|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  20 / 6 / 2016                    مصطفى محمد غريب                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 
 



 الجهاد الكفائي ومتطوعي الحشد الشعبي المخلصين

مصطفى محمد غريب
(موقع الناس)

في البداية نؤكد بكل صراحة لسنا بالضد من الحشد الشعبي لأنه حشد شعبي حتى وإن كان مختص بمكون واحد تقريباً، بل بالعكس فنحن نرى فيه قوة إضافية للقوات المسلحة العراقية لمحاربة داعش، وكنا نعتقد انه سيكون سنداً قوياً لحماية الشعب من الميليشيات الطائفية المسلحة غير القانونية الخارجة عن إدارة الدولة وتعتبر نفسها فوق القانون، وهي موجودة على ارض الواقع وليست هلامية كما يدعي البعض ادعاءات غير صحيحة، ولهذا كنا وما زلنا ندعم إي جهد إضافي لحماية التوجهات الصادقة للتخلص من داعش والفساد والميليشيات لإقامة الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية، ومن هذا المنطلق وقفنا بالضد  :

أولاً : أن يكون خاضعاً لأجندة خارجية تسيره أو تقوده مهما كانت الحجج .

ثانياً : أن يكون الحشد الشعبي مستقلاً وغير خاضع لميليشيات ولتنظيمات سياسية عسكرية تتحكم فيه بطرق غير قانونية ولا مألوفة وتحرفه عن الهدف الذي أنشئ من أجله .

ثالثاً : أن يكون الحشد الشعبي قوة عسكرية تخضع للقائد العام للقوات المسلحة دون غيرهِ وان يكون جزء مثلما اشرنا إليه من هذه القوات لمحاربة داعش أو أي جهة تريد أن تهيمن بأي طريق أو أسلوب لخدمة أهداف سياسية وحزبية وطائفية ضيقة.

رابعاً : أن لا يكون حجة أمام المكونات الأخرى لتشكيل ميليشيات طائفية بحجة حماية الطائفة والادعاء أن الحشد الشعبي الراهن سيكون بمثابة حزب الله في لبنان أو الحرس الثوري الإيراني.

ومن هذا المنطلق أيضاً نقف مع المتطوعين المستقلين الذين تطوعوا في الحشد الشعبي من منطلق وطني لقتال داعش الإرهاب ولتحرير الأراضي التي استولى عليها هذا التنظيم ، وهذا التطوع المستقل بمثابة إدانة واضحة للنهج الطائفي والمحاصصة الذي كان احد الأسباب الرئيسية لانتشار داعش وهيمنته على أكثرية المناطق الغربية وفي مقدمتها الموصل وصلاح الدين والانبار ومناطق غيرها.

ففي إطار محاربة داعش والإرهاب تقف كافة القوى الخيرة الوطنية والديمقراطية وأكثرية الشعب العراقي مع القوات المسلحة من جيش وشرطة اتحادية وبيشمركة ومتطوعي الحشد الشعبي وأبناء العشائر الرافضة لداعش، وعندما أعلنت المرجعية الشيعية وبالذات السيد علي السيستاني الجهاد الكفائي شخصت الموقف الواضح من الإرهاب وبالذات ما يسمى " بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش " ومقاتلته للدفاع عن وحدة البلاد ومكوناته القومية والدينية والمذهبية ولم تذكر المرجعية في سعيها لمقاتلة إي مكون وبالذات " السنة " في العراق وهو موقف لا يشك في نواياه وأهدافه التي تؤكد على احترام جميع المكونات وعدم التجاوز عليها ومراعاة النازحين منهم حتى بدون السؤال " أنت شيعي أو سني ؟" وهكذا كانت الدعوة للجهاد الكفائي واضحة وضوح الشمس لا تعني انضمام تنظيمات مسلحة أو ميليشيات طائفية منظمة على شكل أحزاب عسكرية قامت قبل هذه الدعوة الموما إليها على أسس تنظيمية حزبية وعسكرية، وإنما المعني هو التطوع العام الذي حدد وفق رؤيا محاربة الإرهاب والتطرف وبهذا قام الحشد الشعبي على أساس هذه المعايير، إلا أن الأوضاع سارت بعيداً عن توصيات المرجعية وأهداف الجهاد الكفائي وأصبح قسماً أن لم يكن الكل من الحشد الشعبي " مع شديد الأسف" تحت قيادة التنظيمات المسلحة قبل قيامه ودعوة المرجعية وليس هذا فحسب بل حتى الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني على ما يظهر صار واحداً من قادة الحشد الشعبي وهذا الأمر ليس بالبدعة إنما نشر عنها في وسائل الإعلام مدعومة بالصور واللقاءات التي أخذت بشكل سري ونشر العديد منها فيما يخص الموضوع وبخاصة أثناء معارك الفلوجة (وظهر قاسم سليماني وقائد فرقة المغاوير في الشرطة العراقية الاتحادية حيدر يوسف المطوري الملقب أبو ضرغام إضافة إلى العميد محمد باكبور، قائد القوة البرية في الحرس الثوري الإيراني) وهما داخل الفلوجة، إلى جانب قائد منظمة بدر هادي العامري وقد ذكرت قبلها وكالة (نادي المراسلين الشباب التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني) أن "قائد القوات البرية التابعة للحرس الثوري الإيراني العميد محمد باكبور، وصل إلى منطقة الكرمة التابعة لمدينة الفلوجة من أجل متابعة سير العمليات العسكرية التي تشنها القوات العراقية والميليشيات الشيعية في المدينة" فضلاً عن ظهور فديو سُرب عن قاسم سليماني مع قيادة حزب الله العراقي وهو جالس ثم يقف ليسلم على احدهم في احد المنازل في الفلوجة..

ـــ لماذا وجود محمد باكبور وسليماني الإيرانيين في الكرمة/ الفلوجة وهم الذين قلبوا الدنيا ولم يقعدوها عن وجود قوات تركية منذ عهد صدام حسين في الإقليم؟ ؟ كيف انقلبت الأمور إلى هذا الشكل؟ ـــ وما هو السر في هذا الانتقال الذي يبدو من خلال هذه الأخبار والصور والفديو وغيرها أنه مخطط له؟ ـــ وكيف أصبح الجهاد الكفائي ضحية لهذا المخطط الذي ظهر في منحى آخر نحو حدود طائفية بدلاً من أن يكون الجهاد الكفائي مستوعباً لكافة المكونات في الشعب العراقي؟ ـــ وكيف تم تسويف دعوة المرجعية وهدف الجهاد الكفائي من قبل البعض وأستغل ليكون جهاداً ضد مكونٍ آخر؟!.. فها هو السيد علي السيستاني يدعو إلى وحدة الطوائف " ونبذ الفرقة " حيث دعا الحشد الشعبي مؤكداً " ساعدوا إخوانكم المهجرين من مدن الموصل والرمادي وصلاح الدين وغيرها وقدموا لهم المأوى والمال والطعام دون أن تسألوهم هل هم شيعة أم سنة أم غير ذلك" فهل هناك التباس أو شك من وضوح هذا القول؟ ـــ وكيف استطاع البعض من المنتمين للحشد الشعبي من الميليشيات أن يكون جلاداً ومعتدياً على حقوق المواطن البريء في الفلوجة وغيرها ؟ ـــ وهل انتقاد هذه الظاهرة المؤلمة جريمة يحاسب عليها المرء باتهامات العمالة والخيانة والإرهاب، أو العداء للحشد الشعبي ؟ وكأن دائرة الأيام في عهد النظام الدكتاتوري مازالت باقية، ـــ وهل الدفاع عن حقوق النازحين والهاربين من داعش يعتبر دفاعاً عن داعش كما يحلوا لبعض الطائفيين من المسؤولين والإعلاميين والميليشيات الطائفية؟! ـــ وهل الانتهاكات والقتل في الفلوجة يخدم مستقبل البلاد وإعادة السلم الاجتماعي واللحمة بين الطوائف؟ ــ ومن يقف بالضد منها ويطالب أن يسود القانون والعدل فيحاسب قانونياً ؟.

فها هي الأخبار والتي نشرتها وكالة سوا بتاريخ الأربعاء 15 / حزيران / 2016 تشير عن اعتقال "عنصر من الحشد أمام القضاء بتهمة قتل 17 من أبناء الفلوجة " وها هي سلامة الخفاجي عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان تؤكد لراديو سوا " " بأن الأجهزة المعنية تحققت بالفعل من وقوع عمليات القتل تلك وأن القضاء سيصدر حكمه " نحن نسأل كم من القضايا أسدل عليها الستار مخافة من الاتهام العام وهذا ما ضر ويضر الحشد الشعبي مع العلم أن الكشف عنها يخدم الحشد وإخضاع مقترفيها إلى القانون والقضاء للاقتصاص من هؤلاء المجرمين الذي يشوهون سمعة متطوعي الحشد الشعبي الشرفاء الذين تطوعوا للخلاص من الإرهاب وداعش وبنزعة وطنية وليس طائفية.. بالتأكيد أن كشف الحقائق والإعلان عن الأخطاء والنواقص والتجاوزات من قبل البعض سيعزز الثقة بين الجميع.

لا ريب أن تحرير الفلوجة والانبار وأي قطعة من ارض العراق من قبل الجيش والشرطة الاتحادية والبيشمركة ومتطوعي الحشد الشعبي وأبناء العشائر والمناطق هو انتصار للقيم الوطنية ومعياراً للوحدة الوطنية المثلومة وهذا دليل على صحة أن يكون الجهاد الكفائي بمعناه الحقيقي الوطني وليس الطائفي وعلى أن يكون الحشد الشعبي مستقل القرار يقاد من قبل الحكومة العراقية وبالذات من قائد القوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي وليس تحت طائلة من الأسماء المعروفة بقيادتها لمنظمات عسكرية طائفية أي بالمعنى الحقيقي متكونة من طائفة دون غيرها، ولهذا فان كشف التجاوزات والأعمال غير القانونية يعتبر جزء من عملية إعادة الثقة ودعم للوحدة الوطنية.








 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter