| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد زيدان

 

 

 

الجمعة  10 / 10 / 2014

 

وزيران كفوءان لإعادة هيكلة الأجهزة الامنية‏

ماجد زيدان
ssabdula_(at)_yahoo.com

فشل التصويت الاول على وزيري الداخلية والدفاع لعدم التوافق بين الكتل , ولاسيما التحالف الوطني , ليس الاعتراض كان على الشروط الواجب توفرها فيهما . والمحددة بالكفاءة والمقدرة والنزاهة والمقبولية والاستقلالية عن التحزب وعدم وجود نشاط في تاريخها مع المجموعات المسلحة والميليشيات وغيرها مما استوجب لاداء المهمتين .

ومنذ ذلك الوقت الصراعات مستعرة ليس بين الكتل والمكونات , وانما في داخل كل جهة على حدة لاستيزار مرشحها , وايضا فسح المجال لظروف العراق الراهنة بتدخلات أقليمية ودولية في التأثير على القرار الوطني السيادي .

الحقيقة ،ان للأوضاع الشاذة للمنصبين اغراءات كثيرة , فهما اكبر المجالات للتوظيف وتوفير فرص العمل والأكثر حشدا للناس في مؤسستهما واوسع المشغلين وهي بالتالي اصوات انتخابية بينت التجربة انه يمكن تحقيق الميل فيها لهذه الجهة او تلك , عدا هذا او ذاك انهما مركز القوة والنفوذ في الدولة والمجتمع ما دامت دولة المؤسسات القانونية لم يكتمل بناؤها بعد .

والوزارتان الداخلية والدفاع تقضمان حوالي عشرين بالمئة من الميزانية وهو مبلغ ضخم ينفق من دون رقابة مشددة وحازمة على المشتريات من السوق الخارجية والداخلية . لذلك لاغرابة في هذا التنافس للحصول عليها بدافع الاستحقاق او غيره فهما تضيفان قوة وهيبة وتأثيرا يشكل ميزة استثنائية للجهة المستفيدة .

في كل الدول الديمقراطية يكون جهاز الامن بأشكاله ومؤسساته المختلفة حياديا وللدولة بمجموعها ولكل الشعب ومستقل حسب درجة الديمقراطية وتجذرها في المجتمع لايميل الى أي كان , ولا يحد من صلاحياته الا الدستور والقانون والتي يؤدي بموجبها مهامه وأعماله , كما انه حامي لهما بما يؤمر به وفقا لهما .

الواقع بعد عشر سنوات لم توفق الحكومات المتعاقبة وتحديدا الكتل السياسية النافذة من بناء المؤسسة الامنية على الاسس والمبادئ والبديهات والمهنية والاحترافية , بل واحترام التقاليد الايجابية التاريخية , والتقيد بأحكام المواطنة , وجزء من عناصرها لا تجد في الانتماء للمؤسسة سوى انها وسيلة لكسب العيش , حتى من دون اندفاعة وحرص بائن على انجاز مهامها اليومية في السيطرات والشوارع وملاحقة منتهكي القانون , واليوم أصبحنا نلاحظ ان المواطن فقد الحماية ولا يتوجه الى الجهات الامنية لتدافع عنه فيحتمي بالعشيرة أو الحزب الذي ينتمي اليه , وبعضهم يؤجر من هؤلاء ليأخذ له حقه أو يستقوي به على الاخرين .

المهم ان البناء خاطئ لهذه المؤسسة لان وزراءها جاءوا بالشكل الذي نلحظه الآن وأوقع البلاد في كوارث ومآس وأطال من أمد الارهاب , وعلى درجة من الضعف انها انهارت ولم تستطع الدفاع عن نفسها ، فكيف لها بمثل هذه المحاصصة البغيضة ان تكون من المنعة والدفاع عن الناس والبلاد . والأكثر من هذا ان المتراصين في الخنادق والمعسكرات التي توحدهم العقيدة الوطنية , لا ينجد بعضهم البعض ويتركون المحاصرين يلاقون حتفهم , وهم يتفرجون ويقول احدهم للاخر (الحمد الله على السلامة) !

ببساطة يحدث ويفسر لاننا اعطينا الاولوية للهويات الفرعية وبدعوى التوازن واندثرت الى حد كبير المبادئ التي نظمت وحكمت عمل هذه المؤسسات , ولم يعد يذكر مبدأ الوحدة بأمرِها في عملها .

نقول هذا والألم يعتصر قلوبنا ونحن نشاهد الاستقتال على الأستيزار والأصرار والتشبث بالحصول على المنصبين , ولا تترك فرصة لأختيار الانسب والملائم ليداوي الجراح التي أدميت بهما المؤسستان ويضيف للقوات بناء صلبا وليس رمليا نقف ونستند عليه دون خشية تداعيّه .

 

 

free web counter