آليات استباقية، بالضبط، كما يبادر اي حزب او زعيم أو مرجع او طرف خارجي الى التدخل كوسيط لاطفاء الخصومات والتوترات.

طبعا، من حق أي حريص على تطبيع الحال العراقي وخائف على مستقبل العراق مما يحيط به من اخطار ان يفكر في حلول لأزمة الساحة السياسية وصراعات رؤوسها وحافاتها، ودور الاعلام هنا (وفق ما تعلمناه في المدارس) ان يقدم حقائق الازمة، من زوايا مختلفة، ويحشد اصحاب العقول والكفاءات واصحاب الرأي والجمهور لمنع تفاقمها، وينأى بمسافات محسوبة عن ان يكون محسوبا على جهة او "مكوّن" وينبذ قاعدة "صاحبك دائما على حق" وهي قاعدة تمشي على رجلين في ساحتنا السياسية والاعلامية، لشديد الاسف.

اقول، ان البغدادية في هذا تتصرف كحزب سياسي، جهوي، وعلىّ ان اشير الى طائفة من المسلكيات الاخرى التي تبعد البغدادية عن وظيفة المشروع المهني الى وظيفة المشروع السياسي حين تعرض علينا جمهورا ملفقا يرفع صور احد مقدمي برامجها، واصواتا مُعدة على عجل لشباب ورجال ونساء يتحدثون عن البغدادية وصاحبها كمنقذ وملهم و"رحمة" من السماء، كما هو حال التجمعات التي تخصص لتلميع الزعامات السياسية وأسياد الحرب الاهلية، وفي هذا السياق، لا اعرف مدى صحة ما يقال بان البغدادية انخرطت تماما في فريق من الفرق السياسية المتصارعة، لكني اعرف انها، اعلاميا وسياسيا، صارت محسوبة على خط سياسي معين، وابتعدت، في هذا حصرا، عن المهنية الاعلامية.. مع احترامي لها.


"عندما اريد ان احقق الفوز الاكيد لفريق ما فإنني أبحث عن لاعبين يكرهون الهزيمة"
                                                                                              روبرتو كارلوس
 

جريدة (الاتحاد) بغداد




 

free web counter