|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  10 / 3 / 2018                                ماجد زيدان                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الاستثمار المحلي والاجنبي في التعليم الجامعي على حساب الحكومي

ماجد زيدان
(موقع الناس)


في الايام القليلة الماضية ، صدر خبران عن وزارة التعليم العالي مفادهما بشأن الاستثمار في التعليم الجامعي يبشرنا الاول بقرب افتتاح فرع للجامعة الامركية في بغداد ، وانها ستستقبل الطلبة على العام الدراسي 2018- 2019 وستضم الكليات الطبية والعلمية والانسانية والدراسة باللغة الانكليزية وستعمل على وفق النظام الامريكي . وحسب بيان الوزارة انه اتخذت خطوات عملية لافتتاح عدد من الجامعات الأجنبية في العراق من أجل تطوير منظومة التعليم العالي. اما الخبر الثاني افتتاح كلية المنارة للعلوم الطبية في محافظة ميسان ، واكد على انه وضع ضمن الخطط الإستراتجية للوزارة جعل التعليم الأهلي دعامة رصينة .

اول ما يتبادر الى الذهن الاهتمام الكبير بالاستثمارات المحلية والاجنبية من دون الافصاح عن خطط عملية وملموسة لتطوير التعليم الحكومي وانتشاله من التداعي والانهيار ، بل واصلاح التعليم الاهلي الذي كثرت سلبياته والشكاوى من تدني مستوياته ، والظاهر ان السياسة المتبعة هي التخلي تدريجيا عن التعليم المجاني في جميع المراحل الدراسية ، والاستعجال في الخصخصة وبأي ثمن .

في الواقع ان هذا التعليم موّجه صراحة الى الميسورين من ابناء شعبنا وليس الى فقرائه وكادحيه ، بل وفئاته الوسطى وهؤلاء جميعا يجدون صعوبة في تغطية مصاريف التعليم الجامعي اليومية .

كان التعليم الجامعي في البلاد يشاد به من المنظمات الاممية ذات العلاقة ويستقطب ويجذب دراسين من الدول العربية وتحتل جامعاته مراكز مرموقة في التصنيفات العالمية ومخرجاته يشاد بها قبل مغامرات الدكتاتورية السوداء والحصار البغيض ومن ثم السياسات الفاشلة وهروب خيرة كوادره ، فتظافرت هذه العناصر على خرابه ودماره واصبح مضربا للمثل في تدهوره ، وبدلا من تتجه السياسات نحو اصلاحه وانتشاله اخذت منحى اخر في تشجيع الاستثمار به واقامة المشاريع المربحة التي يشار الى امتلاكها من النخب النافذة والحاكمة . وقد ترك ليواجه انحداره بإمكانات شحيحة ولكن بروحية وطنية وشعور عال من المسؤولية لكثرة من العاملين فيه .ان هذا الاستثمار يعتاش ويقوم على موارد التعليم الرسمي من تدريسيين ومستشفيات وايجار مباني الجمعات بأثمان بخسة ، وغض النظر عن الشروط الضرورية الواجب توفرها ، أي ان الحكومة تسهم في تكوين رأسماله مجانا ومن دون أي فائدة .

ولابد من الاشارة الى ان المستثمر الاجنبي يفرض منهجه الدراسي تحت عناوين مختلفة واسلوبه في العمل والقبول بحيث ان الجامعة الاميركية فرضت مرحلة تحضيرية بعد السادس الاعدادي للمقبولين فيها بحجة دراسة اللغة الانكليزية ، أي انها تغيير للنظام التعليمي .

ان اصلاح التعليم الجامعي وتطويره لا يمر من خلال الخصخصة والاستثمار الاجنبي ، فهو يمتلك الامكانات الضرورية وما علينا الا توفير البيئة المناسبة ليعود الى عهد الازدهار لتبدع موارده البشرية وتستقطب الكفاءات المهاجرة والمهجرة والتي تقدر بالاف وتوفير الموازنة اللازمة لتعليم جيد ومناخ علمي حر، وبيئة ديمقراطية ..
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter