| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

موسى فرج

 

 

 

                                                                                     الأثنين 28/3/ 2011

     

 ما أدركته شعوب المنطقة من تغيير ..لا تتوفر مدركاته في العراق ولا في البحرين ...!
(1)

موسى فرج  

رغم أن النتائج المتقدمة لم تظهر بعد إلا إن انتصار الانتفاضات الشعبية في تونس ومصر وضع حدا لما كان يدّعيه الساسة في العراق بان ما يحصل فيه تجربة ديمقراطية تخطف الأبصار ، وان العيون في المنطقة العربية والشرق الأوسط شاخصة إليها لاستعارتها في بناء الديمقراطية في المنطقة العربية فقد انكشف وعلى نحو واضح أن ما يجري في العراق من ديمقراطية شكلية طيلة السنوات ألثمان التي أعقبت سقوط نظام صدام جنحت بجهود التغيير بعيدا عن جوهر الديمقراطية وشكلت مزيدا من الكتل الكونكريتية ترتفع يوما بعد يوم في طريق بلوغها ويعمق الهوة بين طموحات الشعب في بناء الديمقراطية والحكم الصالح وبين ما يحصل على ارض الواقع ..

الحركات الشبابية التي عرفناها أقصت شارل ديغول في أواخر ستينات القرن الماضي عن الحكم في فرنسا والحركات الشبابية وان تأخر وصولها إلى المنطقة العربية بما يزيد عن 50 عاما في الوقت الذي وصلت فيه قبل ذلك بكثير إلى ساحة آن مين في وسط بكين .. لكنها وصلت أخيرا إلى مدن بوزيد وتونس العاصمة في تونس والقاهرة والأسكندرية وبورسعيد المصرية وكذلك مدن صنعاء اليمنية والمنامة في البحرين وبنغازي في ليبيا والبصرة وبغداد في العراق والدرعا وحمص في سوريا وعمان في الأردن ، وفي حين تحققت نتائج باهرة وحاسمة في مصر وتونس وبأقل التضحيات وبأقصر الآجال فان تحقيق نتائج في ليبيا تطلب التحول إلى الحرب المسلحة وعلى نطاق واسع ومن ثم تطلب الأمر جهد المجتمع الدولي والذي تطور إلى حرب شاملة لتدمير القدرات العسكرية لنظام ألقذافي وما يرافقه بالضرورة من تدمير للبنى التحتية والاقتصادية والمالية في ليبيا وهو أمر لم يتفوق عليه سابقا بلد باستثناء ما حصل في العراق إبان حكم صدام وانتهى بإسقاطه وتدمير واحتلال العراق ..

جهود التغيير والانتفاضة السلمية في اليمن باتت قاب قوسين أو أدنى من طرد نظام علي عبد الله صالح وقد تسبق الإطاحة بنظام علي عبد الله صالح عملية إسقاط نظام ألقذافي في حين بدأت الانتفاضة في سوريا شابة ومجلجلة بمعنى ألكلمه رغم ما أريد لها من انحراف عن مسارها الصحيح بمحاولة تجنيحها طائفيا .. .

السؤال المركزي .. لماذا حسمت الانتفاضات الأمور في تونس ومصر وكادت في اليمن وليبيا وهي تسير إلى غايتها في سوريا والأردن في حين انتكست في العراق .. وتحولت إلى مأساة في البحرين ..؟. .

1 . هل أن السبب يعود إلى أن معاناة الشعوب من جراء الفقر أو الاستبداد أو كلاهما وهما العاملان الحاسمان في بلوغ النقمة الشعبية درجة الغليان ..؟ كانت اشد في تلك الدول منها في العراق..؟ أو البحرين ..؟.. لقد قلت أثناء انتفاضة تونس أمام مسئولين حكوميين عراقيين وأيضا في وسائل الإعلام ونقلت ذلك وسائل إعلام عراقية بصورة متكررة : أن معاناة شعوب تلك الدول من جراء الفقر وانعدام الخدمات والذي يقف وراءه استشراء الفساد لا يشكل 10% مما يعانيه العراقيون من جراء ذلك .. وهو تحديد يستند إلى مقارنة رقمية لمعدلات الفقر والبطالة وانعدام الخدمات في العراق مقارنة مع تلك الدول فلماذا لم تبلغ درجة الحرارة الشعبية في العراق درجة الغليان ..؟. أما في البحرين فان الظلم الذي يطال شريحة واسعة من الشعب البحريني من تهميش وتشكيك وانعدام المساواة وتوجس يكفي لإشعال ثورة شعبية ويشكل مبرر موضوعي لطلب حق تقرير المصير والانفصال ..فلماذا ذبحت الانتفاضة البحرينية ومن الفاعل ..؟ .

2 . هل أن السبب يعود إلى أن الوضع في العراق تماما كما شخصه السيد رئيس الحكومة في لقاءه مع البي بي سي البريطانية عندما قال : إن المشاكل الموجودة في الدول المشار أليها لا يوجد شئ منها في العراق وان الأمر في العراق يتعلق بنقص في الخدمات فقط وقد حددت الحكومة سقفا زمنيا لردمه خلال 100 يوم ..؟. . واقع الحال في العراق يشير إلى غير ذلك تماما وعلى كافة الصعد المعاشية والسياسية والاقتصادية ..فالمشكلة في العراق لا تنحصر في النقص الفاضح في الخدمات بل انهيار الوضع المعاشي وتفشي الفقر والبطالة وارتفاع أسعار السلع ذات التماس المباشر بحياة المواطنين وخصوصا المحروقات والكهرباء والماء وانهيار الخدمات الصحية والعلاجية والتعليمية من جانب آخر فان الزراعة والصناعة تجاوزتا مرحلة الاحتضار وغرغرتهما باتت توقظ النائم ، ومعدلات الفساد في العراق يعرفها القاصي قبل الداني ، والأداء الحكومي لا تدانيه في ضعفه وفشله أية حالة في الدول المشار إليها وليس اصدق من الموازنات المالية السنوية العراقية الهائلة التي لا تتمخض عن نتائج تذكر ، والمحاصصة والطائفية السياسية التي تشكل الطابع الرسمي للحكم في العراق باتت الفزاعة التي يخيف بها حكام المنطقة شعوبهم عندما تطالبهم بالتغيير فيقولون لهم هل أتريدون أن ينتهي مآلكم إلى مثل طائفية العراق ..؟ .. و المعروف أن الانتخابات النيابية العراقية تمت في 7 / 3 / 2010 وقد تجاوز الأمر سنة كاملة ولم يتم الانتهاء من تشكيل الحكومة بعد .. فالوزراء الأمنيين :الداخلية والدفاع والأمن الوطني لم يتم تسميتهم بعد وأيضا وزير التخطيط .. وعند سؤال البي بي سي للسيد رئيس الحكومة.. بسط الأمر كثيرا بقوله لا مشكلة في ذلك فانا القائد العام للقوات المسلحة وأدير تلك الوزارات بنفسي ..لأنها إن كانت مشغولة أو كانت شاغرة فاني في النهاية القائد العام للقوات المسلحة ..! في حين أن السيد رئيس الحكومة إن كان مقرا بان الفقه علما وان الفيزياء علما فانه ملزم بالإقرار بان الإدارة والقيادة علما أيضا إلى جانب ما فيها من فن والعلم يقول إن صلب الموضوع في الإدارة والقيادة هو التفويض وان طاقة القائد أو المدير على الإشراف تنحصر في حد أعلى من المرؤوسين عددهم 9 أشخاص وحد أدنى عددهم 5 بمعنى إن كان المرؤوسين يتمتعون بكفاءة ممتازة لا تتطلب إلا الحد الأدنى من الإشراف من الأعلى ومتابعته لهم فانه يستطيع أن يشرف على ويرأس 9 ولكن عندما تكون كفاءتهم بالوصف الموجود حاليا في حكومات المحاصصة في العراق فانك لا تستطيع الإشراف على أكثر من 5 لأنهم يحتاجونك وان كان الأمر يتعلق برسم علاقتهم بسكرتيراتهم بل حتى في مفردات غزلهم مع زوجاتهم ليلا ربما يسألونك عن الأنسب .. ليس لأنك (بيرفكت) في ذلك إنما لأنهم حتى في ذلك تلزمهم المساعدة ... أما في مسالة الخمط والخمش وتزوير الشهادات وتقريب المقربين فلا تلزمهم مساعدة في ذلك لأن الأمر يتعلق بالفطره.. والإنسان مفطور على الفطرة .. ( أنا اعتذر طبعا من القراء ..فقد آليت على نفسي أن ابتعد عن استخدام المفردات باللهجة المحلية كي أضفي على مقالي وخصوصا في موضوع كهذا درجة كبيره من الرزانة ..رغم أني ذكرت في مقال سابق بان رغبتي في استخدام تلك المفردات مماثلة تماما لرغبتي في تناول البصل مع التشريب فهما متلازمان ..ومن أراد أن يقربني فليأخذ حبة هيل ..).. فإذن هذا الجواب من قبل السيد رئيس الحكومة في عدم مراعاة حدود الإشراف المعيارية ليس صحيحا ويعيد ذاكرتنا إلى ما كان يجري من قبل صدام عندما كانت أجهزة الدولة جميعا خيوط معلقة في خنصره فكانت وشيعه مخلبصه .. وهو من أكثر أمراض الإدارة الحكومية فتكا في الدول المتخلفة فهو بدلا من أن يسبب فشل جهاز واحد في الدولة فانه يتسبب في فشل عام لأجهزة الدولة برمتها .. عملا بأحكام القاعدة القائلة : ألراده كله فاته كله..نعود إلى موضوع بحثنا كما يقول قراء المنبر .. .

3 . هل أن السبب في عدم ارتقاء رد الفعل الشعبي العراقي تجاه الأوضاع القائمة وغير السليمة معاشيا والناجمة عن الفساد والبطالة وسوء الإدارة في حالة غريبة وشاذه..خصوصا وان الأمر يفصح وعلى نحو صارخ عن التناقض بين الأوضاع المشار إليها وبين المقدرات المالية الهائلة المتاحة و الناتجة من عائدات النفط .. إلى جانب الأوضاع الاقتصادية البائسة التي لا تتعدى الأسباب التي تقف خلفها عن اللامبالاة في هذا الجانب وعدم اعتماد ستراتيجية اقتصادية ومن أي نمط .. في حين لا تقف خلف المشكلة السياسية التي تدور على نفسها منذ ثمان سنوات دون أن تتقدم بخطوات ملموسة باتجاه الديمقراطية الحقيقية سوى قصر نظر وفساد ومحدودية ملكة الطبقة السياسية المهيمنة على الأمور في العراق ..

لماذا لم يرتقي رد الفعل الشعبي العراقي إلى متوسط الحال السائد في بقية الدول العربية التي كانت أجواءها مفتوحة لرياح التغيير ..؟. .

أولا: الوضع في البحرين : يمكن المرور بالأوضاع في البحرين باعتبارها أوضح وتشكل مدخل سليم لمناقشة الأوضاع في العراق .. في البحرين التي تحولت الجهود الشعبية باتجاه التغيير فيها إلى نتائج مأساوية .. يمكن الإشارة إلى الخصائص التالية : .

1 . التركيبة السكانية في البحرين تتشكل من مجموعتين سكانيتين إن حسبت على أساس طائفي .. أغلبية شيعية مزدوجة عرقيا منهم عرب يخالطهم شيعة من أصول إيرانيه وأقلية سنية أيضا مزدوجة عرقيا منهم العرب ومنهم من أصول إيرانية أيضا ( البستك ) ويمكن ترتيب تلك المجموعات وفقا للعدد كما يلي : شيعه عرب ، شيعه من أصول إيرانيه ، سنه عرب ، سنه من أصول إيرانيه ( البستك ) .. ولا مشكلة في ذلك فشعب متعدد الأعراق والمذاهب انصهر ضمن إطار وطني ويفترض أن تكون المواطنة سيدة الموقف في مثل هذه الحالة .. ولكن المشكلة أن نظام الحكم فاسد يعتمد الطائفية السياسية بمعنى انه في سلوكه وممارساته في الحكم مع شعبه لا ينطلق من المواطنة مع شعبة وهم جميعا رعيته بل ينطلق من أساس طائفي وان لم يعلن ذلك جهارا .. فهو ينتمي إلى نفسه التي يسيدها على عائلته والى عائلته التي يسيدها على الجميع وينتمي إلى طائفته التي يسيدها على الطائفة الأخرى في وقت تجاوزت البشرية ذلك منذ الثورة الفرنسية .. معرفيا على الأقل .. ولم تعد تلك الممارسات مقبولة أو تؤهل من يتمسك بها لحكم شعب .. وبسبب التعصب والجهل والفساد فان طائفته السنية قد تمسكت بتلك الامتيازات واستمرأتها كما حصل ذلك في العراق سابقا وباتت تفرض سطوتها على الأغلبية الشيعية التي باتت تعاني من التهميش في كل شئ .. وفوق ذلك والأصعب منه ..الحط المعنوي الذي يمارس ضد شريحة من الشعب من خلال وصفهم بالصفوية والعمالة لإيران واستطيع تلمس ذلك من خلال القياس على ما يحصل في العراق.. مع أن ذلك مناف لروح الأخوة والمواطنة مع الآخرين في حين أن الأراذل في الدولتين يعرفون تماما أن التشيع بالأصل قائم في الدول العربية وخصوصا العراق والبحرين منذ القرن الأول الهجري وإيران كانت سنية إلى ما قبل قرن واحد من الزمان .. والتشيع ذهب أليها من العرب ولم يأتي منها أليهم .. تلك النزعة شجع عليها ونماها نظام الحكم الفاسد ووجدت لها البيئة الملائمة في التخلف والجهل والاستئثار الذي يطبع المتنفذين من امتداده الطائفي في البلد..

2 . بالمقابل فان البيئة الحاضنة للبحرين ومحيطها الأقليمي تشجع على انغماس الحاكم في مسلكه الطائفي الفاسد بصورة اكبر فمن جانب يحيط بالبحرين جو حكم طائفي صرف في السعودية غارق في التخلف والطغيان و يشكل المثل الحدي في الطائفية في المنطقة العربية فالمعروف أن أيدلوجية حكام السعودية هي الوهابية التي لا يعتمدونها بوصفها عقيدة دينية بل أيدلوجية سياسية تشكل منهجا للحكم و التي تكفر غيرها من الطوائف وبالذات الطائفة الشيعية التي تشكل الأغلبية من سكان البحرين في وقت تستمد الطغمة الفاسدة الحاكمة في السعودية مشروعية التمسك بتلك الأيدلوجية واعتمادها فلسفة للحكم بكونها تحتكم على المقدسات الدينية للشعوب العربية وما تعتمده إسلاميا من غير الجائز مناقشته أو الاعتراض عليه من قبل بقية الشعوب .. في نفس الوقت فان الجارة المنافسة والتي جعلت من نفسها فزاعة للمحيط السني للبحرين هي إيران الشيعية وهي أيضا طائفية وثيو قراطيه وخطر سياسي وايدولوجي معلن دونه خرط القتاد فهي في نزاع حياة أو موت مع السعودية .. وهي(إيران ) سبق أن طالبت بضم البحرين كما أنها تعتمد مبدأ تصدير الثورة .. وفي هذه الحالة فان المحيط السني يعتبر البحرين منطقة الحجابات في ساحة معركته مع إيران .. وإيران من جانبها تعتبر البحرين الثغرة بين الألغام التي يمكن النفاذ من خلالها للاشتباك مع العدو السني ، من جانب ثالث فان العامل الدولي واقصد الأمريكي تحديدا يتخذ من البحرين مقر الأركان لجيوشه المتأهبة دوما للحرب في الشرق الأوسط .. ومن جانب رابع فان العدو المعلن لأمريكا في المنطقة هي إيران ، ومن جهة خامسة فان أوباما وان كان أبوه كيني فان ذلك لا يجعل منه قديسا ..فقد أيد حكام السعودية وحربهم الصليبية ضد ثوار البحرين ونظر بعين عوراء لمذبحة ثوار اليمن بسبب دعمه لعلي عبد الله صالح كونه من وجهة نظر أمريكا يلعب دورا ساندا في محاربة القاعدة التي ينتمي مؤسسها وقائدها الروحي والميداني بن لادن إلى اليمن .. .

3 . في مثل هذه الظروف فان البحارنه المنتفضين في مواجهتهم للطغيان أمامهم شجرة محرمة واحدة .. وتحريمها لا يماثل تحريم الشجرة الوحيدة بالنسبة للثنائي العاري آدم وحواء والتي حرمت عليهم في الجنة و اختلف الرواة في تحديدها ..هل هي التفاح أم الحنطة أم الآلو.. والتي بسببها تسببوا في محنتنا الأزلية .. ولو كنا نعلم بما ينتظرنا لملئنا حجر آدم تفاحا وحجر حواء آلو .. وبقينا في جنتنا لا شح في كهرباء ولا إرباك في بطاقة تموينيه..ولا محاصصه .. فالشجرة المحرمة على البحارنة داخليا واقليميا ودوليا هي الشيعية.. والتي لا يترتب عليها الإقصاء من الجنة والتسفير إلى الأرض فقط كما حصل للثنائي آدم حواء بل يترتب عليها اقتحام درع الجزيرة ليس لميدان اللؤلؤة فقط بل كل الشوارع والأزقة والبيوت لذبح المنتفضين ودعاة الانتفاضة في البحرين.

4 . المنطق يقول : انك إن كنت بصدد المطالبة بحقوق دينية مجردة لطائفة فان مطالبتك تنحصر في المطالبة بالسماح لمعتنقيها بممارسة طقوسهم واتخاذ أبنية أو أماكن لممارسة ذلك وإتاحة السبل لنشر تعاليمها ، وان كنت بصدد المطالبة بالحقوق الثقافية لمجموعة عرقية فان مطالبتك تنحصر في المطالبة بالسماح باستخدام لغة المجموعة العرقية وإحياء تراثها الثقافي .. ولكن عندما تكون بصدد مقاومة استئثار نظام الحكم بالمقدرات الوطنية وحصره به وبامتداده الطائفي أو العرقي وهو ما حصل في البحرين وقبل ذلك في العراق في حقبة صدام والبعث فان مطالبتك ينبغي أن تكون : المواطنة والديمقراطية ومواجهة الاستبداد والفساد ..وان وصمني احدهم بالشيعية .. سأصيح في وجهه : أشهد أن أبو بكر وأولاده المعصومين كل من محمد وعبد الله وأختهما حجج الله ..حجج الله ..وأريد أنعل أبو خليفه لابو سعود لا بو نجاد لا بو درع الجزيره لابو درع مدينة الصدر .. خاصة عندما أكون علمانيا والعلماني من وجهة نظري أني مؤمنا بان قولي ذاك لن يخرجني من الدين ولا من المذهب ولا من الملة .. فانا لست مثل رجل الدين العراقي الذي سأل أستاذه في إحدى حلقات الدرس في الحوزة .. قائلا :هل أن ذكر الإمام علي (ع) في الآذان واجبا ..؟ فرد عليه الأستاذ قائلا : ليس واجبا بل اختياري فما كان من السائل إلا إن رد على أستاذه قائلا : صلاه.. وما بيها ذكر علي ما تسوى فلسين ..!. .

5 . في حالة البحرين حصلت الحالة المماثلة لحالة شخص عندما يركب على حصانين في وقت واحد ويضع قدما على ظهر كل حصان ولأن طول قاعدة المثلث الذي يشكل ساقا الرجل ضلعاه القائمين لا يمكن أن يزيد طولها( أي القاعدة ) عن 1,5 متر في كافة الأحوال فزاوية انفراج فخذيه ليست مرنه تماما إلا إذا كان راقص باليه ولا احسب إن في البحرين عدد كبير منهم ، ولأن الحصانين ليسا ( طريزينه) تسير على قضبان القطار فتكون المسافة بينهما ثابتة بل أن الحصانين تحكمهما مجرد أعنة تسمح بالزيادة والنقصان بإضعاف المسافة بين ساقا الفارس ..فانه يكون أمام إحدى حالتين : . إما أن ( ينشلخ ) أو يفقد موطئ القدم على ظهر احد الحصانين فيكون على احدهما فقط ، أو قد يسقط أرضا ولا تسمى تلك كبوة .. بل تسحقه حوافر الخيول .. ما الذي حصل في البحرين ؟.. .

6 . الذي حصل في البحرين انتفاضة شبابية أراد لها منظموها الأصليون أن تكون على غرار ما حصل في مصر وتونس واليمن ..تطالب بالديمقراطية ومواجهة الفساد والاستبداد وهي في أهدافها هذه في منأى عن الخطر وعن الإجهاض كونها جزء من الموجة التي تحظى بتعاطف الجميع وتنحني لها رقاب الحكام مرغمين ولا يغير من ذلك مواجهتهم لها بالحديد والنار ولكي تتصف الانتفاضة بهذه الصفة فانه ينبغي أن يتوفر فيها أمران : الشعارات.. والمتصدرين يعني الوجوه البارزة فيها.. فالذي حصل في تونس فانه وبالرغم من أن عناصر وأنصار حركة النهضة التونسية وهي حركة ذات أيدلوجية دينية وربما هي النسخة التونسية من تنظيم إخوان المسلمين قد انضموا إلى الانتفاضة التونسية بكثافة فإنهم كانوا ينكرون ذلك وقد خلعوا جلابيبهم وقالوا علنا لا رأي لنا إنما الرأي لشباب الانتفاضة ولا مطالب لدينا غير مطالب شباب الانتفاضة.. ولم تظهر وجوه ادعت قيادة الانتفاضة لا في تونس ولا في مصر ولم ينفرد الأقباط في مطالب في مصر ولا الإخوان المسلمون ومثل ذلك حصل كما نوهنا في تونس وتكرر أيضا في اليمن ..لكن البحرين حصل فيها أمر آخر .. في البحرين حصل أن النظام الفاسد صور الانتفاضة بأنها طائفية شيعيه تستمد أوامرها من إيران وزعم المحيط الداخلي المساند للحاكم مثل ذلك فاخترقوا المظاهرات بشعارات وصور تؤكد ذلك والتي ترافقت مع أو شجعت على رفع صور بذات المعنى الغرض من ذلك تشويه الانتفاضة واستعداء الآخرين لها وتأليبهم ضدها ، وبدلا من نفي التهمة التي ستجهض الانتفاضة أعلن الشيخ حسن مشيمع من لندن وهو احد القياديين في المعارضة الشيعية انه قادم للبحرين وحط في مطار المنامة مقلدا نزول الخميني عام 1979 في مطار طهران قادما من باريس ..وذهب السيد مشيمع إلى دوار اللؤلؤة واعتلى منصة يجلس عليها من يمينه ومن شماله رجال دين معممين شيعه ..وهتفوا بإسقاط النظام وصاح جمهورهم : هيهات منا الذله ..! وهي عبارة الحسين عليه السلام أطلقها في وجوه الجيوش المحاصرة يوم عاشوراء ..! يصدح بها البحارنة في مجلس عبد الملك بن مروان ..! فسلموا بأيديهم وعلى طبق من بلور رقبة الانتفاضة البحرينية للحاكم المستبد الفاسد ولمحيطه الداخلي الطائفي ولمحيطه الإقليمي الوهابي الغرق في العدوانية والتعصب والتخلف ..وكان في حسابهم وبسبب قصر نظرهم وتخلفهم أن حمد سيقلد الشاه فيطير إلى القاهرة وربما استصحب معه عبد الله بن عبد العزيز آل سعود .. وذبحت الانتفاضة البحرينية من الوريد إلى الوريد بسكين القيمين عليها وبأيدي المحيط الداخلي والإقليمي الطائفي والفاسد.. في حرب صليبية طلائع جيوشها دخلت دوار اللؤلؤة ومؤخرتها بعد لم تغادر الرياض .. لماذا لم يحصل ذلك في اليمن ..؟ لأن القيمين على الانتفاضة في اليمن لم يكونوا بذاك القدر من الغفلة فلم يرفع حوثي اشترك في الانتفاضة شعارا حوثيا ولا رفع جنوبي اشترك بكثافة في الانتفاضة شعارا جنوبيا . طريق الانتفاضات من اجل الديمقراطية والحرية وفي مواجهة الاستبداد والفساد لا تكون شعاراتها مذهبيه ولا عرقيه ولا يتصدر جموعها الرموز المذهبية والعرقية وان خلصت نواياهم .. لأنها بالضرورة تحمل في ثناياها نقيض تلك الأهداف فهي تشمل فئة سكانية من المجتمع وان كبرت وليس كل المجتمع ، وهي تنطوي على الاستبدال المستقبلي المحتمل للاستبداد .. الكفاح من اجل الديمقراطية ومن اجل الحكم الصالح لن يكون إلا برداء علماني دون أي رداء ديني أو مذهبي وذاك هو الأقرب منالا والأكثر تحضرا وملائمة مع الظروف الداخلية والإقليمية ..لكنه يتعارض مع المطامح الضيقة لرجال الدين والذين يستقتلون على الحكم باسم المذهب أو العرق وان أدى ذلك الطموح إلى إغراق السفينة قبل ملامستها الضفاف ..وان حطت السفينة أعلنوا أنفسهم أربابا على معيتهم وأسرفوا وأفسدوا حتى تتمنى تلك الرعية أنها لو كانت ترزح تحت نير الاستبداد التقليدي لكانت قد ظفرت بالمثوبة يوم تطلق كلمة حق أمام سلطان جائر بدلا من أن تفقد هذه المزية أيضا فتحسب كلمة الحق التي تطلقها وان كانت أين الطريق كلمة كفر في حضرة ولي ينوب عن الخالق جل شانه .. وهو أمر لا ينحصر بسلطة الحاكم الشيعي فقط فالحاكم السني أطكع .. والحاكم المسيحي أبشع ..والحاكم اليهودي أفضع .. وأنا لا أشير إلى معتقدات الحاكم الشخصية فذاك أمر يخصه ولكن أن يعتمدها أيدلوجية في الحكم ..فهذا ما اعنيه .. .


 

free web counter