|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  12 / 6 / 2020                             متي كلو                               كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

وزيرنا المؤمن المجاهد و وزيرهم الكافر الملحد

متي كلو
(موقع الناس)

إننا نستنشق الفساد مع الهواءفكيف تأمل أن يخرج من المستنقع أمل حقيقي لنا؟! ..... نجيب محفوظ

في عام 2014 قدم رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية"باري أوفاريل" استقالته من منصبه، بعد أن ظهرت معلومات تفيد بأنه ضلل المحققين بشأن قبوله زجاجة نبيذ هدية يصل ثمنها إلى (2800 دولار أميركي)

خبر اثار امتعاض واستغراب الناخبين من حزب الاحرار الذي ينتمي اليه بصورة خاصة و الشعب الاسترالي بصورة عامة واعتبر ذلك فساد لا بد من استقصائه كما اثار جدلا واسعا حول هذه الرشوة ، فلم ينتظر رئيس الوزراء وقتا طويلا لاستمرار الجدل فقدم استقالته وغادر منصبه ليعتكف في منزله .

اما "ستيف براكس" الذي كان رئيس ولاية فكتوريا الاسترالية وفاز للمرة الثالثة على التوالي عن حزب العمال في انتخابات، قدم استقالته فجأة بسبب اصطدام سيارة نجله وهو قد تجاوز نسبة الكحول التي تسمح بالسياقة في الولاية وقبلت الاستقالة فورا بالرغم من عمله المتميز في الولاية.

مسؤولان من الكفار والملحدين في استراليا، للاسباب اعلاه قدما استقالتهما عن مناصبهم، ونشرت وسائل الاعلام عن الاستقالة، وكل واحد منهم ترك عمله السياسي في الحزب، وخرج من الحزب مُنتكِس الراس خجلا!

خبران ربما يثيران السخرية عندما يقرا المواطن العراقي عن سبب هذه الاستقالة، ويقارن بين هاتين الاستقالتين واسبابهما وبين بعض السياسيين العراقيين الذين ما زالوا يسرحون ويمرحون ويحكمون ويسرقون ويزيدون من الفساد اضعافا واضعافا، ولا نريد هنا ان نذكر جميع الفاسدين لان اعدادهم تفوق المئات من الوزراء والبرلمانيين وقادة الاحزاب المتنفذة، بل نذكر نموذجان فقط ونقارن بين باري افاريل وستيف براكس، مع نموذجان"مجاهدان" وهما نوري المالكي وعادل عبدالمهدي، وناخذ قضية واحدة لكل منهما وليس العشرات من قضايا الفساد التي اقترفوها.

الاول وهو المؤمن والمجاهد نوري كامل المالكي الذي كان السبب الاول في سقوط الموصل كما توجهت اليه اصابع الاتهام من اغلب السياسيين في العراق وخارجه حول دوره في احتلال داعش لمدينة الموصل وبلداتها ونزوح الالاف من ابناء هذه المدينة بحثا عن مأوى لهم،وسقوط اكثر من 40% من اراضي العراق بيد تنظيم داعش الارهابي وفي 16 -8 – 2014 صدر تقرير لجنة التحقيق البرلمانية، بخصوص تسليم الموصل لداعش، وحمّل رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي و30 شخصية سياسية وعسكرية مسؤولية سقوط المدينة في أيدي مسلحي الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" ومن أبرز الأسماء التي تضمنها التقرير اضافة الى نوري كامل المالكي ، وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي،وبابكر زيباري رئيس اركان الجيش وحاتم كصكوص مدير جهاز الاستخبارات العسكرية واثيل النجيفي محافظ موصل وتم احالتهم الى القضاء! و لا نعلم اي قضاء هذا الذي تمت الاحالة اليه قبل 4 سنوات و10 اشهر بدون القاء القبض على اي منهما ومازال المالكي وزمرته يتمتعون بكل الصلاحيات بل ربما تفوق صلاحيات اي رئيس حكومة جاءت بعدهم، كما لا ننسى ما نشره موقع ديلي بيست الأمريكي تقريراً عن نوري المالكي ونجله أحمد المالكي وصهره ياسر المالكي، للظفر بعقود أمنية استثنائية ومازال القضاء لم يحرك ساكنا حيال الجرائم التي ارتكبها لحد الان !

اما النموذج الثاني فهو المؤمن والمجاهد عادل عبدالمهدي رئيس الوزراء السابق والملقب بعادل "زوية" المتهم بسرقة مصرف الكرادة" والانتهازي المخضرم، الذي انتمى الى حزب البعث ثم انتقل الى الشيوعية ثم انخرط في التيار الاسلامي الشيعي وقياديا في المجلس الاعلى الاسلامي والذي تراكمت في عهده مئات الملفات في الفساد وقتل المئات وجرح الالاف من شباب الثورة التشرينية الشعبية المجيدة في ساحة التحرير وساحات الاعتصام في المحافظات الجنوبية والوسطى، وعندما قدم استقالته،كانت مجرد استقالة ورقية او صورية ولكن الواقع لم تكن حكومة تصريف الاعمال، بل مارست عمليات الفساد بعد تقديم الاستقالة فكانت صفقات وهدر اموال ومشاريع غير مكتملة واسناد اعمال لشركات دون المواصفات المطلوبة وتقاضي عمولات واجراءات غير قانونية.

الكافر والملحد باري أوفاريل استقال من رئاسة حكومة ولاية نيو ساوث يلز بسبب قنينة نبيذ كرشوة وهي ليست من اموال الدولة، ولزم بيته وصمت، والكافر والملحد الثاني ستيف براكس رئيس حكومة ولاية فكتوريا استقال بسبب نجله ، لكن هذان المجاهدان "المالكي وعدولة" ما زالا يرسمان سياسة العراق نحو الهاوية والافلاس والتبعية،لهذا لا نستطيع ان نشبه الفساد في العراق مع اي بلد في العالم، ولا يمكن ان يتصدقه العقل بان الشعب العراقي المعروف بنضاله وكفاحه مازال راضخا لحكم هؤلاء!

نختم مقالنا هذا بسؤال الى مصطفى الكاظمي، هل يستطيع ان ينجز ما وعد به للشعب العراقي بمحاربة الفساد وكما قال" محاربة الفساد والفاسدين مهمة وطنية" الاجابة على السؤال تكون من خلال مكافحته للفساد ومحاكمة الفاسدين ليدخل التاريخ كوطني او يدرج اسمه ضمن من سبقه من الفاسدين.
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter