| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد فيادي

saliem200@hotmail.com

 

 

 

 

الأربعاء 4/1/ 2006

 

 

 

الأستاذ جاسم المطير ...الأمنيات وحدها لا تكفي

 

ماجد فيادي

ملاحظة :
الأسئلة كثيرة والدعاء طويل وقد اعتادت ألسنتنا أن تصمت 364 يوما في السنة الواحدة أمام الله والحكومة إلا في يوم رأس السنة الميلادية حيث يقول كل منا إلى الآخر : عام سعيد .. وأتمنى .. أتمنى لك وللناس أجمعين .. !!

ثم يأتي العام الجديد أسوء من قبله إذا ما ظل الشعب صامتا ..!

بهذه العبارة ينهي الأستاذ جاسم المطير احد مساميره التي لم تعد توغز من يلبس جلد الدب. وللأسف جلد الدب صار بديلا للزي العراقي , أي أن الزي الجديد للمواطنة والمواطن العراقي من أبسطهم الى أثقفهم الى اغلب قادتهم صار مصنوعا من جلد الدب. ما يميز جلد الدب أنه سميك, ولا تأثر به لسعات النحل, من هنا اختارت العراقيات والعراقيين جلد الدب بديلا للزي العراقي, فقد أثبتت الانتخابات الأخيرة أن سلوك الحكومة المؤقتة بقيادة السيد الجعفري لم تأثر بجلد الدب, وتصل الى جلد العراقيات والعراقيين لتلسعهم وتنبههم الى المستقبل المظلم الذي يتجه له العراق. ما جرى أن انتخبت العراقيات والعراقيين طائفتهم وقوميتهم, ولم ينتخبوا مصلحتهم, كما أن القيادات لم تغير من سياساتها, بل بالعكس أوغلت في زرع الطائفية والقومية والحزبية والمناطقية والكثير من الصفات البعثية ( لمن لا يصدق عليه أن يزور العراق ), هكذا حصن العراقيات والعراقيين أنفسهم من لسعات النحل وهم يأكلون عسل سقوط الدكتاتور, إنهم لا يروا تراجع الوضع الأمني بالرغم من الموت اليومي على يد الإرهابيين, إنهم لا يشعروا بسوء الخدمات, إنهم لا يفتقدوا احترام حقوق الإنسان, إنهم لا يغشوا تقسيم العراق, إنهم لا يفهموا أن السياسة لا تؤمن بالأصدقاء بل تؤمن بالمصالح, إنهم لا يريدوا أن يفهموا أن العلمانية لا تعني إلغاء الدين أو زواج الرجل من الرجل, إنهم مصرين على انتخاب الطائفية والقومية والتعامل مع الآخر بلغة السلاح.

إن التغيير لن يأتي بالأماني, ما دام القادة مصرين على الطائفية والقومية والمحاصصة والتزوير وقتل الآخر إن استوجب الأمر, إن التغيير ليس حبة أسبرين نتناولها فتذهب آلامنا, التغيير ليس وصفة طبيب يكتبها ونشتريها من الصيدلية, التغيير ليس رغبة جامدة, التغيير لن يأتي على يد شعب طائفي.

التغيير كما افهمه :.

الانتقال من واقع يعيشه أغلبية, الى رفض أو انتقاد من قبل الأقلية, ثم النضال من اجل نشر واقع جديد, عبر العديد من الوسائل, حتى تصبح الأغلبية أقلية والأقلية أغلبية, وليس من الضروري أن يكون الواقع الجديد مطابق لما دعا له الأقلية في البداية, لان التغيير يمر بمراحل تطور تؤدي الى نتائج قد تتطابق أو تختلف مع الصورة الأولى التي دعي لها في بداية التغيير.

للأسف الأقلية في العراق ممن تدعو الى الوحدة الوطنية ونبذ العنف ورفض الطائفية والقومية تعاني من حرب لا إنسانية, يباح بها كل الوسائل التي استخدمها الدكتاتور صدام, فمن عانى بالأمس من ظلم الدكتاتورية, أصبح اليوم يمارس الظلم عبر السلطة الجديدة التي يتحلى بها, من مليشيات الى مراكز حكومية الى سلطة دينية, أما من لا يمتلك مصادر القوة صار يتمسح بأهل القوة الجدد ويعطيهم صوته ويزيد في غيهم.

(((إذن العراق يعاني من أغلبية ساحقة على حد تعبير السيد الحكيم, وأقلية صغيرة جداً يسهل سحقها)))

من هنا اصل الى أن التغيير لن يأتي إذا ما أصر القادة والجماهير على السير قدما في سياستهم الحالية, إذا لم تتوقف الجماهير والقادة عن ارتداء جلد الدب, إذا لم تتوقف الجماهير من أكل عسل سقوط النظام, إذا لم تستمع الجماهير الى الأصوات الأخرى, إذا لم نفهم معنى العلمانية, إذا لم نتعلم لغة الحوار, إذا لم ندرس الديمقراطية, إذا لم ننظر الى دول العالم الأول, إذا لم نفهم الشراكة الوطنية, إذا لم نتقبل الآخر كما هو, إذا لم ننسى دروس الدكتاتورية, إذا لم نتصالح مع أنفسنا.

لن أنكر على العراقيات والعراقيين حق ألاماني, لأني أتمنى أيضا, لكن ألاماني تحتاج الى العمل.

عفوا أستاذ جاسم المطير لست المعني بما كتبت أعلاه, لكنك فتحت الجروح.