|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  6 / 11 / 2015                                مازن الحسوني                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

لقد أوجعت قلوبنا برحيلك يا سردار

مازن الحسوني
(موقع الناس)

لا أريد أن أكتب رثاءً لفقدانك يا عزيزي سردار لأنني لا أحب ولا أجيد كتابة هذا النوع من الكتابة, ولكني أكتب إليك أوجاع قلبي حين علمت برحيلك الأبدي.

لم أستطع التواصل معك طيلة الفترة التي كنت تصارع بها مرض السرطان الحقير بسبب الخوف الذي كان يعتريني كلما أردت الاتصال بك. مبعث خوفي هو أن أرى المرض يحدث لك. ما رأيته قد فعل بالكثيرين من الأعزاء، ولهذا رغبت في أن تبقى في داخلي بنفس الجمال والمزاج الذي عرفتك به طيلة السنوات الماضية .

لم أتمالك نفسي وهي يعتصرها ألم كبير اجتاح دواخلها، حين سمعت خبر رحيلك وكان البكاء الذي تفجر من الاعماق بشكل لا أرادي يعبر عن هذه اللوعة التي لم أعرف كيف أتحاشاها وأخرج منها .

عرفتك منذ بداية ثمانينات القرن الماضي ونحن شباب صغار نمتشق السلاح لمحاربة النظام الدكتاتوري. عملنا سوية في مهام مختلفة لم أرَ منك غير الابتسامة وهدوء الأعصاب والمرح وعدم الغضب والانزعاج .

لم تشعرنا نحن الكثيرين من رفاقك (العرب) بأي أحساس من التعصب القومي الذي صبغ عمل الكثيرين من رفاقي الأكراد رغم اعتزازك بانتمائك القومي الكردي .

عرفتك فيما بعد، بعد انتهاء فترة الكفاح المسلح وزادت قيمتك بداخلي أكثر سواء عندما التقيتك مع العائلة أو في أماكن أخرى وبأنشطة سياسية مختلفة.

عرفتك وأنت قد أصبحت ذا رتبة عسكرية كبيرة ولكنك بقيت سرادر البسيط الذي عرفته منذ زمن بعيد .

عرفتك وأنت قد أصبحت عضو لجنة مركزية للحزب الشيوعي العراقي والكردستاني, وبقيت كذلك ذلك الشيوعي البسيط الذي كان يخطو أول خطواته الحزبية في الحزب.

أفرحني كثيرا حصولك على عضوية اللجنة المركزية في (حشع وحشكع) لأنك تستحقها بشجاعتك ونبلك وانفتاحك للتجديد والتغيير وعدم تعصبك قوميًا وهو ما كنت وكثيرون مثلي يأملون بدخول دماء شابة لتغيير مسار العمل الحزبي البطيء.

كل هذا أصبح الآن من الماضي يا عزيزي سردار ولكن مثلك يبقى يعيش بيننا لأنك لم تترك في كل واحد عرفك غير بذور المحبة والطيبة الانسانية والبسمة اللطيفة والنكته الهادئة .

لقد ألمتنا كثيرا بهذا الرحيل غير المنتظر وحقا أوجعت قلوبنا.
 

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter