| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

متي كلو

Sabti_kallo@hotmail.com

 

 

 

                                                                                      الجمعة 23 / 8 / 2013



"طمطملي .. واطمطلك"

متي كلو

ويل لأمة لا ترفع صوتها إلا إذا مشت وراء النعش و لا تفاخر إلا إذا وقفت في المقبرة و لا تتمرد إلا و عنقها بين السيف والنطع
"جبران خليل جبران"
يخرج الينا عبر الفضائيات التلفزيونية وبين حين وأخر احد قياديي كتلة سياسية او حزب سياسي ويعلن بان هناك من غير كتلته اعداد كبيرة من الفاسدين والمختلسين وداعمي الارهاب وهؤلاء يعرقلون مسيرة السفينة العراقية الى بر الامان والسلام والاستقرار كما لهم علاقات حميمة مع دول وأقطار وحكومات خارجية معروفة، اما كتلته او كيانه او حزبه، فهو شفاف وديمقراطي واتحادي ويؤمن بالحرية وبحقوق الانسان واحترام الرأي والرأي الآخـر وان الاوان آن لتكشف اسماء معروفة من المسؤولين والوزراء وما اقترفت اياديهم في دعم الارهاب وتورطهم بدعم عمليات القتل والتفخيخ والتفجير والفساد المالي بالرغم من مشاركتهم في الحكومة الوطنية ، ولابد ان يتلاشى وينتهي الصبر، وهذا التصريح تتناقله الفضائيات بالصوت والصورة وبالألوان الطبيعية وكذلك محطات التلفزة الارضية والصحف ووكالات الانباء وكل وسائل الاعلام الاخبارية، وعلى الشعب ان ينتظر قريبا جدا.. جدا ..!
بعد ان ينتهي هذا القيادي يترك البلد في سفرة من ضمن وفد رفيع المستوى الى احدى الدول التي مناخها ربيعي وشواطئها رومانسية على البحر. خلال القيلولة لابد من المساهمة في توقيع بروتوكولات ثقافية وصناعية وتجارية وعسكرية وزراعية بيئية ومائية و تكنولوجية وبرمائية وانترنيتية، بعد هذا الجهد المكثف، يخصص رئيس الوفد يومان للتسوق في مراكز التسوق وشراء عدة بدلات لحرمه المصون وكريماته المدللات وأنجاله ألمدللين وطبعا هذا القيادي لا يكون بمفرده بل يكون عدد من رفاقه من كيانه ومن كيانات اخرى مشاركين بالسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية ومتهمة في الفساد.
ثم يظهر قيادي اخر ومن كيان سياسي اخر ومشارك في حكومة "الوحدة الوطنية" ويعلن عبر كافة وسائل الاعلام بان هنالك مفاجأة قريبة جدا يكشف فيها عن المختلسين وداعمي الارهاب والمبالغ الطائلة التي سرقوها من اموال الشعب، وبعد ان ينتهي من تصريحه لإحدى الفضائيات او الصحف ومنها صحفية اجنبية من الشقيقة الولايات المتحدة الامريكية يحمل حقيبته ضمن وفد رفيع المستوى الى احدى الدول من اجل التوقيع على اتفاقيات او برتوكولات علمية وثقافية ونفطية وكهربائية وجيولوجية وغازية ومعدنوسية وفجلية، ثم يأخذ قسطا من الراحة مع اعضاء الوفد الكرام الذين ينتمون الى حكومة "الوحدة الوطنية" الى احدى المنتجعات للدولة المضيفة، ويستمتع مع زملائه بـ"ويكند" للراحة والاستجمام والاستحمام في بركة المنتجع، بعدها يعود مع اقرانه الى العاصمة لتكملة توقيع العقود، وحضور ألمآدب وقبل العودة بيوم وهو يوم"التسوق" ..
تنتهي الرحلة في امان وسلام حاملا عدد من الحقائب وفي الطائرة يجلس بمقعد يجاور مقعد يشغله احد اعضاء الكيانات السياسية التي صرح احد منتسبيها بكشف المستور، ويسأله :
من يقصد رفيقكم بتصريحه بالكشف عن الاسماء والألقاب والمناصب والمستندات والوثائق؟ يرد عليه الجار المسؤول :
انا اسألك ايضا من يقصد رفيقكم بالكشف عن الفاسدين والمختلسين!
نظر احدهم الى الاخر، ابتسم الاول قائلا:
نحن نتبادل الاتهامات بعد كل هجمة من هجمات ارهابية في بغداد او المحافظات العراقية الاخرى كما نتهم احدنا الاخر بإشعال الفتنة الطائفية وانتم تتهمون حزبنا بالولاء لدولة...! ونحن نتهمكم بالولاء لدولة ...! قاطعه الثاني:
وانتم تريدون اقصاءنا واكل الكعكة وحدكم وتتهموننا بالتكفيريين والتخطيط للانفراد بالحكم ونهب ثروات البلاد والقضاء على مشروع العراق الجديد واتهامنا بتقسيم البلاد، قاطعه الاول: انتم هدفكم تحقيق مآرب شخصية وحزبية وطائفية وخدمة لأجندة خارجية على حساب ارواح العراقيين.
وانتم كل اعمالكم تدل على الطائفية والمذهبية.
كان احد اعضاء الوفد يستمع الى حديثهما، التفت اليهما قائلا: كلنا متفقون على الشعار الذي رفع منذ زمن" طمطملي واطمطلك".
ابتسم الاول والثاني، ثم قال الاول: وهذا الاتفاق يعني لا احد يكشف الاخر، دعني انادي المضيفة لتجلب لنا "كأسا" على شرف شعارنا الذهبي والابدي،
"طمطملي .. واطمطلك" ونبقى متحالفين
 

free web counter