| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                               الخميس  11 / 9 / 2014



لو ألعب .. لو أخرِّب الملعب

د. محمود القبطان  

مثل يُقال عن الذي يصر على مواقفه ولا يرى ولا يريد غير ما يراه. والآن وجهة نظر حول جلسة البرلمان ليوم أمس 8 أيلول.

الاجتماع حُدِدَ في يوم الثامن من أيلول الساعة الثامنة مساء وكان قد دُعيَ الضيوف من البعثات الدبلوماسية وممثلي القوى السياسية الأخرى للجلسة ذاتها ليروا كيف تسير ديموقراطية العراق الجديد. لم تبدأ الجلسة إلا بعد مناشدات رئيس البرلمان بالجلوس والهدوء وكانت الساعة قد تعدت الثامنة بكثير,لان العرب لا يحترمون الوقت الثمين حتى للآخرين, كما يبدو.

تبدأ الجلسة بتلاوة من القرآن ولكن الأحاديث بين البرلمانيين لم ينتهي حتى بعد طلب رئيس البرلمان بالإنصات للقرآن,ولكن المفارقة إن محمود الحسن صاحب الطبعة الثلاثية الجديدة على جبينه العريض لم يحترم هذه التلاوة ولا مناشدات الجبوري ، لا بل احد المعممين ظل يتكلم مع من كان في جواره في الصف الأول من الجالسين.

ما أن بدأ رئيس البرلمان بالبدء بفقرات الجلسة حتى انبرى احد البرلمانيين ويقول لم يطلع على سيرة الوزراء الجدد,لكنه نسى انه كان على وفده المفاوض لتوزيع كعكة الوزارة أن يطلعه مع باقي كتلته عن سيرة من سوف يصبح وزيرا والصياح بدأ, وحنان الفتلاوي تذكرت إن على كل من يأخذ منصبا رفيعا وسياديا عليه أن يتنازل عن جنسيته الثانية ,حسب نص دستوري وهي محقة في ذلك,لكنها تناست الفتلاوي أن معظم وزراء المالكي ولمدة 8 أعوام كانوا يحملون الجنسية المزدوجة كما كانوا من قبله. أما سميرة الموسوي هي الأخرى بدأت ممتعضة من الجلسة ولم يسمع منها شيء سوى الصياح لان المايكروفون لم يكن قريبا منها وصولا الى محمد الطائي الذي لم يسند له وزارة كما كان يتأمل وكما كانت الدعاية رائجة حوله, وخرج من القاعة لان ليس هناك وزير بصري ويبدو انه لم يسأل عن عدد الوزراء من البصرة وطالب أعضاء البرلمان من البصريين بالخروج معه إن استطاعوا وكما قال. والمؤسف إنه يحرض أهل البصرة للخروج بتظاهرات ضد الوزارة والتي لم تبدأ بأعمالها حتى,لا بل رفع بعض الشباب في البصرة شعار: تظاهر.. اعتصام... ثم ثورة!! لكن ضد من؟ يريد مكاتب استشارية في البصرة لكل وزارة لها أعمال في البصرة... ماذا اختلف عن من طالب بالانفصال أو تأسيس أقاليم إذا لم تتحقق مطالبه؟ التركمان اعترضوا على التشكيلة الوزارية الجديدة أيضا,ولم يختلف عن الآخرين "المكون المسيحي" حيث هم اعترضوا على التشكيلة الوزارية. إذاً من هم الذين وافقوا على الوزارة الجديدة ومن حدد ملامحها وكيف تصرف المفاوضون قبل إعلان الوزارة؟

يبدو إن البعض لا يرون لهم أية تشكيلة للوزارة إلا إذا حصلوا على ما يريدون بغض النظر عن مواقف رؤوساء كتلهم وينطبق عليهم المثل لو ألعب .. لو اخرّب الملعب...

لكن كيف حصل التوزيع على أساس الرجل المناسب في المكان المناسب؟

والأسئلة هي :

- هل عادل عبدالمهدي باعتباره اقتصادي مكانه في وزارة التجارة أم النفط ؟
- هل باقر الزبيدي اهتمامه ومعرفته في وزارة النقل أكثر من الأعمار والإسكان باعتباره مهندس وله باع طويل في مجاله ,كما كان يقول؟

من كل هذا ,وكما يبدو,إن بعض الكتل إن لم أقل كلها المتنافسة على كراسي الوزارة جل اهتمامها كان في الحصول على مناصب في الوزارة بغض النظر عن التجربة . لكن الوزارة تشكلت والوعد الذي قطعه على نفسه رئيس الوزراء حيدر ألعبادي انه خلال أسبوع سوف يعلن عن أسماء الوزيرين للدفاع والداخلية وإذا لم يتفقوا على الأسماء فأنه سوف يُعيّن الوزراء الذي يراهم مناسبين وإنهم الأفضل.وحسنا فعل اليوم ألعبادي أمر بعدم وضع صوره في الأماكن الرسمية في الشوارع ونقاط التفتيش لا بل تعدى ذلك وأعلن عدم مناداته ألا بشخصه الرسمي واسمه بدون "دولة",يعني بدون رتوش لبنانية الذي دخلت على اللغة العراقية وأصبح معمولا بها,واعتقد هذا سوف يجري على باقي الألقاب مثل معالي وفخامة.

شعب العراق ينتظر بفارغ الصبر في إن الوزارة تضع على عاتقها من أهم واجباتها الآنية هي القضاء على داعش والمسببين باحتلال مدن بكاملها وهروب القادة العسكريين وتحقيق الأمن ومن ثم تأمين الخدمات وباقي الأمور الملحة.لا ينتظر ولا يتوقع احد إن هذا يجري بين ليلة وضحاها لكن المئة يوم سوف تبين تطبيق خطة الحكومة الجديدة ومن بعد ذلك يأتي الحكم عليها .

 

20140911

 

 

 

free web counter