| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                               الثلاثاء  21 / 1 / 2014



تعقلوا - تباحثوا - اتفقوا .. وحدة العراق الأهم

د. محمود القبطان 

لم يعد أمرا غريبا في العراق الجديد ما أن تظهر بوادر لحلحلة أزمة إلا وتظهر أخرى تطغى على الأولى ويستمر معها التدهور الأمني والذي لا يحتاج الى مُحلل سياسي أو برلماني لمعرفته.أزمة النفط والغاز من الساسة الكرد,أزمة الانبار وما حولها,أزمة الصراع بين الكتل المتحالفة,أزمة البرلمان الكسول وأزمة عدم إقرار القوانين المهمة والملحة,أزمات الفساد الكبرى والتي اشتهر بها العراق منفردا, ولكن

1: تعقلوا

بعد مرور عام على احتجاجات الانبار ومطالبها المتصاعدة والتي بدأت بإطلاق سراح النساء الى أن انتهت بإلغاء الدستور وإسقاط الحكومة الى أن وصلوا الى الفصل ما قبل الأخير في الحملة العسكرية في صحراء الانبار الى دخول الجيش الى وسط المدينة و الفلوجة لطرد إرهابيي داعش والقاعدة وهجرة وتهجير العوائل من المناطق المفترضة في تواجد المجرمين.كل هذا بدأ بأزمة كان بالامكان تخطيها منذ أول يوم لها وقبل اعتقال أفراد من حماية رافع العيساوي .شأن هذه الأزمة شأن أزمة طارق الهاشمي والذي أصبح بطلا جراء تخبط الإجراءات الأمنية وعدم الكشف عن الخروقات التي رددها المالكي بأنه يعلم وبالوثائق عن أعمال الهاشمي وحمايته منذ ثلاث أعوام,لكن لم يسأله احد من كتلته ,في اقل تقدير, لماذا سكت لذاك اليوم وسمحت له بالسفر الى أربيل لتُثار الأزمة وقتها. دوما إجراءات الشد والضغط والتهديد تأتي كردود أفعال,وهنا البأس والمعضلة. تأتي أزمة النفط والغاز مع الساسة في الإقليم,من له الحق في تصدير النفط ومن له حق البث في هذا؟الطرفان يتعكز على الدستور الذي يحمل عدة أوجه للتفسير ولذلك ليس لأحد أن يقرر مع من الحق في هذا الموضوع.في كل عام لنا أزمة عند إقرار الميزانية العامة وتتأخر بسبب الخلافات,ترسل الى البرلمان من قبل الحكومة ثم ترجع لها وتصحح وترسل ثم ترجع والمشاريع تتعطل والبطالة تزداد ولكن رواتب البرلمانيين مستمرة.التهديد من الإقليم ثم تهديد من الحكومة,احدهم يقول ليس هناك قوة تهددنا,والأخير يقول سوف نستقطع الأموال من حصة ال17%

الحكومة تقول نريد الأموال غير المسلمة الى الدولة منذ 2010 الثاني يقول لم نصدّر أي برميل.تركيا تركب الموجة لشق الصفوف ولها مصالح حيوية في العراق عبر مئات الشركات العاملة في العراق وتهدد الحكومة برفع القضية الى القضاء العالمي..الى أين سوف تنتهي الأمور؟يأتي وفد من الإقليم , لكن:

2: تباحثوا

وهل كان بالامكان التباحث واللقاء بصورة هادئة دون تحريك الشارع مع وضد ولأسباب انتخابية؟نعم بين العقلاء يمكن حل كل المشاكل دون ضجة.على الإقليم أن يعترف بأنه تابع الى العراق ككل وهناك حكومة مركزية تدير الدولة مع الأخذ بنظر الاعتبار بخصوصية الإقليم,وعليه يجب الإفصاح عن الاتفاقيات المبرمة حول تصدير النفط كمية وسعرا وموردا.وعلى الحكومة المركزية أن تبدي المرونة مع الإقليم إذا كانت تعترف بخصوصيته لتخطي الأزمات المستمرة بين الإقليم والمركز وأن تكون هناك شفافية في التعامل مع بعظهم والكف عن لغة التهديد بالانفصال .وتزامنا مع أزمة النفط بين الإقليم والمركز أثار عارف طيفور النائب الثاني لرئيس البرلمان والذي نادرا ما يتكلم أو يسمع له تصريح وأثار أزمة جديدة وهي الطلب بترحيل العرب من كركوك الى مناطقهم الأصلية في خطوة غير ذكية بالضغط على المركز وهو غارق في أزماته ,لاسيما الحرب على الإرهاب, من أجل الموافقة على شروط الإقليم في تصدير النفط.من حيث المبدأ هناك قرار حول كركوك وهو مُعطل لا بل مات منذ زمن إقراره وسحبت عليه المياه.وثانيا هل من المعقول أن يرجع من أسكنهم صدام ضمن طريقة تعريبه لكركوك بعد حوالي أربعين عاما حيث ولد وترعرع حوالي جيلين من المواطنين؟يذهبون الى أين؟من بقى لهم في ديارهم الأول؟الناس تعلمت أكثر من لغة وعاشت الفترة كلها بدون حروب وتهجير,فلماذا تثار الآن ؟لمصلحة من؟

هل يحق للمواطن الكردي من تركيا أو إيران أن يسكن كركوك والمواطن العراقي ليس له الحق في ذلك؟

لست مع اغتصاب الأرض من أحد لكني أجد نفسي في موقع الدفاع عن جيلين من المواطنين لا ذنب لهم لان نظام صدام جلب أهلهم الى هناك.في حالة كهذه يشعر الإنسان في إنه لا ينتمي الى دولة موحدة,الكل يتهيأ الى تقسيمه حسب الطوائف والقوميات,لكن ماذا لو طالب أهالي بغداد أو البصرة أو أية منطقة أخرى يتواجد فيها الأخوة الكرد بترحيلهم من مناطق سكناهم الى الإقليم حتى الذين لم يولدوا فيه أو ليس لهم أية ارض أو سكن؟أليس هناك من يريد أن يقوّي هذه النزعة المتعصبة عند الطرفين ؟لماذا لا نستطيع أن نعيش بسلام والعراق للجميع؟أليست لغة الكلام والمباحثات هي الحل الأفضل لكل الأطراف والتي تريد الخير للجميع؟ وإذا

3: اتفقوا

فالخير يعم على الجميع حيث لغة العقل تتغلب على كل الحلول المضرة,والرابح الأول والأخير هو الشعب العراقي بعربه وكرده وكل أقلياته المتآخية ويعم الرفاه في كل ربوع العراق.وإذا اتفقوا

4: على وحدة القرار

يكون العراق أقوى بوجه الإرهاب ويبدأ البناء الحقيقي ,يبدأ الألم الذي يعم العراق بالانحسار ويبدأ المواطن بالحلم لعراق موحد وجميل وسعيد.لكن

5: على يد مَن ؟

كل المعطيات تأشر على أن ما يجري في العراق هو صراع على السلطة والانتخابات قريبة,وكلما يقترب موعد الانتخابات كلما تصاعدت حدة الخلافات بين أطراف"حكومة وبرلمان"الشراكة"ويبدأ التسقيط

والاحتراب والخاسر الأول هو الشعب العراقي وهم الرابحون من يدير دفة الدولة بكل أطرافها.ولكن قد نتفق أو لا نتفق في هذه أو ذاك من البدائل ,لكن حقيقة واحدة تبقى مادام هناك استحواذ على السلطة بطريقة لا دستورية من خلال عدم إقرار القوانين التي تحدد طريقة الانتخابات وقانون الأحزاب وتعديل الدستور الذي يفسره كل طرف حسب مزاجه ومصلحته الضيقة,يبقى الحل بعيدا عن النزاهة وتبقى الشكوك والريبة قائمة بين كل الكتل لأنه ليس هناك منهم,الأطراف المتصارعة,يقر بخسارته.لكن الناخب عليه أن يقرر ماذا يريد وعلى يد من بعيدا عن التشويش والافتراء الطائفي والقومي وترهيب الشارع.أن الناخب وإن أصبح أكثر دراية بما يجري ما يزال قسم كبير من له حق التصويت منوّم عاطفيا لاسيما في الأرياف والمناطق الأبعد.وتوزيع الهدايا والأراضي وزيارة "الأب" في واشنطن لأكثر من سياسي وفي

هذا الوقت لا يعطي أملا ولو بسيطا في حل معضلة العراق في الانتخابات القادمة وربما يشعر أو شعر البعض من الساسة أنه مواقعهم بدأت تهتز ولكن بقوة أكثر بعد انتخابات مجالس المحافظات والخسارة

التي حصدوها ولذلك سوف يخرقون الدستور المخترق أصلا,وينسون عقود الشرف التي وقعوها, ويفضحون بعضهم البعض كآخر مرحلة في التسقيط السياسي,ولن يبقى لا بسكويت ولا كيك إلا وينزل الى الشارع ملوثا كتلوث العقلية السائدة لساسة العراق الحاليين.

ولكن الحلم عند عقلاء الشعب العراقي أن يأتي التحالف المدني الديموقراطي وبقوة الى البرلمان ليصحح كثير من الاعوجاج الذي أصاب وشاب العملية السياسية ليضع العراق ومن جديد على سكة طريق جديد للبناء.علينا جميعا أن نعمل لتحقيق هذا الحلم الجميل.وحدة العراق الأهم.


20140119
 

 

 

 

free web counter