|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الثلاثاء  22 / 7 / 2014                      مصطفى غازي فيصل حمود                       كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

متى تنتهي أحزاننا..؟؟

مصطفى غازي فيصل - البصرة
mustafaalziyyir@yahoo.com

كثيرة هي المواقف والقصص المحزنة والمؤلمة التي يمر بها الانسان على مدار حياته ,فمن منا لم يفقد عزيزاً قريباً كان أم صديقاً أو حتى جاراً سابعاً يكن له كل الاحترام والود ,والانسان السوي تمثل له الروابط الاجتماعية شيئاً مهماً لا يتجزأ عن حياته اليومية ,فما ان يغيب عنا صديق او مقرب حتى نبادر بالسؤال عنه وعن صحته وما أل اليه ,وما يشهده العراق اليوم من هجمة بربرية (ارهابية) شنعاء - سمها ما شئت - زادت من قصصنا المحزنة فالدماء تسيل عبيطةً دون توقف ولا تمييز بين فرد من مذهب أو أخر أو طائفة وأخرى, فالهجمة موجهة ضد كل العراقيين خصوصاً على مختلف أطيافهم وضد العراق بكل ثقله التأريخي عموماً,فاليوم شملت كل العراق من شماله حتى جنوبه ومن شرقه حتى غربه,تستهدف تمزيق العراق وتشتيته بنفسٍ يعيد للذاكرة كل ما قرأناه عن هجمات البرارة والتتار وتيمور لنك وأهل الخوازيق و رافعي الرؤوس المقطوعة على الرماح ..!

فاليوم يلعبون برؤوس البشر كالكرة ,فهل التأريخ يعيد نفسه بوجه جديد ..؟؟ قد يقول قائل هناك مظلومين أو مستضعفين ثاروا ,نقول لهم لا تخلطوا الاوراق فالثورات في كل العالم تكون بأياد وطنية خالصة وليس بأجندات خارجية تتحكم وتوجه على أهوائها ..!! وليس من الصواب أن نضع يدنا بيد كائناً من يكون حتى لو كان الشيطان نفسه لكي نسقط شخص ما أعتقاداً منا بأنه اساس المشكلة ,فنحن بذلك نحطم مقدرات شعب وبلد بأسره من أجل تصفيه حسابات شخصية وعرقية وطائفية ,وفي حقيقة الامر ما دفعني لكتابة هذه السطور في مقدمة مقالي هو دموع رأيتها وقد ترقرقت في عينا أبٍ ــ ابا عامر ــ مكلوم بأبنه المغدور الذي راح ضحية التفجير الاجرامي الذي وقع في شارع الاستقلال في منطقة العشار في محافظة البصرة ــ والتي تعتبر من المحافظات المستقرة نسبياً على الصعيد الأمني ــ في احد ايام شهر رمضان المبارك ,وهذا واحد من عشرات غيره يسقطون يومياً خلال المواجهات المسلحة أو السيارات والعبوات المفخخة,يقول ابو عامر متسائلاً متى ينتهي هذا الارهاب الذي راح ولدي ضحيته ..؟؟

سؤال جوابه غير معروف ..! فكم من الف غير عامر ينتظرون أن يخطفهم الارهاب وتزهق ارواحهم ,ولا يسعنى ألا أن نواسيك بالكلمات فلكم ولكل أهل الشهداء والمغدورين الصبر والسلوان وللشهداء جنان الخلد وعاش العراق موحداً ولو كره الحاقدون .
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter